شهادة البكالوريا – بين الامتحانات الوطنية والغش الجهوي
تمضي ظاهرة الغش في اكتساح كل المستويات الدراسية مستغلة كل ما تملكه من أدوات الغش التقليدية والحديثة ، وكل ما توفر لديها من خادمين بشرا كانوا أو ذوات أو مؤسسات ومستعملة وسائل وتقنيات وسلوكات محكمة تدفع بها لتحقيق حملتها والإجهاز على كل ما تبقى من يقظة ضمير حي ، هذا الإجهاز الذي لا تبقى معه للشواهد والديبلومات – دنيا وعليا – أية مصداقية . وقد قطعت ظاهرة الغش خطوة مهمة قد يصعب علاجها بمجرد الحسم الموسمي أو الخطابات الورقية المحتشمة ، ونقصد بالمعالجة كل ما يتصل بظاهرة الغش بأسبابها ومكوناتها والعاملين عليها والمقربة قلوبهم والصامتين والصامتات . ومن هنا نبدأ بطرح السؤال – وبألم شديد – هل تقبل أمة – تحترم نفسها – أن تبقى مكتوفة الأيدي ومظاهر الفساد بكل أنواعه تنخر عمادها الأساس في التقدم والرقي ؟ هل تقبل أمة – تطمح إلى إصلاح تعليمها والرهان على الجودة – أن تنهمك في تزيين حواجبها وخدودها وباطنها غارق في العفن والصدأ ؟ طبعا من المستحيل أن " يصلح العطار ما أفسده الدهر " إن الدهر/ اللاضمير قد أفسد جمال التعليم وأطفأ نوره وأصبح يئن تحت ضربات الفساد المتتالية غشا وتهاونا وهروبا من المسؤولية .. وأصبحت معه نتائج التحصيل تحسب بالنسب المئوية موزعة حسب النيابات والأكاديميات . حتى أصبحت العملية التربوية برمتها في مفترق الطرق بين قوانين ومذكرات وخطابات تغري حتى الشيطان بمتابعة الدراسة وتحصيل العلم ، وبين واقع وإجراء بعيد كل البعد عن الجودة والديموقراطية وتكافؤ الفرص بين كل المكونات التربوية ، واقع ارتكن إلى ثقافة الكسل والتقاعس والتهرب من المسؤولية ، وأصبح يلوك ثقافة من قبيل " قضي " و " خلي ذاك الجمل بارك " و " ما عندنا ما نديرو " و " ارمي الكرة للآخر " ..
إن مثل هذه الثقافة ذات الطابع الانهزامي التخاذلي هي التي سرت في شرايين مجتمعنا وهي الآن تسري في بنيتنا التربوية التعليمية . وخير دليل على ذلك ما يقع في بعض النيابات من تجاوزات في الامتحانات الوطنية التي تأتي نتائجها بمعدلات تثير ملاحظات شتى قد تنتهي بالشك في مصداقيتها . وقد وجهت هذه الملاحظات والشكوك إلى المعنيين بالسهر على مجريات الامتحانات محليا وجهويا ووطنيا ، ولكن لم يكلف هؤلاء أنفسهم حتى مراجعة الأمر ولو من باب الاحتراز .. وهم بهذا يعطون مصداقية – من حيث لا يدرون – إلى عملية الغش ، حيث يشعر بعض التلاميذ في مناطق أخرى بالغبن ويعزمون على الغش ولو كلفهم الحرمان والسجن .. أذكر حدثا وقع في نهاية التسعينيات بمولاي إدريس زرهون يدخل في هذا السياق ، حيث وقف التلاميذ ثاني يوم الامتحانات احتجاجا على ما يقع في مدينة مكناس – حسب زعمهم – ولما حضر السيد النائب الإقليمي فاجأه التلاميذ " بملف طلبهم " حيث طلبوا من السيد النائب أن يرخص لهم بالنقل في الامتحان على غرار ما تشهده النيابات الأخرى .. ماذا يفعل أي مسؤول لو تقدم إليه التلاميذ بهذا الطلب الغريب ؟ هل سيوافق أم سيقوم باتخاذ إجراء مناسب في حق الآخرين المتهمين بالغش ؟ طبعا ، هو موقف صعب سيجعل المسؤول يبحث عن مخرج له من الورطة وأن يسل أنفه من هذه العجينة / الفضيحة دون إسالة قطرة دم ، ولو كان يعرف مسبقا ماذا سيطلبه التلاميذ لما ذهب على وجه السرعة ، ولتولى الهاتف المهمة دون حرج .
