Home»National»براقش..

براقش..

0
Shares
PinterestGoogle+

براقش…

(بقلم محمد عبد الله موساوي)

اتفق الوزراء المتعاقبون على وزارة الصحة على إبداع استراتيجية خاصة بكل واحد منهم حاول تعميمها و إنجاحها على مدار فصول ولايته الحكومية، بحيث أنصفت هذه الإستراتيجيات الجميع باستثناء دينامو المنظومة الصحية و جنديها المجهول المسمى العنصر البشري العامل بتفان داخل الزنزانات الصحية. متى سنعاين مثلا سياسة وزارية صريحة تضع كأفق لولايتها التكفل الكامل و الفعال بجميع حاملي الأمراض المهنية، أو القطع نهائيا مع نقص الموارد البشرية الأبدي، أو سن أسس متينة و منطقية لارتجالات التكوين الخاص بالأطر الصحية، أو ملء الفراغ القانوني المهول في بعض الفئات كالممرضين بطريقة نهائية، أو محاولة تحقيق العيش الكريم و المستوى الفكري و الإجتماعي و الإقتصادي اللائق بالمهنيين المغلوبين على أمرهم أخص بالذكر لا الحصر الممرضين الذين يشكلون أكثر من 60% بين العاملين في القطاع، أو توفير الإكتفاء اللوجستيكي و المعداتي لما يصطلح عليه بالمستشفيات و المراكز الصحية التي هي في حقيقة الأمر جدران مغشوشة صامدة بألطاف إلاهية تم طلاؤها بلون أزرق و أبيض لا تنقصه سوى نجمة سداسية ليغدو رمزا للكيان الغاشم المعلوم….

لعل أصحاب السعادة الذين توالوا على قيادة السفينة الصحية المهترئة و القابلة للغرق في أية لحظة، لم يعتبروا بأسلافهم و بنهضة الأوروبيين إبان ثورات القرن الثامن عشر و التاسع عشر حينما أدركوا أن سر النجاح يكمن في حسن تدبير و تطوير قدرات العنصر البشري و يزداد بمدى ازدياد أريحية أجواء عمل هذا الأخير، و تقدير مردوديته و مساهماته الوطنية في ازدهار كل مجالات الدولة. لقد ضرب لنا التاريخ في ذات الباب أبلغ عبرة حيث كان المغرب في ستينيات القرن الماضي في نفس مصاف كوريا الجنوبية و انظروا إلى ما وصلت إليه حاليا من قفزة هائلة في جل المجالات بفضل تشجيعها للعنصر البشري و إعطائه الأولوية مما رسخ الثقة و العمل المخلص المعطاء بين الطرفين…

لكم أتعجب من نبرة البرامج الحزبية و كذا الشعارات النقابية التي تُجمع على أن قطاع الصحة دون غيره هو مؤسسة ذات خصوصية، بالله عليكم أين تتجلى تلك الخصوصية في التعاطي مع مطالبه؟! فالأحزاب لم تحرك ساكنا حتى اللحظة فيما يتعلق مثلا بقانون للوظيفة العمومية خاص بقطاع الصحة، أو بمرجع للمهن و الكفاءات ينتشلنا من الدوامة التي نسبح فيها… أما النقابات الصحية فقد أصبحت متخصصة في النضال من أجل الزيادة في التعويض عن الخطر عقب كل حوار اجتماعي رغم أنه لا يشمل كل الفئات بطريقة متساوية بدريعة احتكامه للأرقام الإستدلالية و قاعدة الأجور، أتساءل إن كانت إمكانية الإصابة بعدوى مرضية أثناء مزاولة المهام الصحية تخضع أيضا لنفس المعيار!! عندماوقعت معلىاتفاق 05 يوليوز  2011حيث تم ربط إحداث سلم جديد للممرضين بالرفع من سن التقاعد فأين أنتم من خصوصية القطاع يا ممثلي الشغيلة؟! أم على خطى « براقش » التي جنت على قومها أنتم سائرون…بدل إرساء خصوصية القطاع بتحسين أوضاع شغيلته أنتم بصدد خوصصة قطاع الصحة…

أيا عقلاء الصحة، أيا حكماء الوطن، أيا حكومة التغيير و النظرة التشاركية و ربط المسؤولية بالمحاسبة، أغيثوا ممرضي الصحة، أغيثوا مهنيي الصحة، و إلا فلا و لن يستقيم حال هذا القطاع، جاء الوقت لتهتموا أكثر بالسكة و تقويمها عوض تغيير القطارات و أشكالها…أرجو أن تعذروا زلات و هفوات أخيكم محمد عبد الله موساوي.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. Dr.chennafi
    14/02/2012 at 23:22

    un tres bon article merci

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *