ذاتَ…كْوايْري
ذاتَ…كْوايْري
أحلم هذه المرة أن أصبح لاعب كرة قدم.يالفرحتي وأنا أخرج على القوم في كامل زينتي، السلاسل والدمالج والخواتم الذهبية والفضية والقصديرية، والشعر » المسبسب المجنون » كل مباراة بشكل جديد، مرة مشدود
إلى الأعلى على شكل ذيل حيوان ما ،ومرة أقلد
اللاعب الأجنبي المشهور صاحب الصلعة المرآة. أو على شكل خريطة غير واضحة المعالم لقارات منقرضة انقراض الأسود الذين يصرون على تسميتنا بأسمائها ونعتنا بصفاتها.وحتى وإن سلمنا جدلا بهذا التشبيه،فنحن أسود غير متجانسة ،التقطت من غابات شتَّى « كلّ فردة مَبْلادْ ». وأعترف بأنني لا أرى أي وجه شبه بيننا، فأنا ضعيف في البلاغة والبيان،إلا البيان بمعنى الشّوفات فأنا بارع فيه،لعل وجه الشبه، مع اعتذاري… للأسود الحقيقية،هو رائحة الجيفة المنبعثة من أحذيتنا الرياضية التي تشبه بالتأكيد بخر أفواهها.فنحن مسالمون،لابراثن لنا ولاحتى نيوب. حبذا لو كانت لنا لكَرّشْنا من وراءها دريهمات في إشهارات معاجين الأسنان.وأعجب من قدرتهم على تمثيلنا بمختلف أنواع الحيوانات المفترسة والطيور الجارحة والشخصيات التاريخية فلكأننا حدائق حيوانات متنقلة أومتاحف لمومياءات متعفنة.. ولك أنت أن تتخيل وجوه الشبه إن وجدت.
المراهقون يقلدون مشيتي وضحكتي وطرق « الكَربوز » في وجهي،وحتى الذبابة في ذقني » خمسة وخميس بحالّي عمرو ماشافو الزّين » تطاردني الكرة داخل الملعب، تناوشني ، تعبث بي وأنا كالطفلة في يدها كالريشة تحملني النسمات ،تركلني، تعطي وجهي الصفيق الخالي من الحياء، أحلى اللطمات، تقذفني من أقصى الملعب وينهمر دم رأسي على العارضات،آه لو كانت عارضات الأزياء، وكثيرا ما ترمي بي إلى « التوش » « ياك بعدا ماشي غي أنا اللي راني فالتوش » أليس أغلب العالم إما متفرج وإما في « التوش ».
ألا تعترفون أنني لم أعد مالك قلوب العذارى وحدهن بل أصبحت مالك قلوب الحكومات والدول ..يحج للتملي بطلعتي كبار القوم وعليتهم … وصغارهم أيضا،من الوزير إلى الغفير ليشهدوا ما سكبته على وجهي من روائح لعلي أحفظ لهم ماء الوجه أمام العدو في ساحة الوغى.فأدخل وأنا أنشد فلا يجهلن أحدٌ علينا…وألوي وأنا أغني ظلموه…. السبب أي شيء آخر غيري وغير المدرب الأجنبي وغير الجامعة وغير…. لعله « لعكس » أو » ثقاف » .علينا فقط بدريهمات من « الفاسوخ » أو على الأقل « يضربو لينا لخفيف » لأننا أصبحنا ثقال الخطو وثقال الدم وثقال « الكونيكسيو » على الجمهور الذي بدأ يفر منا إلى الأندية الأجنبية.يمكن أن »تبوكَيسا ديالنا الديمودات »
والمشكل الخطير أننا حتى عندما نلعب ،وهو مجرد لعب، مع إخواننا تجد سباق « الموضات » و « الشّوفات » وحتى سباق السفارات والحكومات والرشق بالكلمات فيدك الجمل ما بنته النملة في سنين. وكأننا لانعرف « خرّوب » بعضنا البعض.فتُرانا نتقاتل وتدق البسوس بيننا عطر مِنْشَم وترفع الرايات السود،ونلطم الخدود ونشق الجيوب والكلّ ينادي يالَثارات الكرة و المرمى ولم ننبس بها لا على العراق أو غزة أو حتى عندما انتهك الأقصى. أما كرة الأجنبي ،وقدم الأجنبي، وكلب الأجنبي، وأنف الأجنبي، فنرحب بها ونستقبلها بالتمر والحليب والحناء ولا نعانق الكرة إلا بعد أن تسرح وتمرح في المرمى ( الأجنبي عندنا يامرحبا يامرحبا.إخواننا عندنا يا نَتْرَكَا يا نَتْرَكَا). فنحن شعب مضياف في كل مكان وليست لدينا عقدة الأجنبي.الأجانب أحبابنا وأصهارنا من أجلهم نضرب أكباد الحيتان بعد أن ضرب أجدادنا أكباد الإبل ، وأصبحوا هم ،الآن، يضربونا بأقسى الركلات على المؤخرات والمقدمات.فنحن نعشق الأجانب نهبهم رْيَاضَاتنا وبناتنا ولم لا حتى مرمانا؟؟ المهم العملة الصعبة حتى وإن صارت أعراضنا سهلة.أأكون الوحيد من يغني خارج السرب ألا يخرج من الجماعة غير الشيطان.فأنا أحب الجماعة وأعشق غَزيّة.
أم بثينة
Aucun commentaire