أسرد هذه الحادثة لنرى أين وصلت إليه ظاهرة الغش خاصة حينما تجد التربة الخصبة في استعداد التلاميذ للنقل وتغاضي كل المسؤولين بكل أنواع المسؤولين من المسؤول على الإجراء إلى المسؤول عن كل الإجراءات …….
5 Comments
ما كانت هذه الظاهرة ان تثير هذا الكم من المقالات لولا تسرطنها وتهديدها للمنظومة التربوية ،وما ذه الا صرخات ذوي ضمائر ما زالت تنبض بالحياة. فمنذ ان بدات ما يسمى بالخريطة المدرسية تتحكم في نسب وعتبة النجاح بدات الظاهرة تنمو بتزكية من عديمي الضمائر يغرسونها في الصغار تصل احيانا الى كتابة اجوبة امتحان السنة السادسة على السبورة … والويل لك ان انت استنكرت الفعل . .. ستنهال عليك كل الاوصاف والنعوت التي ربما لم تسمعها قط في حياتك لكن الامل كبير في الشرفاء الموجودين في كل نقاط الوطن ولولاهم لفسدت الارض.
صحيح يا أخي أن الغش ظاهرة استشرت بحدة في وسطنا الاجتماعي ، ولا تتعلق بالمدرسة المغربية فقط ، ولا يمكن بأي حال جعل الدنيا سوداء في أعين ناشئة لا زالت في ريعان الفتوة والشباب ، صحيح هناك غش في الامتحانات لا الطلابية فحسب بل حتى في صفوف المدرسين والإداريين حين اجتيازهم للامتحانات المهنية وق عاينت حالات عديدة بنفسي . ولكن لا يسمح لأي كان بالتبجح والتهويل من الظاهرة بل يستوجب الوقوف ضدها والبحث عن أسبابها أولا لحصر انعكاساتها النفسية / المعرفية والاجتماعية والتربوية ، ولن يتأتى لنا ذلك إلا بدراسة إحصائية خاصة لحالات الغش في الامتحانات ، وضبط عددها ، وخصوصيات الغشاشين نفسيا و….للخروج بحلول كفيلة بالحد من هذه الظاهرة المرضية الخطيرة التي أصبحنا نعاينها والتي أثرت حتى على مستوى التلاميذ التربوي والمعرفي … وللحديث بقية والسلام .
لقد حرقت اعصابي لاحصل على الباكالوريا . ولم اتجاوز نقطة 13ونصف ورايت بعيني الغش والنقل والاساتذة صامتون وكما لا يرون . وحصل الكسلاء على 15 و16 . ولكنهم اذا ذهبوا الى المباريات في الطب لا يفوزون كذلك الا بالمعارف والغش . واذا جاءوا الى الدراسات يغادرون في الشهور الاولى . اما اذا استمروا لوجود المعارف والله اعلم فسيقتلون المرضي ولا يعالجونهم .
نحن التلاميذ نريد الفعل ويكفىمن الثرثرة .
لقد اصبحت ظاهرة الغش جد متفشية في الوسط التربوي و يرجع دلك لعدة اسباب.و لكن اود الاشارة لبعض التسرفات الغير اللائقة من طرف بعض الاساتدة و هي اثناء قيام الاساتدة بعملية المراقبة اثناء اجتياز الامتحانات فيقوم الاستاد باخد ورقة الوساخ من احد التلاميد و يمررها لتلميد اخر تمت التوصية عنه و بكل برودة متناسيا القيمة و الهبة التي اعطيت لاسم استاد.
و لحل مشكل الغش في الامتحانات اقترح على الاساتدة بوضع اختبارات طول السنة و بشكل مستمر و وضع روح المنافسة في الفصل و بهدا سيستوعب التلميد دروسه دون اللجوء الى وسيلة اخرى.
انا تلميذة في السنة اولى باك حصلت على معدل 13.45في الامتحان الجهوي ورسبت في المراقبة المستمرة هل يحتفظ بمعدلي الجهوي في السنة المقبلة في حالة ما لم اانل على نقطة جيدة في الجهوي القبل.احتاج بعض الاقترحات المساعده في هدا الموضوع من فضلكم