مغربيو الشتات


اذكر أننا درسنا في إحدى حصص اللغة العربية ان الفعل لابد له من فاعل – ومهما يكن من حال وانأ أجول في ديار الغربة من اسبانيا الى بلجيكا مرورا بفرنسا حيث احظر الدكتوراه في القانون الجنائي – ربما كان اعتبارا آخر و عاملا يدفعني في التفكير العميق حول أحوال و أوضاع المغتربين- و بحكم المعاشرة و الاختلاط و على مر أيام من السفر و سنين من الاحتكاك- لا بد أيضا أن يخلص الإنسان إلى مجموعة ملاحظات و خاطرات- لا يسوقها و لا بتذاكرها ربما إلا مع من عاش التجربة بوجه من الأحوال أو بلغ مرتبة من الإدراك – ذلك إني و أنا أضع كفي على جبيني من على مكتبي المتواضع فهمت حينئذ كيف انه – بين العين و الأذن أربع أصابع- إذن ماذا عن مغاربي الشتات


في البدء لقد تساوى بين المغاربة و الجزائريين والتونسيين في أمر الشتات- فهم إخوة على كل حال- أصبحوا يجسدون معنى المغرب العربي في المهجر أو بالأحرى في دول الضفة الأخرى التي أصبحت تشكل نوعا ما -دول الطوق- كما هو الحال بالنسبة لفلسطيني الشتات بالشرق العربي أيضا- يا لها من صدفة غريبة و عجيبة-
والأغرب في الأمر أن هؤلاء المغاربيين اعتادوا كلما التقوا في مجموعات لم يألفوها في ارض الوطن أن يتذاكروا حول الرجوع و العبور الذي أصبح يشكل نوعا ما –حق العودة- بالنسبة لإخوانهم بالشرق خصوصا مع حكومات اليمين التي أصبحت تفوز هنا وهناك-
لكن الاذهى في كل ذلك- ما سمعته في إحدى جلسات حق العودة بخصوص ثلاثة مغاربة إخوة لأب و لام كما يقول الفقيه عندنا في البلد- كانوا عند عبورهم لمعبر مليلية جميعا- فإذا بمراقب الجوازات و هو اسباني فوجئ أن البنت هولندية و أخوها الأكبر بلجيكي و الثالث فيهم فرنسي— و أنا اتامل في الواقعة لماذا طبعا و كيف
حضرني حينئذ جواب القطة حينما سئلت لماذا كثرة الألوان عليك—أجابت متحسرة – الاستحياء-
نعم إننا كذلك قد نستحي أو لا نستحيى- و لكن الأمر بتشديد عميق- لماذا الشتات و إلى أين
قد يقول قائل بشجاعة –الأغبياء- انه الخصا ص – لكن ماذا يفعل الجزائريون مع الشتات إذا كان الامر في الخصاص-
ثم إن هذا الخصاصة هل هو الفاعل الحقيقي- أم انه جنسية جديدة هناك بينما نحن لا ندري في الشتات


سمير عزو
من فرنسا
الاسم المستعار بتوقيع باريكو