Home»MRE»الحريات ,وبعض مظاهر التسيب

الحريات ,وبعض مظاهر التسيب

1
Shares
PinterestGoogle+

برزت  ببعض المدن المغربية  في الشهور الاخيرة ظاهرة غريبة تتمثل في الاستيلاء على الاراضي المخزنية او السلالية او حتى الخاصة, من طرف افراد وجماعات ,وشروعهم في بناء براريك فوقها بدون تراخيص ولا تصاميم , متجاهلين بان للتعمير  ضوابط وقواعد تحكمه .وان القانون يحمي الملكية .

يدعي هؤلاء المترامون بان السكن حق تكفله الدولة للمواطنين ,وان عدم توفرهم على مسكن يبيح لهم ما يقومون به من احتلال بالقوة  لممتلكات الغير وفرض الامر الواقع على السلطات الحكومية ,وبالتالي المساهمة في تكاثر البناء العشوائي وتشويه النسيج العمراني .

انه حق يراد به باطل لتبرير افعال فوضوية لا يقبلها العقل ولا المنطق ,فاذا كانت الدولة تبذل مجهودات كبيرة للقضاء على احياء الصفيح ووضع برامج لإيواء قاطنيها  ,وتوفير السكن اللائق للفئات المعوزة ,رغم ما تعرفه مثل هاته العمليات من تحايل يلعب دور البطولة فيها سماسرة متخصصون في التلاعب والتزوير والمتاجرة على حساب ضعف وبؤس الطبقة الكادحة المحرومة, من اجل تحقيق الربح السريع والثراء غير المشروع ,وبئس ما يكسبون  , فان واقع الحال لا يوحي بتحسن ولا تقدم  في الاوضاع ,مادامت هناك عقليات تحن لزمن الماضي زمن التسيب والانفلات من القانون ,الذي اعتبرناه قد ولى بدون  رجعة . الا ان ما تطالعنا به وسائل الاعلام من صور واخبار حول هاته الظاهرة لا يبشر بخير ,و يطرح علامة استفهام عن الجهات التي تقف وراء ذلك , و عن دور الدولة  في حماية الممتلكات العامة والخاصة التي هي جزء من الامن العام الذي تنشد استتبابه وضمان استقراره لما في ذلك من خير للبلاد والعباد .

ان التذرع بحقوق الانسان , والحريات العامة , للرجوع بالمغرب الى الوراء ,والاتيان بتصرفات لا تمت بصلة لظروف الزمان والمكان ,من شانه المس بهيبة الدولة وفتح الباب على مصراعيه للفوضى والعبثية وكأننا في غابة يأكل فيها القوي الضعيف ,وكل يشرع وفق هواه .

كما ان من شان ذلك ان ينمي لدى المواطن  الشعور بالخوف من جدوى الاصلاحات التي واكبت الربيع العربي الذي كان شعاره القضاء على  الاستبداد والطغيان , والمطالبة برحيل المفسدين ,فمن غير الممكن القبول بتصرفات تمس بالقانون وبحقوق الغير مهما كان مصدرها ,و لا خير في امة تنعت بصفات الجهل والتعصب والتسيب …

نتمنى ان تولي الحكومة المغربية الجديدة في ظل الدستور الجديد , لقطاعي السكن والتشغيل اهمية قصوى لانهما من الاولويات ,وان تترجم وعودها الى حقائق ملموسة لدى المواطن البسيط المغلوب على امره امام الغلاء والبطالة التي تكتوي بنارها الاسر , بالإضافة الى الميادين الاخرى كالصحة والتعليم والبنيات الاساسية والتجهيزات ,والاعتناء بالعالم القروي ومساعدة صغار الفلاحين ,وذوي الاحتياجات الخاصة …الخ ,وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *