Home»Régional»الفلسقة رصيد إنساني و مناعة ضد تبليد الفكر

الفلسقة رصيد إنساني و مناعة ضد تبليد الفكر

0
Shares
PinterestGoogle+

الفلسقة رصيد إنساني و مناعة ضد تبليد الفكر

" لماذا مكتب الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة.فرع وجدة ؟
" بقلم الأستاذ: خليل غول
إن إطار المكتب محدد سلفا من خلال تسميته. التي تكشف عن هويته مباشرة و بكل وضـوح. فالحديث عن الهم الفلسفي ، هو حديث عن مشهد فكري التصق بالإنسان في كينونته ، عقلانيتـــــــه وفاعليته … ، وهو يحاول أن يرمم ذاته و نظرته للغير و إلى العالم كله كي يتجدد وعيه دوما و تتضح إشكالا ته. لقد إنتظم فكره في اتجاه عقلنة كل الظواهر، لكي يتأنسن هذا الوجود و تزول غرابتــــــــه، و تنهض قيم ذات قاعدة وبعد صلب. بفكر منتظم، تتحكم في مراميه سلطة واحدة هي سلطة العقــــــــــل و أحكامه أو سلطة الحقيقة، إذا وجدت تربتها الخصبة. بهذا النمط من الفكر خرج الإنسان من انطوائه على الأسطورة و الوهم ، و من ضعفه ، كقــــيم كبلت و عطلت فاعليته ،حيث ظل قابعا أمام سلط و قوى غيبية خلقها لنفسه حتى ينسجم مع ضــــــعفه و أوهامه. بالفلسفة إذن خرج الإنسان منذ القرن السادس ق.م من غياهب ماضي موهوم، متجها بخطى ثابتة نحو المجتمع و الحضارة و المستقبل، حتى أبدع العلم و تشعبت مسالك فلسفته. وأضحى يؤســـس خيالا على أسس من الوقائع، بأفكار حرة تسبح أينما تشاء و قيم تجسد هويته كإنسان، كيفما تلونــــــت ثقافته. بناء على ما سلف ذكره، كيف يمكن لنا كوارثين لهذا الفكر، أو على الأقل كمحبين له أن نخرجه إلى "أغورة" من حيث هو فكر "مدرسي " إلى حق جماهيري حتي لا نتوهم في أكاديميته، أوانـــــــه حبيس جدران الفصل مع مضامين مقرر لمادة دراسية ، تنتهي بانتهاء الواجب أو الامتحان. فالفلسفة هي في صلب الإنسان، في طموحه وسلوكه ونظامه ومعتقداته وقيمه وتوجهاته…هي حاجة ماسة تحدد هوية الإنسان، ككائن فلسفي، لا يزول عنه هذا الوصف إلا بزوال عقلانـــــــــــــيته . لنقول بأن هذا التحديد خالد "خلود الإنسان" ولن تموت الفلسفة إلا باختفائه من هذا الوجود.حيـــنئذ ستختفي كينونته، ولا حديث إذن عن عقل أو عقلانية، بل عن جثث هاوية أو عدم، (هذا مع استبعاد هذا الحديث نفسه لولوجه باب العدم!؟(هده مجرد فرضية ميتافيزيقية تصعب المراهنة عليها) ). كيف يمكن أن نعرف بالفلسفة ووظيفتها على ضوء كل ما يخضع للعقل ؟ ألخص بتعسف شديد – و أضرب موعدا للتوسع في الموضوع لاحقا- لأقول: قبل كل شيء ما أحوجنا لقيم فلسفية مجتمعية أو كونية أصيلة أكثر من أي وقت مضى. فالفلسفة هي الخيط الرابط بين إنسانية كل الإنسان أينما تموقع، هي منار السبيل لهذا الوجود في ذاتيته و موضوعيته، لهذا العالم في تناغمه و عنفه و تنابذه وتآخيه، في حضارته و توحشه، في توقه إلى السلم والتسامح… يأتي مكتب الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة، فرع وجدة وكله وعي بهذا الفضاء و حرص على شد هذا الفكر من مختلف أطرافه حتى تـتضح معالمه وإشراقاته القيمية، نحو توجه مجتمعي ثقافي (إن لم نقل إنساني كوني ) ، وذلك بإمساك صلب يعمل فيه الجميع من موقع مسؤولياتهم، كمتخصصين أو متعاطفين مع القيم الإنسانية في شموليتها، و أخص بالذكر قيم هذا النمط من الفكر الذي احـــــتـضـن تاريخيا مسار الإنسان كموجود يفكر و بعمق لتتعقلن طموحاتنا و خطواتنا جميعا ويتسيج تفكيرنا من كل ما من شأنه أن يعكر صفوته و قوته ومناعته أو يحرف مساره ويشتت قيمه، أو يعبث بمبادئــــــه النبيلة. مكتب الجمعية إذن مسؤول و حريص على أن ينصهر في فعل قوامه هذه المبادئ، و ذلك بخــــــلق موائد فكرية وثقافية ، قادرة على قلب مجموعة من المفاهيم ، في اتجاه مغاير لا يخلو من سجـــــــــال و منطق: من محبة الحكمة إلى حكمة المحبة. كيف نحب هذا الفكر حبا ساميا و عقلانيا في ذات الآن؟ أي محبة العقل الحر في كل تجلياته و أبعـــــاده. بهذا العمل سيكون كل أهل هذا البيت و محبي هذا الفكر يعملون على خلق أكاديمية مفتوحة للجميع ضدا على أفلاطون و أكاديميته النخبوية. فما أروع هذا الفكر و هو يشاكس المعطى والحاضر، بل و ذاته أيضا، وكل ما هو قيمة : معرفية كانت أوجودية أو إنسانية، في سيروراتها أو صيروراتها… فلنجعل منه وعاء ً د سما و نكرمه بذاتــه و لذاته، مستلهمين جميعا قيما لا تتوارى و لا تخالف الركب. إن العقل لا يقتنع إلا بالعقل نفسه، ولن يختفي طيش أو جنون أو إنحراف إلا بهذه الأداة الموجهة نحو النقد و البناء ليكون حضورها و إشاعتها أمر واجب للإنسان المتشبع بمعايير المنطق و الحضور في صلب المجتمع ككل و لا داخل جدران الفصل و واجباته. هذه قناعة حصلت لدي كجزء من خلية المكتب، يروم التمرد على معتقدات الفكر الزائفة و طامحا مع حاملي هم أم العلوم إلى تشييد المناعة التي تستهدف شل الفكر أو تبليده. فلم لا تكون الجمعية بكل أعضائها في صلب هدا الطموح ؟
بقلم الأستاد خليل غول

