انتشر موقف مقاطعة الانتخابات في ظروف معينة من التاريخ السياسي لبعض بلدان العالم حيث كان الصراع شديدا بين الكتلتين الاشتراكية والرأسمالية من جهة ، والصراع الطبقي داخل كل بلد على حدة من جهة اخرى ….
واستمد موقف مقاطعة الانتخابات قوته من اعتماده على ميزان القوى لصالح المنظومة الاشتراكية والحركات التقدمية المناهضة للإمبريالية ، قصد الحصول على تنازلات كبيرة من الأنظمة الديكتاتورية غير أن هذا التكتيك لم يفلح في ذلك أمام شراسة هذه الأنظمة ودعم الولايات المتحدة لها وانضاف إلى ذلك أن الكثير من المواطنين لم يهتموا بالعمل السياسي حتى أن الأحزاب اليسارية بدت وكأنها معزولة عن هموم المواطنين ….
ومع بداية السبعينيات ، أدركت الأحزاب التقدمية أنه لا يمكن اكتساب مناصرين لها إلا بالدخول في المعارك الانتخابية كتكتيك للوصول إلى المجالس البلدية والبرلمان والحكومة لتحقيق عدة أهداف متنوعة ومترابطة فيما بينها ، ويمكن تلخيص ذلك كما يلي :
1 – التعريف بالأحزاب التقدمية وسط الساكنة الشعبية وتدريبها على خوض المعارك الانتخابية …..
2 – جعل الساكنة الشعبية تحس بالمجهود الذي يبذله التقدميون في سبيل قضاياهم ….
3 – طرح قضايا الجماهير الشعبية في المؤسسات : البلدية والبرلمانية ولو بعدد قليل من المنتخبين……
4 – الابتعاد عن ما يسمى بالتفكير خارج الصندوق أو بالأصح خارج المنظومة السياسية والاقتصادية والمساهمة في تدبير الشأن العام والمحلي لتحقيق تنمية وطنية بعيدا النزعة الذاتية ….
5 – الدعوة إلى امتلاك الأحزاب التقدمية لوسائل إنتاج مهمة داخل النسيج الاقتصادي قصد تحقيق برامجها مع تطور الزمان…
وهكذا أصبحت المشاركة في الإستحقاقات الانتخابية جزء لا يتجزأ من استراتيجية هذه الأحزاب حتى وإن لم تحصل على نتائج مريحة وكافية فهي تعتبر أن النضال مسلسل مستمر إلى أن تتحقق أهداف هذه الأحزاب …
علي سحماوي