موسم الهجرة نحو إمارة المؤمنين
موسم الهجرة نحو إمارة المؤمنين
رمضان مصباح
تقديم:
من حق بن كيران اليوم أن يركب فوزه المستحق, ويستشعر أن مواطني المغرب, وحتى العالم, بحاجة
إلى كلمات طيبة منه تطمئنهم ؛ويضمن كلماته أن آية السيف لن تطال لا رؤوس الأموال المستثمرة في السياحة ,ولا سيقان السائحات و « سوالف » المغربيات ؛انسدلت أو قصرت .
لكن على هذا الرجل ألا يرد على مجرد لكمات من خصومه السياسيين بالحجارة ؛وهو يعلم أن حبل الفرح قصير؛ وأن العدالة والتنمية ليستا لفظين يتعبد بتلاوتهما ,مع قرآن الفجر ؛بل مسارين معقدين ,في عالم معقد,ومتحول .
كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ؛وهما طبعا دون « سبحان الله بحمده,سبحان الله العظيم ». أقول هذا لأن الوقت, من اليوم, وقت حيطة حتى لاتتهم في دينك ؛ويفتش بيتك.
الرقص مع الأسود:
أما الأسدان الأولان فهما المحيطان بالتاج ,في شعار المملكة الشريفة ؛ورغم رمزيتهما السامية والهيبية(من الهيبة) فهما في جيب كل مواطن, به قطع نقدية .نكاد لا نلتفت إلى أننا نعلن بهذا تشبثنا بالملكية .
فكما أن ضرب السكة, والدعاء على المنابر, ظلا من أركان البيعة ,في المغرب ؛فان تعامل المواطنين بهذه السكة ظل من قبيل الولاء للملكية,وحملها في تلافيف القلب ,قبل الجيب ؛بوعي أم بدونه.
لا أدري ما الذي وقر,حقيقة, في ذهن المرحوم الدكتور عبد الكريم الخطيب,وهو يقترح على لجنة المرحوم اكديرة ؛أن يتم التنصيص على إمارة المؤمنين في دستور1962 .وهو ما تكرس في دساتير:
ودستور2011 96,92,72
هل كان هذا الأمر, الجلل, اقتراحا منه؛ أم أوحي به إليه؟
هل كان المستهدف هو الفكر اليساري؛المتوقع فشوه آنذاك؟
هل كان ذخرا ليوم,كيومنا هذا ؛يظهر فيه رجل ؛قد يجرب أن يكون وصيا على دين الله وأنفاس الوطن والناس؟
ان الخطيب يحصر المسألة في كونه ,وهو يستمع الى مشروع دستور1962,على مستوى اللجنة التي كان يرأسها اكديرة ,أحس كما لو أن هذا الدستور يوضع لدولة علمانية؛ومن هنا كان اقتراحه –بمساندة المرحوم علال الفاسي- على أن يتم التنصيص على أن الإسلام دين الدولة ؛وعلى أمير المؤمنين لقبا للملك.
مهما يكن من الأمر ,ورغم أن الحسن الثاني هدد ذات غضبة ملكية اليسار الغاضب ,بدوره, بسيف إمارة المؤمنين:مرة أولى وأخيرة؛فإننا اليوم – نحن الذين نقع خارج تغطية الأحزاب الإسلامية ,وليس الإسلام الحنيف- أولى بأن نقول لعلال الفاسي و للدكتور الخطيب:يا له من بعد نظر ثاقب.
على أي لا أعتقد أن الدكتور الخطيب فكر في الأسدين ؛وهو يهم باقتراحه .
أسدان شرسان, منتصبان ,يذودان,في حنو ,على تاج الملك.
إذا فكرت في مطابقة الشعار مع نصوص السيادة في الدستور فلن تستطيع ازورارا عن الملك وإمارة المؤمنين.
الأسد الثالث:
يوجد بن كيران اليوم- أكثر من أي وقت مضى- بين الأسدين :
قد يستقوي على أسد الملك بحقه الدستوري -أو غيره من عقلاء حزبه-في تولي رئاسة الحكومة ؛لكنه لا يملك ما يستقوي به على أسد إمارة المؤمنين, ليكون خليفة لأمير المؤمنين.
بيضة الإمارة الدينية لا مكان لها في عش بنكران السياسي؛ولن يكون ,بموجب هذه الولاية الشرعية,غير سياسي كغيره ؛تسري عليه كل إمكانيات الارتقاء والاندحار.
الأسد الثالث هو الأسد الذي سيركبه رئيس الحكومة المقبل: أسد الشعب ؛فمما ينسب لعلي بن أبي طالب أنه شبه الأمير /الحاكم براكب الأسد ؛فهو مزهو بمطيته لكنه يستحضر أنها أسد ؛وفي مثله قال الشاعر:
ومن يجعل الضرغام بازا لصيده تصيده الضرغام قبل أن يتصيدا
سيكون لبن كيران أن يرقص الرقص السياسي ,الذي يحلو له –بين أسدين وعلى ظهر أسد- في زمن:
الربيع العربي,حركة عشرين فبرايروالأزمة المالية العالمية.
