تنطلق فعاليات مهرجان فاس للمسرح الاحترافي ، دورة المرحوم زكي العلوي يوم 18 يونيه 2007ويستمر إلى 24 منه. ويتزامن هذا المهرجان مع الاحتفالات الأدبية والفنية التي انطلقت منذ مدة ليست بالقصيرة بمناسبة اختيار فاس عاصمة للثقافة الإسلامية، وإعادة الاعتبار لمدينة قدمت الكثير للإنسانية من خلال احتضانها لأشهر وأقدم جامعة في العالم( جامعة القرويين).

سيحتفي المسرحيون خلال أسبوع بأكمله بخشبتهم وأسمائهم ورموزهم. وسيقدم المبدعون، ممثلين، ومخرجين وكتابا، رسائل من فوق الخشبة إلى كل إنسان فوق أديم هذه الأرض، المشتعل نارا وحربا وكرها هنا وهناك، ليقولوا للعالم كفى عبثا، كفى حربا، وتعال إلى كلمة سواء ، إلى الحب والسلام. لنعمل جميعا من أجل غد أكثر حبا واطمئنانا. سيقدمون خلال هذه المدة أطباقا شهية من العروض المحلية والوطنية والدولية.

لم يكن اختيار اسم المرحوم أحمد زكي ليحمل شعار هذه الدورة من باب الصدفة، ولكن لما أسداه للمسرح المغربي من خدمات ممثلا ومخرجا وإنسانا، وهذا هو الأهم. كما سيتم أيضا تكريم وجهين من وجوه الفن الجاد والملتزم بفاس: الأستاذ محمد المريني المعروف بتفانيه في خدمة المسرح وقضاياه، ووفاؤه لعشق الخشبة وستائرها، التي يحاول الكثيرون إنزالها في غير وقتها، للتستر من وراء عتمتها، في حين يصر المسرحي الملتزم بقضايا وطنه وأمته وإنسانيته رفعها في كل مرة يقتض الموقف ذلك، لإنارة الطريق وفضح ألاعيب الكبار والصغار معا. كما يحتفى بنفس المناسبة بالأستاذ والفنان محمد الريحاني الذي يلوذ بالصمت حين يتكلم الغوغائيون ومصاصو الدماء، وكل المتاجرين بمصائرنا وقيمنا. وحين يتكلم يلجم لسانه ويطلق العنان لفنه وموهبته وريشته وأنامله الذهبية، ليعلن عن ميلاد لوحة جديدة. من يعرف الفنان محمد الريحاني، يعرف فيه الصدق ونكران الذات، ويعرف فيه كذلك كائنا في طريقه إلى الانقراض: الإنسان بكامل إنسانيته.

فبعد مرحلة نددنا بها (مرحلة تكريم الأموات) ، ها نحن نعيش مرحلة جديدة و جديرة بالمتابعة والتصفيق. فأن يكرم الإنسان في حياته ليسمع بطبلتي أذنه تصفيقات حارة وصادقة لجمهور يقدره ويحب أعماله الفنية، سلوك حضاري وجميل نادى به الكثيرون، وها نحن نعيد المناداة به في هذه المناسبة.

تجدر الإشارة إلى أن المهرجان تنظمه النقابة الوطنية لمحترفي المسرح بفاس. و سيعرف مشاركة فرق محلية ووطنية ودولية من إسبانيا وفرنسا والبلد الجريح: عراق الشعر والمسرح والمقاومة……