هل فتحت بشاشة العثماني الجزائر؟
تقديم:
حينما كتبت موضوعي: »ولاية وهران وولاية وجدة:الجارتان اللدودتان » المنشور بهيسبريس؛انطلقت من قناعة مفادها أن التيار لم يعد موصولا بين القصر الملكي وقصر المرادية؛وأن بعث مشروع المغرب
العربي »الراقد » أصبح من قبيل المستحيل ؛ما دام هناك تيار يضخم قضية الصحراء المغربية إلى مستوى جعلها – من ضيق الأفق- تعرقل مشروعا تاريخيا عظيما؛هو بمثابة الابن الشرعي للجغرافية الطبيعية
والبشرية ’ودون أن أغفل أسلافه المؤسسين؛ من قبيل:
القرآن الكريم ,السنة المطهرة,موطأ الإمام مالك ,و لسان العرب والأمازيغ.
أولائك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا عزيز المجامع
وقد اقترحت- في المقال- صلحا جهويا يستند إلى العلاقات التاريخية بين شرق المغرب وغرب الجزائر. صلح يبقي جذوة المودة مشتعلة, في انتظار صلح كبير يأتي على كل القنابل التي زرعها المستعمر بين البلدين,وأدت إلى بتر الأيادي والأرجل ,وحتى انفصام العقول ,كي لا يولد غير الجفاء والعداء: توأمي أم قشعم.
لم يكن العثماني وقتها غير رجل يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ؛وحتى حينما زار وجدة حاصرته عصي شرطتها في ما أصبح يعرف ,في الصحافة المحلية, بيوم داحس والغبراء.
السياسة فلاحة ؛دون مطر:
من المفارقات ,أو حتى مكر التاريخ,أن يكون يوم داحس والغبراء هذا ؛الذي استهل بمبارزة حامية بين حزب الاستقلال وحزب العدالة والتنمية,من أجل حق صارخ للأخير في رئاسة البلدية,وانتهى بتدخل لواء والي وجدة, هو مما أسس لوصول العثماني إلى الجزائر العاصمة,وزيرا للخارجية؛وليس لإيصال مناضل عدالي إلى رئاسة البلدية فقط.
هكذا التاريخ لا تكاد تقبض على آليات اشتغاله حتى تنفلت منك كسمكة في بحر.
زاد العثماني ,وهو يعبر الحدود :
*رسالة ملك لا يخفي حبه للجزائر ,دولة وعاصمة؛إلى درجة الدفع بهذا الحب في وجه غزل مجلس التعاون الخليجي.
*رصيده النضالي الإسلامي ’ وآخره ما ذكرت؛وقد جرى على بعد كيلومترات معدودة من للا مغنية .
*قوته الهادئة.
*خبرته كطبيب نفساني.
*دهشته ؛كما البدايات دائما.
*هدير الشعبين الجزائري والمغربي ؛الباعث للحمم في مختلف الاتجاهات.
*انهيار نظامين مغاربيين ؛تحت ضربات ذوي الحقوق.
* مغاربة صحراويون ,غرر بهم العقيد –ذات شغب جماهيري- و لم يوص لهم بشيء من تركته.
* بشاشة تقول ,أكثر مما تبتسم: لا شيء يستعصي على الحل بين الشقيقين؛اطمئنوا العثماني هنا.
بم فتح الرجل الهادئ قلاع الجزائر؟
*وقد صافحت رقته أيادي خشنة.
* وواجهته حواجب بريجنيفية مقطبة.
*وجنرالات غاضبون أن تتلبد عندهم السماء لتمطر في المغرب.
* ومراكز قوى ,لها أعناق زرافات .
*وزعماء صحراويون لم يعرفوا بعد من أين تهب الرياح.
*ورئيس له علينا حق شهادة السكنى في وجدة؛والرجل لم يفهم أبدا كيف يتدبر المغاربة أمورهم بدون بترول.؟.
بالماء سيدي الرئيس ؛ولو تعاونا لأنسيناكم في النفط.
سنختلف حتما في تقديم الجواب ؛إذ كل المستندات صالحة ؛بما فيها البشاشة ,وهي أصيلة في الرجل وليست دبلوماسية منافقة .
ويبقى أن هناك الأصلح:
انه عزم الشعبين على إسقاط الفساد ؛عاجلا أم آجلا:
الفساد ليس مغربيا فقط, أو جزائريا, أو تونسيا, أو ليبيا, أو موريتانيا؛انه مغاربي أيضا.
لعل هذا الفساد ؛وقد نادى حتى الملك محمد السادس بإسقاطه ,وهو يقترح مغربا عربيا جديدا, لا يقل في شيء عن الفساد الداخلي لكل دولة على حدة.
بل لو صلح حال المغرب العربي لوجدت كثير من المعضلات الاقتصادية ,المعرقلة لكل الجهود التنموية,حلها الذي يلد حلولا قطاعية وتفصيلية شتى.
إن موارد الخزينتين ,المهدرة في شرق المغرب وغرب الجزائر,بفعل التهريب ؛في الاتجاهين فساد مغربي جزائري.
إن تقطع الطريق السيار بين دول المغرب العربي ؛وانتصاب حرس الحدود – بدل محطات الأداء فقط-عار مغاربي.
إن الإبقاء على الأسلاك الشائكة-وقد كانت ملغمة زمن الاستعمار- في مقابل شبكة رقمية تؤلف بين البشرية كلها ,تحجر مغاربي مقيت.
يستطيع كل معلق –من الجزائر والمغرب-أن يعلق على مقالي هذا,بكل اليسر الرقمي؛لكنهما لا يستطيعان مد الأيادي للتصافح عبر الحدود ,لوجود أحذية ثقيلة لم تقتنع بعد أن كل شيء تغير؛وأن شبابا في عمر الزهور أسقطوا أرتا لا مدججة من العساكر.
إن تشتيت الأسر ,واقتسام نفس القبائل ,وعدم الصيام و الإفطار, المشتركين, لرؤية نفس الهلال, نقصان
مروءة ودين مغاربيين.
إن عدم تحقيق حلم الشهداء في العيش بوئام, وبكرامة, في البلدين ,المناضلين معا, تنكر لدمهم ,ولهم,وهم أحياء عند ربهم يرزقون.
ألا يحل للشعبين إسقاط هذا الفساد أولا؟
بسقوط هذا الفساد التاريخي الجغرافي ألا تسقط تلقائيا مظاهر فساد اقليمية؟
إن حال المغرب والجزائر- وقد تغاضبا ونسيا بناء يجب أن يبنى- أشبه ما يكون بحال المهاجرين والأنصار يوم وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله:
ذهلوا ,وتدافعوا من أجل الرئاسة, ناسين أنهم أمام جثمان طاهر ,يجب إكرامه بدفنه.
بفارق أن المغرب العربي- مغرب الشعوب- واجب الإحياء .
شكرا لكل القادة الذين صنعوا لحظة العثماني الواعدة ؛ولا أدري لم تفاؤلي الكبير بالرجل؟
ربما لبشاشته الصادقة.
Ramdane3@gmail.com
1 Comment
لبشاشته الصادقة.
البشاشة ,وهي أصيلة في الرجل وليست دبلوماسية منافقة
Mr Ramdane a bien raison.
bonne continuation et bon couraje pour
mr.Al othmani .
J,éspére l,unitée et la fratérnité entre l,Algerie et le maroc.