عن صفوان بن عسال المرادي رضي الله عنه قال  : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم  وهو في المسجد متكىء على برد له أحمر ،فقلت له : يا رسول الله إني جئت أطلب العلم ، فقال : (مرحبا بطالب العلم ، إن طالب العلم تحفه الملائكة بأجنحتها ثم يركب بعضهم بعضا حتى يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم لما يطلب ) أخرجه أحمد والطبراني بإسناد جيد واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد

هذا هو ما جاء به سيد الخلق وهذا ما أمرنا به اتجاه طالب العلم ، لكن ومع الأسف أين نحن من رسول الله

في كلية الآ داب والعلوم الإنسانية على سبيل المثال لم يعد يسمح للموظفين بمتابعة الدراسات العليا ، وقد تقدم

عن ذلك أعذار واهية ،كعدم حضور الحصص كلها ، والصواب إذا كانت النيات حسنة وكان المراد تسهيل الطريق للعلم لاغير، تقديم الحصص مساء الجمعة ومساء السبت  ومساء الأحد  وأن يكون البحث خارج زمن

الدروس ، ويوم الامتحانات يعز المرء أو يهان

وقد يقال إن الموظفين يدرسون من أجل الترقي ، قد يكون هدا صحيحا ، ولكن ألا يوجد من يريد طلب العلم فقط ألا يمكن لهذه الجهات المتخوفة أن تطالب بالتزام بعدم المطالبة بالترقي ، والحلول كثيرة ومتنوعة ، ألم تجد سوى حرمان الموظفين من طلب العلم

كانت بعض الجهات تريد أن تلجأ إلى الماستر المؤدى عنه  هذا جميل إن وجد وكان الثمن  رمزيا ومناسبا

إن الصيغ كثيرة ومتنوعة وأنا  من على هذا المنبر أقول : إن جهتنا الشرقية تعرف تأخرا كبيرا في فسح المجال امام طلبة العلم بالدراسات العليا مقارنة بجهات مملكتنا الحبيبة الأخرى .! لذا نرجوا تدارك النقص الحاصل

وندعوا إلى التنوع في المسالك وإن كنا نعرف أن الأمر يتطلب التضحية من طرف السادة الأساتذة الجامعيون

وصدق خير البرية عليه الصلاة والسلام حين قال

إن مثل ما بعثني الله به عز وجل من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا . فكانت منه طائفة طيبة . قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير . وكان منها أجادب أمسكت الماء . فنفع الله بها الناس . فشربوا منها وسقوا ورعوا . وأصاب طائفة منها أخرى . إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ . فذلك مثل من فقه في دين الله ، ونفعه بما بعثني الله به ، فعلم وعلم . ومثل من لم يرفع بذلك رأسا . ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به (مسلم )