ثانوية عبد المومن : محطات ورجال –
بقلم : قويدر عكري
الكثير من المدن لم تسجل حضورها الفعلي على مستوى الخريطة الوطنية الا انطلاقا من بعض المعلمات التاريخية التي ساهمت بشكل او بآخر في ابرازها .فعندما نتحدث عن وجدة وعن ابناء وجدة المنتشرين عبر مختلف المدن المغربية كصانعين لمختلف القرارات المدبرة لأمور هذا الوطن لا يمكن ان نمر بدون ان نقف عند المعلمة التربوية التعليمية : ثانوية عبد المومن التي يرتبط تاريخها بتاريخ هذه المدينة وهذا الوطن..
محطات تاريخية
***************
تعتبر ثانوية عبد المومن من اوائل المؤسسات التي اقامتها السلطات الفرنسية في عهد الحماية بوجدة لتعليم ابناء المسلمين مناهضة منها للتعليم الحر ألاسلامي الذي عمل الوطنيون على تأسيسه بمختلف المناطق المغربية .يمكن تحديد الانطلاقة الرسمية بالمؤسسة منذ الموسم الدراسي 1940/1941 تحت اسم المدرسة الحضرية .وكان اول قسم للدراسة " قسم السادسة " الذي تم فتحه في وجه خريجي الشهادة الابتدائية الذين قدموا من المدرسة الابتدائية العتيقة "سيدي زيان " التي تأسست سنة 1907.ظلت ثانوية عبد المومن تعتبر امتدادا لمدرسة سيدي زيان وقد تم فصلها سنة 1950/1951 بعد انهاء الشطر الأول من بنائها في موقعها الحالي الذي وضع فيه الحجر الأساسي سنة 1948 وعرفت ايضا بمركز التكوين التربوي و" مركز دروس تكميلية " من 1953 الى 1956 عرفت المؤسسة يوم 13 فبراير 1952 زيارة المقيم العام الفرنسي بالمغرب الجنرال جيوم .
في بداية الاستقلال اختير لها اسم اعدادية عبد المومن وأقره بصفة رسمية لها وزير التعليم آنذاك في اول حكومة للمغرب المستقل الأستاذ المرحوم محمد الفاسي اثناء زيارته لهايوم 16 ماي 1957تم انجاز المؤسسة على شكلها الحالي عبر عدة مراحل ، ألأقسام الشمالية والغربية السفلية والعلوية وكذلك الداخلية بمرافقها والسكن الاداري الخاص بالمدير والمقتصد شرقها في فترات قبل الاستقلال .بينما انشئت الاجنحة الجنوبية باقسامها ومختبراتها العلمية وقاعة الاساتذة والمكتبة في فترات بعد الاستقلال منذ الستينيات صارت تضم التعليم الثانوي نسلكيه الاول والثاني حتى موسم 1979/1980حيث تحولت الى ثانوية السلك الثاني تخصصات اداب وعلوم تجريبية واضيفت شعبة العلوم الرياضية في الموسم الدراسي 1983/1984
الطاقم الاداري
************
عرفت ثانوية عبد المومن منذ تأسيسها عبور مجموعة من الاسماء التي سجلت حضورها بشكل او بآخر كأطر ادارية وتربوية فعلى مستوى الطاقم الاداري تولى ادارة المؤسسة لحد الآن احد عشر مديرا هم كالتالي : المفتش الاقليمي ليناردي ، وذ.دوبري، وذ. بلانشار ،ثم بوزني وذ.أزنكوط وذ. ايت حمووذ.احميدة العربي وذ. محمد بالأشهب الذي قضى مايزيد عن ربع قرن على رأس المؤسسة ،ثم ذ.حيدا الميلود ، وحاليا العبودي ميلود.
هل يمكن ان نتذكر هذه المعلمة بدون ان نتذكر مجموعة من الذين صنعوا مجدها من الاساتذة الاجلاء الذين كانوا سندا معرفيا لنا ونبعا لاينضب عن العطاء ونبراسا ينير طريقنا لحد الآن ، هل يمكن ان ينسى القدامى ألأساتذة " الطمار ، الغوتي ، بنسعيد ، الصابوني ، بشقيف ، عبد السلام ، المشرفي ، والعريبي والجباري والبوعبدللاوي والتهان ن وبوشخاشخ ، والفكيكي وقرطبي وقصيرة وبنعمارة وكذا الأجانب مثل : فيلتمان ، و نافارو ، ورو ، وباراكيني ، وبزنار …بالأضافة الى المشارقة من سوريين وعراقيين وفلسطينيين واردنيين دون نسيان بعض المتعاونين من بولونيا ورومانيا .
