من حسن دين المرء كذلك، أن يحسن الظن بالناس
يجب أن يعلم شيخنا وأخينا وأستاذنا الفاضل « محمد شركي » أننا نبادله نفس الشعور ونفس التقدير والمحبة والإجلال وكل مصطلحات الاحترام والتبجيل، ونقاسمه الكثير من الهموم والأهداف،ولم أكن أتصور يوما ما أنني سأدخل في اشتباك مع سيادته، لكن مقاله » من حسن دين المرء تركه ما لا يعنيه » المنشور بجريدة وجدة سيتي، قرأ مقالي قراءة خاطئة،تعسفية وغير عادلة ،أرغمتني على الرد على سيادته،احتراما له أولا ، ورفعا لكل لبس وتفسير خاطئ لمقالي وتوضيح لموقفي ،لأنه لا يمكنني أن أصدق أن الخطيب المحنك، والشاعر المتمكن ومفتش اللغة العربية الصارم و العارف بشوارع اللغة ، ودروبها وأزقتها الضيقة، يفسر مقالي البسيط والواضح هذا التفسير المجحف والمغرض،الذي يذهب إلى حد التحريض ،فاعلم سيدي الفاضل حفظم الله، أن لا أحد قادر على توريطي بعد أن بلغت من العمر عتيا،ولن أبيع لا حنكي ولا قلمي لأحد ،ولا أحد ورطني، وإنما تكلمت باسمي الشخصي وبتكليف وأمر من زملائي أطر المؤسسة الذين يشعرون، وهذا من حقهم، ولا أظن أن لسيادتكم اعتراض على ذلك، أن ثانوية عمر بن عبد العزيز تتعرض لمؤامرة مكشوفة تتزعمها أطراف ألفت التدخل لقضاء حوائجها وحوائج زملائها وأقربائها،و فرض أملاءاتها ومواقفها على المدراء مستغلة تراتبيتها أو جاهها أو سلطتها أو قربها من « مول الباش »،ولما فشلت في ذلك لجأت إلى التستر وراء الحق وهي تريد الباطل…
يا أعدل الناس إلا في معاملتي،أنتم تعلمون علم اليقين أن ما ورد في حق اللجنة من كلمات طيبة ،هو مدح وثناء ،واعتراف بالجميل للخدمات التي قدمتها هذه الثلة الموقرة من أطرنا التربوية للمدرسة العمومية، ولو كان الأمر يتعلق بالسادة أعضاء اللجنة لكتبت في حق كل واحد منهم » معلقة »،وتكلفت شخصيا بمصاريف نقلها إلى الكعبة المكرمة… إنهم من خيرة أبناء الجهة،أياديهم البيضاء معلومة لدى الداني والقاصي ،ونحن البدو من الذين لا زالوا يقبلون أيادي من علموهم حرفا، ومن هم أكبر منهم سنا وعلما، ولن نسمح أبدا لأنفسنا التطاول على شيوخنا وأساتذتنا،ماذا فعلنا لكم يا » أبا إسماعيل » حتى تعملون على نسف جسور المحبة والأخوة التي تربطنا بأطر التفتيش، لماذا تنشرون البلبلة وتخلطون الأوراق ،لماذا تسيئون الظن بالناس،وتشككون في نواياهم الصادقة وتحرضون عليهم،لماذا لا تقولون كما قال ابن سيرون رحمه الله: »إذا بلغك عن أخيك شيء،فالتمس له عذرا،فإن لم تجد فقل: ربما يكون له عذرا لا أعرفه »، أين رأيتم يا » أبا أيوب » طعن مقالي في اللجنة ، ومن أين استخرجتم استعداء الأساتذة ضد اللجنة…إنها استنتاجات خاطئة لا أساس لها من الصحة،لا توجد إلا في مخيال صاحبها، وشكل من أشكال البحت عن « الساحرات »،لأننا نرى أن إرسال لجنة بهذه الأهمية من أجل قضايا بسيطة، كان يمكن حلها بالوسائل العادية، هو « إزعاج » لأعضائها، وأن مثل هذا الوفد المهم لا يرسل إلا لحل المعضلة اليمنية أو السورية،ونحن صادقين في ما نقول ،ومدحنا للجنة يعبر عن شعورنا الصادق تجاه هؤلاء الإخوة والسادة،وإذا كانت » اللجنة لن يزيدها المدح قيمة ، ولن ينقصها القدح شيئا » فنحن كذلك، ونحن على بعد سنتين من التقاعد، لا ننتظر من البشر كيف ما كان نوعه ومكانته لا جزاء ولا شكورا ،وعلى كل حال « جفت الأقلام ورفعت الصحف ».فاعلم سيدي أن في عصر « الربيع العربي » و20 فبراير، لم يعد أحد يركب أحدا، لقد ولى زمن الركوب وبزغ زمن الزحف، مالكم كيف تحكمون، كان بالإمكان أن نسمح لغيركم أن يقول ذلك ، أما أنتم فلا،إن خطابكم مرفوض شكلا ومضمونا ، لأنني ليست انتهازيا، وليس من شيمي الركوب على مآسي وآلام الناس، من أي تأتون بهذه الشراسة في العدوان اللفظي على الناس، حسبي الله ونعم الوكيل.
