Home»National»من أدب النصيحة في الإسلام ،عدم نصح الناس في العلن

من أدب النصيحة في الإسلام ،عدم نصح الناس في العلن

0
Shares
PinterestGoogle+

لقد نصحني الكثير من العقلاء بعدم الرد على المقال الثاني للسيد « محمد شركي »،كما أنني شخصيا لم أكن أود الرد التزاما للاتفاق الضمني الذي  تم خلال اللقاء التقييمي الذي  جمع الإخوة الذي يمارسون الفعل الصحفي داخل « وجدة سيتي »، بالسيد مدير الجريدة الأخ والأستاذ الجليل « الحسين قدوري »والذي يقضي بعدم استنزاف إمكانياتنا ووقتنا للرد على بعضنا البعض، والتركيز على التعريف بقضايا الناس،وتناول السلبيات كما نتناول الايجابيات في إطار احترام الناس ومواقفهم، وأن لا نبخس الناس أشياءها، وتنوير القراء من أجل المأسسة لرأي عام واع وشجاع وفاعل، أما وقد استغل الخصم مقالي حول زيارة اللجنة ليحرض المحيط ضدي ويستعدي زملائي ويشكك في مواقفي ،ليصل به المطاف إلى التشكيك في إيماني و ديني ، سابقا يوم الحشر، وحتى لا يظن « السي محمد شركي » أنه أفحمني وأسكتني، وأنا الذي لم أسكت حتى يوم أن كانت « الشمة بقع الأنف »، ورغم أنني أرفض الاستمرار معه في هذه المهزلة،ونزولا عند طلب الكثير الإخوة بما فيهم رجال المراقبة التربوية العقلاء،وحفاظا على مصداقية الجريدة، لهذا سألخص ردي الأخير فيما يلي:
1-كنت  أتمنى أن لا يستغل السيد محمد الدين الإسلامي ويحرفه بهذا الشكل البشع ، فخصمك من الذين يحبون أن تصحح أخطاءهم ، ويسمع ويعمل بنصيحة الصغير والكبير إذا كانوا أعلم منه، فالنصيحة لا تقبل إلا من أصحابها، وليس كل من قرأ حزبا أو صعد منبرا تحول إلى مرشد وناصح،فاعلم سيدي أن من شروط نصح عباد الله الإخلاص لله تعالى في النصيحة لأنه لب الأعمال ، ولأن النصيحة من حق المؤمن على المؤمن ، فوجب فيها التجرد عن الهوى والأغراض الشخصية والنوايا السيئة التي قد تحبط العمل ، وتورث الشحناء وفساد ذات البين ،والرفق في النصح ،وإذا خلت النصيحة من الرفق صارت تعنيفا وتوبيخا لا يقبل ، ومن حرم الرفق فقد حرم الخير كله، كما أخبر بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام ، وأنتم الفقيه الذي يخطب في الناس، تعلمون أن من آداب النصيحة في الدين الإسلامي عدم نصح الناس في العلن، امتثالا لقول رسول الله : » النصيحة في الملأ فضيحة »، فلو كانت نيتكم صادقة كما تدعون لاستعملتم الهاتف، أو زيارتي إلى مقر عملي، أو عبر وسائل متعددة تملكونها، فأي نصيحة هذه التي يقرؤها العرب والعجم.
2- نأسف أن نسمع رجال الدين يستعملون  بعض المصطلحات غير اللائقة، فالبارحة نعت « فقيه » كلامكم » بالإسهال »، و انتم اليوم تصف كلامنا « بالصهيل » وتصف  قمة هرم الوزارة « بالكلاب » ،فماذا تركتم للرعاع يا فقهاءنا، علما أن الذي يحمي المنظومة التربوية هم رجالها ونساءها وفوق أولئك وهؤلاء السلطة القضائية  التي ينص عليها الدستور الجديد،اعلم سيدي حفظكم الله، أننا لن نعد نستعمل مثل هذه المصطلحات الحاطة بالكرامة الإنسانية منذ عهد الجاهلية الصغرى،ورغم ذلك سأعتبر كلمة « الصهيل » عربون حب وغرام ، ولن استعمل مثلها أو أكبر منها ،لأن تربيتي  وأخلاقي لا يسمحان بذلك،ولا يجوز أن نصف الإنسان الذي كرمه الله بمثل هذه النعوت ،ورغم ذلك لن نسيء الظن بشيخنا ونعتبر نعته مدحا،  لأنني أعرف أنه شاعر متمكن، رشيق المعاني، لطيف المقاصد ،جيد الشعر، عالم بفنونه، إلا أن الحياة الجافة التي نعيشها اليوم جميعا  ربما تكون  قد أثرت على ألفاظه،وجعلت سيادته  يتأثر بأبي الحسن علي بن الجهم في مدحه لأمير المؤمنين المتوكل.