تلاميذ بالأمس شخصيات مرموقة اليوم
*********************************
تعتبر ثانوية عبد المومن من اكبر المؤسسات على مستوى الوطن فغالبا ما يتجاوز عدد التلاميذ 2000 تلميذا ، هؤلاء الذين عبروا في صمت لمدة سنوات معدودة من المجالات السياسية كانت او ثقافية اجتماعية .فمن خيرة ابناء هذا الوطن نذكر شهيد شهيد الاتحاد الاشتراكي مهندس التقرير الايديولوجي والمؤتمر الاستثنائي لسنة 1975 الشهيد عمر بنجلون ، كما اعطت المؤسسة وزيرا اولا وريسا للبرلمان احمد عصمان ومحمد اوجار وبن يخلف وعزيز حسين وموسى السعدي وبعض من مستشاري صاحب الجلالة مثل علال سي ناصر ومزيان بلفقيه وزوليخة نصري اما من البرلمانيين فهناك العديد ممن مروا بتلك القبة تتلمذوا بهذه المؤسسة نذكر على سبيل المثال لا الحصر محمد السباعي محمد عبيد ، ومحمد عامر..الخ
لأبناء عبد المومن حضور قوي على مستوى الخريطة الثقافية لهذا البلد كشعراء وكتاب وباحثين وجامعيين لهم الكثير من الاسهامات في الحقل الثقافي نذكر على سبيل المثال الباحث الحسان بوقنطار والشعراء فريد الرياحي وبودويك والباحثين احمد شراك وعبد الرحمن طنكول ومعزوز أعضاء اتحاد كتاب المغرب ومدير مسرح محمد الخامس جمال الدخيسي والمبدع المسرحي المرحوم محمد مسكين ومن الصحافيين الذين يشتغلون بقنوات اجنبية المعلق والواصف الرياضي مقروف ونصر الدين حسيني واللائحة طويلة . ويمكن الاشارة الى ان الكثير من التلاميذ اصبحوا بعد مدة معينة اساتذة بنفس الثانوية…
عبد المومن كقاعدة خلفية للثورة الجزائرية
************************************
عندما نتحدث عن مساهمة المغرب وبالخصوص مدينة وجدة كمحتضن اساسي لأهم القيادات الجزائرية التي فجرت الثورة لا يجب ان ننسى ان الطلائع الأولى لهذه الثورة انطلقت من ثانوية عبد المومن التي كانت تضم عددا لا يحصى من الجزائريين يعرف الجميع بان على رأس هؤلاء الرئيس الحالي عبد العزيز بو تفليقة وبعض الفاعلين البارزين في الحقل السياسي والثقافي الجزائري . يتذكر القدامى ان اغلب الذين التحقوا بجيش التحرير الجزائري من ابناء عبد المومن سنة 1956 قد استشهدوا رحمهم الله وعلى رأس هؤلاء : الشلالي والسفرجلي، دردق، عطار ، عريان …الخ
لا زالت عبد المومن نبعا لا ينضب وأبناؤها منتشرين عبر اقطار عديدة في جميع القطاعات ذكرنا بعضهم ونسينا اغلبهم لأن المقام لا يسمح بذلك .
4 Comments
toujour vive oujda et vive le maroc lah ynesar siden mohamed 6
basah had chi
أشكر الاستاذ قويدر على هذه اللمحة التاريخية التاريخية العامة عن ثانوية عبد المومن فهو أستادي لمادة الفلسفة سنة 1982 تلك المادة التي انارت طريقنا وانقذتنا من براثن الجهالة و الظلام..ولا انسى أستادي المأسوف على غيابه الابدي محمد مسكين الذي درسنا نفس المادة سنة 81 فطوبى لمن علمنا.او لم يقل الجاحظ.وينبغي أن يكون سبيلنا في من بعدنا كسبيل من كان قبلنا فينا…ي.ب تلميذ و طالب مرحلة ما بين 1969-1987
est ce que c’est la anciennne ecole