وسيكون عليه أن يواجه الركود الاقتصادي ,ضعف التنمية,البطالة, إصلاح القضاء, إشكالية تخلف النظام التربوي……
وسيكون عليه أن يحارب الفساد ؛مؤازرا بعشرين فبراير ,أم بدونها.
وسيكون عليه أن يلزم بالقانون ؛وان اقتضى الحال ممارسة العنف الايجابي ,موظفا ترسانته التي تحتكرها الدولة.
لعله لن يجد وقتا ليسأل الناس هل صليتم بوضوء أم بتيمم؟
ولا وقتا للدعاء بأن يرفع الله البلاء ,ويغذي الشاء,ويداوي الأدواء ,في الصيف والشتاء.
كل هذا يحتاج الى « كيران « التنمية كلها؛وليس لابن كيران واحد.
اللهم لا تخويف ؛خصوصا والأسود ليست على عجلة من أمرها ؛فمن حق من انتصر –ديمقراطيا- أن يمكن من كل الزمن القانوني ؛ومن كل الدعم الملكي, والشعبي الضروري, ليسير بالبلاد-حقا- نحو العدالة والتنمية.
لكل داخل دهشة:
للملكية وهي مقبلة على التنازل عن بعض اختصاصاتها لحزب ,غير مجرب,وان اكتسح.
لحزب عليه أن يبدع ,حتى لا يكرر للمغاربة ما يعرفونه جميعا منذ المولى إدريس ,وقبله.
لأحزاب لم تألف أن يكتسح حزب, موظفا مرجعية مشاعة بين كل المغاربة.
لأحزاب,مسلمة بدورها, ما كادت تستوعب خطاب الصناديق حتى انهالت عليها الحجارة.(خطأ جسيم على بن كيران أن يعرف كيف يصلحه).
لمواطنين لم يتعودوا على أن ينتظروا إصلاح أمورهم إلا من دولة لا تسيس إسلامها.
لآراء خارجية,رسمية وشخصية,وهي تضرب أخماسا في أسداس ؛وكأن المغاربة – وهم المسلمون أبا عن جد-مهددون باعتناق الإسلام.
من يرفع دهشة اللحظة وحرجها ؟
إمارة المؤمنين صمام أمان:
باعتبار رئاسة الحكومة المقبلة,ونواتها الصلبة ,التي ستستند في اشتغالها الى خطاب ديني مسيس؛يتحكم في دواليب الدولة ؛ وفق الاختصاصات التي يخولها الدستور الجديد لرئيس الحكومة ؛فان إمارة المؤمنين مقبلة على درجة من التفعيل ,غير مسبوقة في تاريخنا الحديث:
-لتزكية القرارات الحكومية,ذات الاشتغال الديني, أو رفضها.
– لممارسة الحكامة الدينية بين مكونات الحكومة نفسها؛ ما دامت كل مكوناتها لا تتقاسم نفس القناعات ؛حتى وان ائتلفت وتآزرت.
-لممارسة نفس الحكامة بين الحكومة ومعارضة ؛يبدو من الآن أنها ستكون شرسة.
-وللحسم في ما قد ينجم من مزايدات دينية على الخطاب الديني للحزب الحاكم.
يمكن الاعتراض على هذه الأدوار المتوقعة بكون اختصاصات الملك الدستورية تنسحب عليها,وتستغرقها ؛فلا داعي لإثقال إمارة المؤمنين بأكثر مما تقوم به حاليا,في الحقل الديني.
هذا الاعتراض رغم وجاهته لا يرقى إلى ما تتطلبه مرحة ارتقى فيها الخطاب الديني إلى ممارسة الشأن السياسي التنفيذي.
فان لم تكن لإمارة المؤمنين أدوار جديدة تقوم بها؛فلا جديد نتوقعه من تدبير حزب العدالة والتنمية لدواليب الدولة ؛ ولا داعي لكل تصريحات بن كيران ورفاقه. بل لا داعي لكل تلوينات الدهشة المذكورة.
أعتقد أن هناك جديدا سياسيا يقتضي أن تنشط له إمارة المؤمنين؛ولا أدري هل الآليات الموضوعة لها لتمارس اختصاصاتها ,تسعفها في تدبير الشأن السياسي ,وفق اشتغاله الجديد؟
أترك السؤال للمختصين ؛وأكتفي بالقول بأن لا مؤسسة ,ولا خطاب يطمئن الجهات الوطنية والدولية,المحتاجة للطمأنة,يعلو على خطاب مؤسسة إمارة المؤمنين ؛كما رسخت في وجدان المغاربة ,منذ يوسف بن تاشفين إلى محمد السادس ؛وكما زكتها كل دساتير المملكة.
ان بن كيران يخطئ من الآن ,بل يستفز شعور المغاربة ,حينما يخوض في أمر لا يخصه.
بدل هذه التصريحات عليه أن يمارس الشأن السياسي ,وأن يعجم عيدانه ليقنع أمير المؤمنين ,وكل المواطنين, بأن الشأن الحكومي – وليس الديني- سيكون بين أيادي مؤهلة ومخلصة؛أيادي لا ترتفع الى الله فقط بالدعاء ,بل بالعمل .
Ramdane3@gmail.com
1 Comment
الموضوع مبتور وهذه بقيته
وسيكون عليه أن يلزم بالقانون ؛وان اقتضى الحال ممارسة العنف الايجابي ,موظفا ترسانته التي تحتكرها الدولة.
لعله لن يجد وقتا ليسأل الناس هل صليتم بوضوء أم بتيمم؟
ولا وقتا للدعاء بأن يرفع الله البلاء ,ويغذي الشاء,ويداوي الأدواء ,في الصيف والشتاء.
كل هذا يحتاج الى « كيران « التنمية كلها؛وليس لابن كيران واحد.
اللهم لا تخويف ؛خصوصا والأسود ليست على عجلة من أمرها ؛فمن حق من انتصر –ديمقراطيا- أن يمكن من كل الزمن القانوني ؛ومن كل الدعم الملكي, والشعبي الضروري, ليسير بالبلاد-حقا- نحو العدالة والتنمية.
لكل داخل دهشة:
للملكية وهي مقبلة على التنازل عن بعض اختصاصاتها لحزب ,غير مجرب,وان اكتسح.
لحزب عليه أن يبدع ,حتى لا يكرر للمغاربة ما يعرفونه جميعا منذ المولى إدريس ,وقبله.
لأحزاب لم تألف أن يكتسح حزب, موظفا مرجعية مشاعة بين كل المغاربة.
لأحزاب,مسلمة بدورها, ما كادت تستوعب خطاب الصناديق حتى انهالت عليها الحجارة.(خطأ جسيم على بن كيران أن يعرف كيف يصلحه).
لمواطنين لم يتعودوا على أن ينتظروا إصلاح أمورهم إلا من دولة لا تسيس إسلامها.
لآراء خارجية,رسمية وشخصية,وهي تضرب أخماسا في أسداس ؛وكأن المغاربة – وهم المسلمون أبا عن جد-مهددون باعتناق الإسلام.
من يرفع دهشة اللحظة وحرجها ؟
إمارة المؤمنين صمام أمان:
باعتبار رئاسة الحكومة المقبلة,ونواتها الصلبة ,التي ستستند في اشتغالها الى خطاب ديني مسيس؛يتحكم في دواليب الدولة ؛ وفق الاختصاصات التي يخولها الدستور الجديد لرئيس الحكومة ؛فان إمارة المؤمنين مقبلة على درجة من التفعيل ,غير مسبوقة في تاريخنا الحديث:
-لتزكية القرارات الحكومية,ذات الاشتغال الديني, أو رفضها.
– لممارسة الحكامة الدينية بين مكونات الحكومة نفسها؛ ما دامت كل مكوناتها لا تتقاسم نفس القناعات ؛حتى وان ائتلفت وتآزرت.
-لممارسة نفس الحكامة بين الحكومة ومعارضة ؛يبدو من الآن أنها ستكون شرسة.
-وللحسم في ما قد ينجم من مزايدات دينية على الخطاب الديني للحزب الحاكم.
يمكن الاعتراض على هذه الأدوار المتوقعة بكون اختصاصات الملك الدستورية تنسحب عليها,وتستغرقها ؛فلا داعي لإثقال إمارة المؤمنين بأكثر مما تقوم به حاليا,في الحقل الديني.
هذا الاعتراض رغم وجاهته لا يرقى إلى ما تتطلبه مرحة ارتقى فيها الخطاب الديني إلى ممارسة الشأن السياسي التنفيذي.
فان لم تكن لإمارة المؤمنين أدوار جديدة تقوم بها؛فلا جديد نتوقعه من تدبير حزب العدالة والتنمية لدواليب الدولة ؛ ولا داعي لكل تصريحات بن كيران ورفاقه. بل لا داعي لكل تلوينات الدهشة المذكورة.
أعتقد أن هناك جديدا سياسيا يقتضي أن تنشط له إمارة المؤمنين؛ولا أدري هل الآليات الموضوعة لها لتمارس اختصاصاتها ,تسعفها في تدبير الشأن السياسي ,وفق اشتغاله الجديد؟
أترك السؤال للمختصين ؛وأكتفي بالقول بأن لا مؤسسة ,ولا خطاب يطمئن الجهات الوطنية والدولية,المحتاجة للطمأنة,يعلو على خطاب مؤسسة إمارة المؤمنين ؛كما رسخت في وجدان المغاربة ,منذ يوسف بن تاشفين إلى محمد السادس ؛وكما زكتها كل دساتير المملكة.
ان بن كيران يخطئ من الآن ,بل يستفز شعور المغاربة ,حينما يخوض في أمر لا يخصه.
بدل هذه التصريحات عليه أن يمارس الشأن السياسي ,وأن يعجم عيدانه ليقنع أمير المؤمنين ,وكل المواطنين, بأن الشأن الحكومي – وليس الديني- سيكون بين أيادي مؤهلة ومخلصة؛أيادي لا ترتفع الى الله فقط بالدعاء ,بل بالعمل .
Ramdane3@gmail.com