ماذا فعلت لكم يا سيدي حتى تسعون إلى تلغيم علاقتي الممتازة مع السادة أعضاء اللجنة الذين تربطني بهم، كما تربطني بكم، علاقات الزمالة والأخوة الإسلامية و »الملح » والتاريخ المشترك.إن مقالكم يا سيدي يحاول وضع الكلمات في فمي، ويقولني ما لم أقل، فهو أقرب إلى قراءة الفنجان منه إلى التحليل المنطقي الرزين، أنتم تعلمون أن مصادر الصحفي متنوعة ،فمصداقيتي ومواقفي النضالية ومكانتي داخل المجتمع الوجدي ،تمكنني من الحصول على الكثير من الأسرار ومن مصادر مختلفة،ولم أقل كل ما توصلت إليه من معلومات، ولست مطالبا بالكشف لكم أو لغيركم عن مصادري ،علما أنني لم أشر إلى مواضيع الزيارة، وإنما أشرت إلى نقطة واحدة تتعلق ب » تغيير المعالم الخارجية للمؤسسة »، وهذا الخطاب يشير إلى قاعة الأساتذة سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وفي جميع الأحوال من حق الصحافة أن تنشر الخبر، وعلى مكتب الاتصال في الجهة التي شكلت اللجنة تكذيب الخبر، ولا يجوز قانونيا لأي عضو من أعضاء اللجنة القيام بذلك إلا بترخيص مكتوب،وفي مقالي لم أشر إلى أسماء السادة أعضاء اللجنة المحترمة، ولم تكن سيادتكم ملزمة بإخبار العموم بعضويتكم فيها ، كما أن سيادتكم لستم ناطقا باسم اللجنة،وليس من حقكم إخبار العموم بالتزامات السيد المدير أمام اللجنة،والتزاماتكم الشخصية له، لأن هذا يخالف مبدأ التحفظ،,وأظن أن اختصاصات اللجنة تنحصر في تقديم خلاصات أشغالها ،كما يمكن أن تقدم اقتراحات لأصحاب القرار، وكفى الله المؤمنين شر القتال، وليس من اختصاصها قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق، وفي جميع الأحوال فزيارة اللجنة وأشغالها ونتائجها، لا تهمني وليست من اختصاصي ، ولا أتدخل فيها، وكنت أخر من يعلم بها ، وصرحت بذلك مسبقا ،لكن الشأن التعليمي هو شأن عام ومن حق الجميع أن يعرف ويتدخل،كل من موقعه حسب الخطاب الرسمي للمخزن،والدستور الجديد يطالب مؤسسات الدولة بتسهيل الولوج للمعلومة، لقد ولى زمن اللعب في الملاعب المظلمة وبدون جمهور،ولن أسمح لسيادتكم بتطبيق قصة الفلاح الذي اشترى » المذياع » الذي أذاع كل أخبار العام، ولم يخبره بموت بقرته…
لقد كفرني الشيخ أو كاد ، وألمني كثيرا تشكيكه في حسن ديني، واتهمني بالتدخل في ما لا يعنيني، رغم أنني لا أكتب لاعن الشيعة ولا عن التنصير،ولا انحاز لا للنظام السوري ولا للمعارضة الداخلية ولا الخارجية، ولا أتدخل لا في شؤون الأوس و لا الخزرج، ولن أصوت لا على « التمساح » ولا على » السلحفاة »،وقلوبنا ليست لا مع بني أمية ولا مع بني العباس، ولست لا من أنصار » البارسا » ولا من أنصار » الريال « ، بينما أنتم تخوضون في كل المواضيع ولا أحد يلومكم، وتسمحون لأنفسكم بتقديم النصائح للغير، وانتم لا تلتزمون بها، إنها لعمري قسمة ضيزى ،علما بأنني لا ابتعد إلا قليلا عن قطاع التعليم الذي هو مصدر رزقي ، فكيف تأمرون الناس بالمعروف وتنسون أنفسكم، صحيح أن « من حسن دين المرء تركه ما لا يعنيه » ،و من » حسن دين المرء كذلك، أن يحسن الظن بالناس »،امتثالا لقوله تعالى: »يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن، إن بعض الظن إثم » صدق الله العظيم .
Aucun commentaire