3- وسواء اخطأ السيد المدير أم لا ،ومهما كانت الأسباب التي استدعت تشكيل اللجنة ،فالحديث عن المؤامرة قائم وشائع بشكل قوي،لأنه مبني على مجموعة من المعطيات لا يدركها  إلا أهل البيت، فالكثير ممن لا تقضى حوائجهم ،يهددون ويتوعدون، ويستعينون بأطراف أخرى تساعدهم على التكييف القانوني لقضاياهم ،ويكيدون للمؤسسة ورجالها ونسائها، مستغلين التحولات السياسية التي يعرفها الوطن ،لتقديم شكاوى شكلها حق وباطنها باطل، ورغم ذلك نحن نشجع الناس،ونطالبهم  بالدفاع عن حقوقهم بالطرق المشروعة والقانونية،لأننا نسعى لبناء دولة الحق والقانون، ونحن جد فرحين بتفعيل دور اللجان،والحمد لله الذي تم هذا في عهد الأستاذ « محمد أبو ضمير » الذي نشهد له بالكفاءة والمهنية والعدل والإنصاف،لقد كنا نطالب الإدارة بتشكيل لجان بحث وتقصي في مجموعة من التجاوزات الخطيرة التي كانت تتم داخل المؤسسات التعليمية ولم تكن الإدارة تحرك ساكنا،ولم يكن أحد يلتفت لنا حتى تنفجر الفضائح من تلقاء نفسها  في وجوههم، ربما تكون سيادتكم عالمة للغيب وتعرف كل شيء، ومطلعة على الأفئدة مما يجعلها مطمئنة ومتأكدة من غياب المؤامرة، وكما تقولون « فحاكي الكفر ليس بكافر » ، أخبر سيادتكم أن الكثير من المتتبعين يعتقدون أنكم طرفا في المؤامرة ، وحضوركم في اللجنة دليلا على ذلك، خاصة أنكم تتدخلون في شؤون المؤسسة بالمناسبة وبدون مناسبة، ولا زال البعض يعتبر وجودكم في اللجنة خطأ  إجرائيا وتراجعا على مبدأ »التنافي »، فلا يمكن أن تكون خصما وحكما، وإذا كنتم قد نسيتم ، فنحن لم ننس بعد « قصة طلبة السطوح الليلية » وذيولها،وحضوركم واتصالاتكم في جنح الليل  بالمسؤولين المحليين الجدد والقدامى، مساهمين بذلك في تعطيل تطبيق القانون الذي تدعون حمايته، ومناقشتكم فحوى زيارة اللجنة عبر وسائل الإعلام ، سواء بالتأكيد أو النفي،وإضافة معلومات لم تكن معروفة، خرقا للقانون المنظم للجان التحقيق، وخرقا « لمبدأ التحفظ « الذي التزم به بقية السادة المحترمين أعضاء اللجنة إلا أنتم ، لهذا نطالب الجهة المسؤولة التي كلفتكم، باستفساركم حول عدم التزامكم بالسرية، واعلم سيادتكم أننا لسنا في الجاهلية ولن نقف أو نتضامن مع مديرنا إذا تبث أنه يخرق القوانين والتشريعات عمدا ومع سبق الإصرار،والذي لا يعمل لا يخطئ، ولن نسمح له ولا لغيره بالتعسف على أبنائنا وبناتنا، وإذا كانت قمتكم تحتاج إلى السلالم الإدارية فنحن كآباء لا نحتاج لذلك.
4 – اعلم سيدي الفاضل أن كل ما يتم داخل المؤسسة يهمنا، فإذا كنتم قمة الهرم فنحن قاعدته ، ولا قمة بدون قاعدة، ومعنيين كمجلس تدبير وكشركاء وكآباء وكزملاء تربطنا المسؤولية التضامنية، ولن نسمح لسيادتكم  المزايدة علينا في ما يخص الدفاع على حقوق التلاميذ ومصالحهم،فأذكركم بقصة التلميذ الذي اتهم بكسر ذراع أستاذه،وبرأه القضاء ،وارتكبت الإدارة التربوية في حقه خطأ قانونيا فادحا بعدم إرجاعه إلى الدراسة ،فلم يتمكن لا السيد الوزير ولا السيدة الوزيرة مرورا بالسيد محمد بنعياد،والسيد يوسف العياشي، من إرجاعه للدراسة، وتمكنا بفضل الله وعونه من فعل ذلك، بعد أن رفض الكثير من المدراء قبوله خوفا من إحدى النقابات ،وكانت سيادتكم شاهد عيان، فعلى أي حماية للمنظومة تتحدثون؟ إننا نحترم الناس ، والناس يبادلوننا ذلك ، أما سيادتكم فلا تحترم أحدا، ولا توقر كبيرا ولا صديقا، ولا تراعي أخوة ولا خبزا ولا ملحا، والذين يجاملونكم يفعلون ذلك نفاقا وزورا واتقاء لشركم وقلمكم،  أما الجعجعة فبضاعتكم ، والخوض مع الخائضين ديدنكم، وكثرة الكلام من شيمكم، وعمر الفاروق رضي الله عنه يقول: »من كثر كلامه كثر سقطه ، ومن كثر سقطه قل حياؤه ،ومن قل حياؤه قل ورعه ، ومن قل ورعه مات قلبه »،أما نصيحتكم حول « تجاهل التعليقات »،فلم أعمل بها، وإنما عدت للكتابة تلبية لملتمسات الكثير من القراء الأعزاء وعلى رأسهم الأخ « قدوري » مدير الجريدة ،فهناك بون شاسع بين التعليق على الأفكار ونقذها ، والسب والشتم الذي وصل إلى حد العنصرية، أما الحديث عن مشاعري الحقيقة  تجاهكم، فلن أرد عليكم لأنكم تعلمون الغيب وتعرفون النوايا وما تخفي الصدور ، ولم تقرؤوا جيدا قول « ابن سيرون »، وأي نفي أو تأكيد لن يغني عن سوء ظنكم شيئا،  »  والله يعلم ما تسرون وما تعلنون » صدق الله العظيم.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *