le Prix nobel de Physique Pierre-Gilles de Gennes nous a quité
31 ماي 2007
العالم الفيزيائي بيير جيل دو جين (Pierre-Gilles de Gennes) يفارق الحياة
فارقنا في الأيام الأخيرة العالم الفيزيائي الكبير الفرنسي بيير جيل دو جين عن عمر يناهز الأربع والسبعين. لقد قدم هذا الرجل الكثير لعلوم الفيزياء وتطبيقاتها وعلى رأسها أبحاثه حول البلورات السائلة التي أصبحت تطبيقاتها متعددة خصوصا في صناعة الشاشات حتى لقب بأب "شاشات البلورات السائلة" كما شملت أبحاثه أيضا مجالات أخرى كالمغناطيسية، فيزياء البوليميرات و الهيدروديناميك والموصلية الفائقة… وقد حاز على جائزة نوبل سنة 1991 مكافأة لأعماله حول ظواهر الترتيب في الأوساط المعقدة حيث اكتشف أنه يمكن تعميم طرق لدراسة ظواهر الترتيب في أوساط بسيطة إلى أشكال من المادة أكثر تعقيدا كالبوليميرات و البلورات السائلة، ونظرا لأهمية هذه الاكتشافات كانت هذه الجائزة العظيمة له دون مشاركة مع أحد كما هو معتاد في أغلب الأحيان و لقبته أنذاك أكاديمية نوبل السويدية ب" إسحاق نيوتن العصر".
تميز هذا الرجل في مسيرته العلمية خصوصا بانفتاحه على المحيط الصناعي حيث كانت المختبرات التي سيرها تسعى باستمرار لخلق علاقة عضوية مع المجال الصناعي من أجل تطبيق الاكتشافات المتوصل إليها ولم يتوانى، في تصريح لإحدى الصحف، على حث الباحثين "الغير الملمين بمقتضيات الحياة المعاصرة لقضاء إجازة من ستة أشهر أو سنة في إحدى الشركات"، وعمل كذلك طيلة حياته على تغيير نظرة الشباب للعلم من خلال اهتمامه بطرق تدريس العلوم والدور الاجتماعي للباحث، حيث لم يتردد في نقد مناهج التدريس ببلاده و صفها أكثر اعتمادا على النظري بل "دغمائية" ودافع عن بيداغوجية ملموسة تعتمد أساسا على النشاط اليدوي و في إحدى مذكراته من أجل إصلاح التعليم المنشورة بجريدة لوموند أوضح أن: "إحدى العناصر الأساسية في التكوين عند بلوغ السنة الخامسة عشر هو العمل بورشة لتعلم الميكانيك وكذلك أيضا العلاقات الإنسانية".
كان كذلك حريصا على إشراك الشباب معرفته وتجربته وبعد حصوله على جائزة نوبل قام بزيارة العديد من الثانويات ببلاده وعبر العالم لأجل اللقاء المباشر مع التلاميذ وبث روح حب العلم و المعرفة فيهم من خلال محاضرات رائعة المحتوى و الإلقاء جمعت له في كتاب بعنوان "les objets fragiles ".
لقد قام الراحل قبل سنتين بمناسبة السنة العالمية للفيزياء 2005، تلبية لدعوتنا، بزيارة لمدينة وجدة وألقى محاضرتين الأولى بجامعة محمد الأول تحت عنوان " قراءة حول قطرات، ندى و موجات: الجاذبية الشعرية" والثانية بثانوية زينب النفزاوية تحت عنوان " هواجس المخترعين". كانت هذه الزيارة فرصة عظيمة لنا ولطلبتنا للاحتكاك بهذا العالم الكبير والاستماع إليه ومشاركته قيم و مفاهيم العلوم وقد تركت في نفوس التلاميذ والطلبة و الأساتذة أثرا كبيرا كما تأثر هو كثيرا، كما عبر عن ذلك في رسالة لإلكترونية بعد عودته، لما لاحظه من عناية رسمية من طرف السيد والي الجهة الشرقية ورئيس الجامعة ومن الجو الحميمي الذي ساد محاضراته. إنها كانت زيارة تاريخية وستبقى في ذاكرة الجامعة والمنطقة كأول حائز على جائزة نوبل يزورها.
بالتأكيد لقد فقدت أسرة الباحثين في بلاده وعبر العالم عالما لا يعوض ولا يسعنا بهذه المناسبة الأليمة إلا أن نقدم تعازينا الحارة لأقربائه وأسرته.
الحسن الطاهري
رئيس جمعية المستقبل للعلم و المعرفة
منسق أنشطة تخليد السنة العالمية للفيزياء 2005 بوجدة
Aucun commentaire