التدبير التربوي بالجهة الشرقية …..تدبير عشوائي……
إنني لا أكتب رغبة في الكتابة ولا رغبة في الانتقاد ولا رغبة في النيل من أحد…ذلك ال » أحد » كلنا جميعا,ليس هناك من لا يتحمل نصيبا و وليس هناك من لا يحمل وزرا ولو يسيرا. تعليمنا لا يسير وفق نهج تصاعدي, بل لا أبالغ إن قلت أنه يسير عكس عقارب الساعة….إصلاحات فاشلة وسياسات تعليمية خائبة وتدبير عشوائي.ما يؤرقني ويؤرق غيري ممن لا يسايرون الخيبة والفشل والتهريج الفارغ, كون الكثير من المسئولين يلوحون بالمنجزات , وكأنهم في واد غير واد الواقعيات.
صحيح قد تبدو بعض ملامح التميز على الهوامش كما هو حال طلاب كلية الطب أو الأقسام التحضيرية أو بعض الأقسام العلمية على سبيل المثال,إنه مجهود لبعض التلاميذ وهم قلة ,ومجهود للأساتذة الذين وجدوا ظروف مناسبة للعمل فأبدعوا.وإلا كيف تجد نفس الأساتذة يدرسون تلاميذ العلوم الرياضية بنفس قوي, وتلاميذ العلوم التجريبية بنفس أقل؟
إن بعض المسئولين غير آبهين بتحقيق نتائج تخدم مصلحة التعليم , بل ويقلقون لكل انتقاد ولو كان بناء , كونه يشوش عليهم ويعكر مسيرتهم المليئة بالأوهام.
ولعلي أرصد بعض ملامح الفشل الدراسي والعشوائية في التدبير والفوضى في التعمير والتضخيم في التعبير.
1- هل هناك إدارة ما تعتمد التدبير بالنتائج؟ فإن كان ما تقوله صحيحا ,فهل لها أن تبين لنا مؤشرات ذلك؟.
2- هل هناك إدارة تدبر أمرها وفق مشروع متكامل؟ حسب علمي واطلاعي لا يوجد اي مشروع جهوي أو إقليمي أو محلي ,اللهم مبادرات هنا وهناك ,منطلقة من مجهودات شخصية ومبادرات فردية , ودون أن تتلقى دعما , اللهم إحضار اللجان للتباهي بعمل عمله جنود الخفاء وركب عليه من يحسن الركوب.
3- ماذا حققنا من جيل مدرسة النجاح؟ تلاميذ ينتقلون دون المعدل ودون تعلمهم القراءة والكتابة….أموال تصرف ونتائج لا تعرف….
4- إصلاح المؤسسات من حيث البنايات والتجهيزات.انه إصلاح عشوائي انتقائي فوضوي,غير مدروس ولا محروس.ولمن أراد رصد النتائج الانتقال الى البوادي لمعرفة حال المؤسسات التي تعمل بدون ماء ولا كهرباء ولا سور ولا حارس ….إنها تدبر بقدرة قادر وتسير بجنود لا يعترف لهم بما يقدمون , بل يعانون من الميز في الانتقال وانعدام التحفيز في المجال.
5- مقاربات التدريس ,إنها مقاربات مستوردة لم تطبق ولم تجرب بشكل يخدم مصلحة التعليم , بقدر ما روج لها المروجون والوصوليون والانتهازيون للكسب والنهب.وإلا , هل يمكن لهم إثبات نجاعة مقاربة التدريس بالكفايات؟ وهل وفرت لها ظروف ذلك من تخفيف عدد التلاميذ وتوفير الإمكانيات المالية والمادية لذلك….ألا تعني المقاربة التعامل مع المتمدرسين حسب قدراتهم لتنميتها؟ إن كان ذلك صحيحا,فما تبرير انتقال عدد يفوق النصف بمعدل يقل عن المتوسط وثلثهم لا يعرف الكتابة والقراءة؟؟؟؟؟؟
أما بيداغوجية الإدماج والتي تأتي كمرحلة تالية للتدريس بالكفايات كمقاربة تقويمية,كما وضح ذلك مشكورا صديقي السيد محمد الشركي في مقال سابق..فهل جربناها وقيمناها؟أم صفق لها من تعودوا التصفيق على الأوراق لمجرد قدومها من داخل الرواق – موضوع سأعود له لاحقا ان شاء الله تعالى لفضح بعض خباياه-…..
6- أين نحن من الجهوية عندما تسترجع الوزارة هيمنتها على الكثير من المجالات,منها على سبيل المثال لا الحصر , التكوين المستمر والذي أصبحت وزارتنا تزود الجهات بمصوغات فاشلة وبرامج جاهزة خائبة,في المقابل أصبحت جل الأكاديميات تعوث الفساد في اعتمادات التكوين المستمر ببرمجتها كيف تشاء دون رقيب أو حسيب – موضوع يحتاج للكثير من التفاصيل- وأين نحن من الجهوية في مجال المنهاج الدراسي عندما أصبحت كل الكتب تبرمج وطنيا من عناصر ألفوا الوصولية والانتهازية,مقابل إقصاء باحثين لمجرد عدم توافق رؤاهم مع رؤى مسئولين مركزيين خائبين….وأين نحن من لا مركزية الموارد البشرية ؟ وأين نحن من اقتراح الميزانية جهويا؟وأين نحن من… ومن… ؟؟؟؟؟ موضوع يلحق إن شاء الله تعالى.
1 Comment
وا السي محمد غير خلي هداك الجمل راقد ، راه ما نايضش ما نايضش . إن من يزرع الريح يجن العاصفة كما يقول حفدة لامارتين ، هذا ما أراده أصحاب الحال لفلذات أكبادنا ، و الشكوا لله سبحانه و تعالى ، و الله ياخد فيهم الحق . يمهل و لا يهمل سبحانه و تعالى