الفاجعة : عزاؤنا الواحد
وجدة 24-01-2011
السيد مدير جريدة وجدة سيتي المحترم:
بعد مشوار ليس بالقصير في العمل السياسي , فصلت عن طواعية و مثل الكثيرين من أبناء هذا الوطن أن تطهر نفسك من دناسة الأحزاب العشائرية , فخلدت للراحة و مراجعة الذات , ثم فاجأت الجميع بمبادرة رائعة عندما اخترت العمل الصحفي ولو من باب الهواة , فانضافت متاعب هذه المهنة لعمل التدريس , و أصبحت وجدة سيتي بوابة المغرب الشرقي , و ألفنا أن نراك حاملا الكاميرا , تتنقل في كل مكان , تلتقط الأخبار , و تواكب الأحداث سواء بمدينة وجدة أو ضواحيها , بل و غدت الجريدة تأتينا بالأخبار من كافة أرجاء الوطن و من خارجه . إن وجدة سيتي ببساطة أيها الصديق فرضت نفسها , فهنيئا لك , و هنيئا لنا نحن أصدقاءك و لكل من يحمل سلاح القلم ليكرم هذه الجريدة.
صديقي العزيز:
يقول الشاعر:
ظلم ذوي القربى أشد مضاضة علي من وقع الحسام المهند
لا شك أنك تدرك مغزى هذا البيت , فإذا كنت تنصف الآخرين , فقد ظلمت الأقربين منك , و زملاءك العاملين معك في ثانوية عبد المومن التأهيلية لأنها عرفت فاجعة خطيرة كان الأجدر بك أن تكون سباقا لنشرها , و التعليق عليها , فهل يعقل أن يصل بك التقصير إلى هذه الدرجة ؟ ألا يمكن اعتبار ذلك إخلالا بالواجب و بالضمير المهني ؟ أنت الذي تأتينا بالأخبار من السند و الهند تحرمنا و تحرم قراءك من نشر الفاجعة ؟ على كل حال سأترك للقراء فرصة الحكم و التقييم , و سيكون قرارهم الحد الفاصل بيننا و بينك.
صديقي العزيز قدوري
الأكيد أنك تتذكر تلك القطة الحامل التي كانت تتجول بين مدخل الباب الرئيسي للمؤسسة , مرورا بمكتب السيد المدير و انتهاء بقاعة الأساتذة , و على ذكر قاعتنا أزف إلى علم كافة الأساتذة أن جمعية آباء و أولياء التلاميذ قد خصصت لها ميزانية هامة سيتم الإفراج عنها في مستقبل الأيام. المهم أن القطة الحامل كانت تفضل النوم فيها تبقى من الكراسي التي اشتراها الأساتذة. و هكذا أصبحت وجها مألوفا لدينا , بل جزءا منا , و فجأة اختفت القطة الحامل عن الأنظار و بلغ إلى علمنا الخبر السعيد:- القطة أنجبت خمس قطط صغيرة في حجرة صغيرة داخل مكتب الاستقبال , فاستغربنا لكونها اختارت المكان المناسب و أحسنت الاختيار , و شرعنا في التشاور للاحتفال بهذه المناسبة لأن القطة جزءا منا . و في اليوم الموالي نزل علينا الخبر /الصاعقة/ : لقد تم تنقيل القطة من مكانها نظرا للروائح الكريهة , و قد فقدت ولدين , و تم وضعها أولا في دهليز تحت درج الطابق الأول بالمؤسسة , و ظهر بعد ذلك أن هذا المكان غير مناسب , فتم تنقيلها مرتين متتاليتين , و أخيرا أُخبرنا أن القطط الصغيرة ماتت.
صديقي العزيز:
قد يبدو لك هذا أمرا عاديا , و لكن هذا يعود لجهلك أو تجاهلك, لا أدري أنت مطالب ببيان توضيحي. إنه مشروع العمر خطط له الأولياء الصالحون على مدى متوسط أو بعيد , فهم أدرى بشعاب مكة , مشروع قائم يروم تحقيق هدفين أساسيين : 1-توفير وسائل الإنتاج (القطة )
2- الرفع من الإنتاجية (تربية القطط الصغيرة)
و لا يخفى عليكم ما يتطلبه هذا المشروع الاقتصادي التربوي من مجهودات جبارة لتوفير الحاجات الغذائية للقطط , و الانفتاح على المحيط كالاتصال بالبيطريين…
فموت القطط الصغيرة و اختفاء الأم كارثة و فاجعة كبيرة , إنه ضياع مشروع عمر الأولياء الصالحين لأن الغاية من المشروع حسب ما خطط له هو توفير قط لكل قسم , و الثانوية تتوفر على 45 قسما إضافة للنجاح العلمي , و كثيرا ما يفاجأ الأساتذة بصراخ التلميذات , و قهقهت التلاميذ لأن فأرا آثما اقتحم حجرة الدراسة بدون استئذان , و على ضوء تحليل الأولياء الصالحين للوضع داخل الأقسام , أجمعوا على ضرورة إيجاد حل بيولوجي لا يشكل خطرا على فلذات أكبادنا يتفادى المبيدات و السموم , و هكذا سنؤسس بالثانوية لمشروع نادي الرفق بالحيوان , ثم نقضي على كل الفئران و الحشرات. أتدرك الآن صديقي العزيز قداحة الخطب ؟ لم يعد الاشتغال داخل الأقسام المتسخة هو المشكل , فالخطر القادم الآن هو أعظم لأن تكاثر الفئران يؤدي إلى انتشار الأوبئة الخطيرة , و يزرع (الخلعة) وسط التلميذات. ألا يستحق هذا الوضع فتح تحقيق جدي ؟
على كل حال أتقدم باسمي الشخصي, و باسمك أخي العزيز قدوري, و باسم الأساتذة و الأستاذات بأحر التعازي للأولياء الصالحين , و أتمنى من الله عز و جل أن يعوض محبتهم للقطة و أبنائها بالصبر الجميل, و إنهم لعلى الدرب سائرون.
طابت ليلتك صديقي العزيز , و في انتظار بيانكم التوضيحي , أتمنى لك و لعائلتك الصحة و العافية.
و السلام
Aucun commentaire