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

9 Comments

  1. عبد القادر الكــــــــوال
    14/06/2007 at 00:20

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ؛ إن جمعيات مهنيي التربية و التكوين بالجهة الشرقية لمسرورة بهذا الوليد الجديد داخل الأسرة؛ أسرة التربية و التكوين؛ و تتمنى لها حياة سعيدة و عمرا مديدا و نفع الله بها أخواتها و جعلها بركة عليهم إنه ولي ذلك و القادر عليه . كما أهنئ المكتب الجديد على الثقة الغالية التي وضعت فيه و أتمنى له التوفيق في مهامه . و ثانية عيد ميلاد سعيد .

  2. عمر حيمري
    14/06/2007 at 13:03

    بسم الله الرحمن الرحيم , أخي خليل أشاطرك الرأي وأتفق معك, خصوصا فيما يتعلق يإنزال الفلسفة إلى الشارعو بدلا من تركها في برج النخبة ,التي مع الأسف استغلتها أبشع استغلال. نعم لقد استغلت الفلسفة لإيعادنا أحيانا عن ديننا وقيمنا , وأحيانا أخرى عن هويتنا ووطنيتنا …فكانت الكارثة , حرب على الفلسفة والفلاسفة , وإقصاء لها ,وتعطيل للعقل وزندقة للمنطق,واتهام لكل مهتم بالفلسفة بالفسق والخروخ عن المعتاد …لا أدخل في التفاصيل فأهل مكة أدرى بشعابها أو كما يقل مهلنا (دوم ابلادي أعرف حده) . فكانت النتيجة إغلاق شعبة الفلسفة ,و تدمير الفكر العقلاني… وبقدر ما أشد على يدك بحرارة ,ألوم مكتب الجمعية لمدرسي الفلسفة على تقصيرهم وعدم استغلالهم لمنبر وجدة سيتي أو لمنابر أخرى كثيرة والحمد لله (حتى لا يساء فهمي فيقال أني أقوم بالدعاية لوجدة سيتي).مع كامل الأسف , أن الجمعية ظلت غائبة , وقد أكون أنا الغائب ,على كل لم أقرأ لها إلا الإعلان عن نشاطها الأول .أخي خليل أنزلو ا الفلسفة الإيجابية إلى الشلرع إذا أردتم أن تقيموا قنوات اتصال بينكم وبين مواطنيكم ,مدوا حبال التواصل مع ذويكم , إستعملو مصطلحاتها في حديثكم اليومي, لأن الرسالة لا يمكن أن تصل إلى المتلقي إلا إذا كان يعرف كيف يحل رموزها .الهم كبير ,والمهمة صعبة والطرق طويل وغبر معبد …ولا يمكن لأخي خليل تحمل الأمانة التي وجد نفسف حاملا لها وحده .أخي خليل ألومك أنت الآخر على إثارة وتحريك هذا الهم بداخلي إذ أيقضتني من سباتي ولم تتركني أغض في نومي العميق . وليتك ما فعلت ,وعلى كل فشكري الخالص لك عزيزي وفقك الله

