العدالة والتنمية وسياسة الأخلاق
تعددت القراءات وتنوعت التحليلات حول سلوك وزراء العدالة والتنمية وموقفهم الرافض من استعمال إمكانيات الوزارة القانونية المسخرة لهم خارج نطاق عملهم ،في اتجاه تأسيسي نحوى ترشيد نفقات الدولة وبالتالي التهيئ القبلي لترسيخ بيئة الحكامة الجيدة .
إلا أن البعض بدل أن يستبشر خيرا و يصفق على الممارسة والسلوك المتبع من قبل وزراء العدالة والتنمية ويطلب أن يتجه على منهاجهم جميع الوزراء والموظفين السامين ،أخذ يقلل من أهمية هذا السلوك ويعتبره دورا مسرحيا رديئا ومنهم من اعتبره حملة لتبرير فشل تدبير المرحلة المقبلة ،وأخر قال دعونا من الشكليات المهم هو الواقع…وما إلى ذلك من قراءات وتحليلات بليدة .
وفي نظرنا فان ممارسة وسلوك وزراء العدالة والتنمية في هذا المقام هو أكبر من قيمة رمزية لكونه يعتبر في حقيقة الأمر :
* ترسيخ سياسة أخلاق : وهي رسالة لمختلف طبقات الشعب المغربي على العموم ورسالة خاصة للشباب مفادها أننا نعيش الآن تغييرا وزمن جديدا، غدا فيه صوت الشعب مكانة حاسمة في صناعة القرار وبناء القيم ،عبر تشكيل الرأي العام وتوجيه وتشجيع على المشاركة في الحياة السياسية .
*تجاوب للمسألة الاجتماعية : في ما ألت إليه أوضاع المجتمع المغربي من تراجع مؤشرات الفقر والتهميش وتدني لمستويات المعيشة المرتبطة أساسا بالتعليم والصحة والسكن والشغل..
* تحدي لمسألة محاربة الفساد : فنهج سياسة التقشف أو بالتعبير الصحيح ((الاستعفاف )) هو المدخل لمحاربة الفساد بكافة أشكاله وعوامله وامتداداته وبمختلف صوره .
من رشوة ومحسوبية ووساطة واستغلال النفوذ ونهب ثروات المجتمع ..
* تحديث أساليب تدبير الشأن العام : وهي القيمة الكبرى التي جعلت وزراء العدالة والتنمية يتميزون عن باقي وزراء الأغلبية من جهة وعن باقي الحكومات السابقة من جهة أخرى ،
فالتجديد وان كان رمزيا فله دلالة عظيمة لدى مختلف فئات الشعب المغربي خاصة أن حكومة بنكيران تعتبر الحكومة الأولى التي استلهمت تفكير الشعب المغربي منذ إعلان نتائج الانتخابات السابقة .
وختاما يمكن القول أن اعتماد هذه المقاربة (( الرمزية القيمة )) في إطار التوجه الإصلاحي تعتبر القاعدة الأهم في إطار التمهيد بتفعيل ديناميكية سياسية تشاركية فعالة ومتواصلة،انطلاقا من برنامج حكومي واضح المعالم ومحدد الأهداف،يساهم أكثر بكثير إلى تحفيز الكتلة الناخبة على الانخراط في مشاركة سياسية وانتخابية واعية ومسؤولة ومواطنة ،بدل من التذمر والإحباط والعزوف الذي ساهمت في تأجيجه الحكومات الفاشلة السابقة .
محفوظ كيطوني
mahfoud.guitouni@gmail.com
Aucun commentaire