  3. يوسف الدريسي
    14/06/2007 at 20:25

    اخي خليل احييك من القلب فعلا الفلسفة في غاية الاهمية هي تنشط العقل ةو تدفعه الى طرح الاسئلة الكبرى كيفما كالنت
    مرة اخرى هنيئا هنيئا

  4. عبد العزيز قريش
    14/06/2007 at 20:25

    سلام الله عليكم
    هنيئا لكم بمولودكم الجديد بوجدة، وأتمنى أن تكون الفلسفة الخبز اليومي للإنسان المغربي لأنها عين العقل الذي يحطم الأصنام البشرية ويقود الإنسان إلى عقلنة وجوده بما هو موجود ماديا ومعنويا. لكم الدعاء بالنجاح في مسيرتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  5. azur
    16/06/2007 at 14:03

    bravo!!!

  6. belhassani abdeluahab
    16/06/2007 at 14:03

    bonjoure
    je vient de reconnaitre mon prof de filo. au colege taha hcine a zegangan, et je veut juste le saluer et lui dire que ca facon de penser ma beaucoup interesser et que j ai beaucoup appris de lui. MERCI

  7. Miros
    10/07/2007 at 00:18

    je remercie infiniment le professeur competant ,serieux et gentil et qui aime bien sa matiere aussi bien que la psychologie ainsi que ses eleves,et qui ne cesse pas de les maitre dans le bon chemin et la bonne direction . comme ça je l ai decouvert au lycée technique a notre lycée d oujda .et d apres un membre de la famille qui était son eleve au lycée taha hussein de zegangan a nador : monsieur khalil a vraiment laisseé un grand vide philsophique et amical a zegangan . il est un type qui merite le grand respect et le bon courage . felicitation pour le lycée technique qui est chanceux . encouragez bien monsieur rhoul khalil il a beaucoup a donner

  8. ف. ز. الحسسيني
    10/07/2007 at 00:18

    صدقني يا استاد ادا قلت لك اني اعجبت كثيرا بمقالك هدا ، فكرا و لغة .خاصة وانت تكتب عن العقل وتحاول او تنادي بتطهيره . بالفعل هدا لن يتاتى الا بتفكير فلسفي قويم وصلب .شريطة ان تفهم الفلسفة على حقيقتها واهدافها السامية والنبيلة ،ولا احكام القيمة اليائسة والبئيسة من طرف اعداء العقل او الوعي الدين تتعارض مصالحهم ومصائرهم مع اشاعته . هدا موضوع اخي الاستاد اهنؤك عليه بامتياز، ونتمنى ان نقرا اك باستمرار. فلا تبخل عنا وكل التشجيع والتقدير. فما احوجنا الى مثل هده الكتابات وهده المواضيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع … شكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا.

  9. فاطمة الحاج خليفة
    08/11/2007 at 13:40

    بسم الله الرحمان الرحيم و السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.كوني سادرس ولاول مرة الفسقة لااعرف عنها الكثير ولا كنني متحمسة لاعرف عنها اكبر قدرممطن ولتكون لي فكرة عن المواضيع التي تعالجها فوفقني ووفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركتته

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *