Home»Régional»التحرّش الجنسي يبدأ بقاموس الغزل

التحرّش الجنسي يبدأ بقاموس الغزل

0
Shares
PinterestGoogle+

المجتمع المغربي، في مستوى تحرر المرأة وتبرجها، يشبه تونس أو لبنان، لكنه يتفوق قليلا إذ تلبس الإناث ما شئن من الألبسة المسايرة للموضة دون حرج، يغامرن أحيانا لاحترام تفاصيل هذه الموضة، فيعرين البطن أو يفسحن لجوانب النهدين وفي أقل الأضرار، يعصرن المؤخرات في سراويل البلودجينز، أما الماكياج وتصفيف الحواجب، فحتى بنات الإعداديات لا يعتبرن أنفسهن صغيرات على ذلك. ديفيليه الموضة هذا لا يترك الشباب والرجال وحتى الشيوخ على الحياد، فينطلقون في الشوارع والأزقة ولعابهم متدفق من أفواههم كالذئاب وراء الإناث بكل أنواعهن، "المذنبات وغير المذنبات" المتزوجات والعازبات، يبدأون بقاموس الغزل لينتهوا بمعجم ما تحت السروال، وغالبا ما يستعملون العنف حين يرون تلك الخيرات تبحث عن شيء آخر، بينما البنات تستعرضن زينتهن لمجرد قياس جمالهن ومستوى إثارتهن، ومنهن من تبحث عن زوج مرتفع السهم بتلك الطريقة ناسية حجم المخاطرة مع هذا الصنف من الرجال، أما المومسات فلا تخطئهن العين.

في هذه الزحمة من انعدام تربية المجتمع ذكورا وإناثا، يكون هناك الأبرياء دون شك، من إناث وأولياء وأقرباء، كل مغربي يرسل ابنته إلى المدرسة إلا ويشد يده على قلبه إلى أن ترجع ابنته أو بناته بسلام من الشارع، يكتفون بالحوقلة ويستعيدون بالله من هذا الزمن الرديء، ناسين أن هناك قوانين خاصة بالتحرش الجنسي تنتظر وصول المجتمع إلى درجة ما من الوعي، ليتم تحريك المتابعة ضد المعتدين من خلالها، مهما كانت هذه القوانين ذات صياغة شبيهة بالإعجاز، إذ لا يمكن تسجيل التحرش إلا بالشهود وحالات العود وإلا فالاعتقال وقت الاعتداء،……. ، أو ليأسهم المسبق من استحالة سير المتابعة دون رشوة أو محسوبية، وبذلك يقع التراخي والتآخي مع الظاهرة إلى أن تصبح أمرا عاديا يقبله الأولياء ولا يخشى عقابه اللئام المتخلفون منعدمو الضمير والإيمان.

للأسف، لي أصدقاء يصرون على الصلاة في أوقاتها ويشبعونني وعظا وإرشادا ويمارسون التحرش الجنسي في نفس الوقت، دون أدنى شك في أن التحرش لا يفسد العقيدة، يتبجحون بذلك أحيانا دون انخراط فعلي فيه، يظنون أن الرجولة والفحولة تقتضي أن يتظاهر الرجل أمام الآخرين، وحتى لا يظن البعض أن زوجته متسلطة عليه، وخرافات أخرى لن تفيد القارئ. وحين نمحص هذه الظاهرة نجدها راجعة إلى الطريقة التي يربي المغاربة بها أبناءهم وبناتهم، يشددون في النصح على الأنثى ويضبطون مواعيد دخولها وخروجها وحركاتها وسكناتها ولا يفعلون نفس الشيء مع الذكر، على العكس من ذلك، يترقبون بشغف اليوم الذي تظهر رجولة ابنهم الفتى باعتدائه على بنت الجيران،(يخافون أن يصبح شاذا أو عاجزا يجلب عليهم سخرية الناس ذات عرس) والرجل في نهاية المطاف لا خوف عليه لأن بطنه لا ينذر بالكوارث.

هذه هي تربيتنا نحن المغاربة وهذه هي قيمنا التي نتربى عليها في الشارع، أغلب الناس تترك أبناءها للشارع يتولى تربيتهم، فلا عجب إذن أن يجهل هؤلاء معنى التحرش الجنسي ولا أن هناك فصولا تعاقب عليه، خاصة مع القاصرين، أما الدولة فلا هي في العير ولا في النفير، وقد يُتبث من عَزم على ذلك، ان كثيرا من كبار المسؤولين…………،يمارسون التحرش الجنسي، لكن بوسائل لوجيستيكية أضخم وأكثر سترا وأكثر استحالة في المتابعة، لنستخلص في الأخير أن أربعين عاما من إهمال الشعب المغربي لم تعط سوى التخلف الحضاري الذي يعتبر المرأة أداة شهوة وتفريخ فقء أما المرأة الإنسان، نصف المجتمع، الجدة والأم والأخت فلا يحس أحد بذلك، داخل دائرة ميغناطيس الشبق الذي احتل العقول، ولحد كتابة هذه السطور، أكاد أوقن أن مخ أبناء بلدي استُبدل بشيء آخر استورد من مكان آخر من الجسد.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. محمد ننتوسي
    24/05/2007 at 12:46

    حياك الله يا أخي على على وصفك بالدقة ما يجري في مجتمعنا الذي يراه الخاص و العم و بالتالي تراهم ينظرون و هم لا يبصرون

  2. محمد الزعماري
    24/05/2007 at 12:46

    اثرت موضوعا من المواضيع التي يتحاشاها المجتمع لانها تفضح نفاقه الذي يحاول اخفاءه بالغربال،تجد الذكر يصلي يصوم يثور للدين وفي نفس الوقت يكذب ينافق يغش ولا يتردد في التحرش بالاناث ولو عند باب المسجد والانثى نفس الشيء تساير سلطة النفاق الاجتماعي تتحجب من الاعلى وتتبرج من الاسفل.
    ذكرني مقالك بمواقف بعض من حاولوا ان يكونوا اوصياء على الدين في البلاد ضد جريدة الاحداث لما فتحت صفحاتها « من القلب الى القلب » ليعبر من مروا بتجارب المسكوت عنه ليبوحوا بالاسرار التي تثقل كاهلهم والتي تفضح نفاقنا الاجتماعي والثقافي .،فثارت ثائرتهم ونهتوا العاملين بالجريدة بشتى النعوت وسموها الاخباث المغربية .
    عندما نفكر اننا علينا ان نتعامل بمنطق المراة والرجل لا بمنطق الذكر والانثى وعندما يفكر « علماؤنا » بالافتاء في الامور العظمى لافي امور ما بين الفخدين او ارضاع الكبير انذك سنتقدم خطوة الى الامام . لكن كما قلت أن مخ أبناء البلدان العربية الاسلامية استُبدل بما بين الرجلين لدرجة استعارها محمود درويش في قصيدة خطاب الديكتاتور العربي ليعبر عن مدى تحكم هذه المنطقة في تفكير العرب قائلا لفرض السلام مع العدو الاسرائيلي قائلا: فاما السلام او اعلن اضراب الزوجات في المضاجع اختاروا …
    الى ان نتحكم في منطقة ما بين الافخاد لاان تتحكم هي في عقولنا ارجو من الله العفو والهداية للجميع اناثا وذكورا.

  3. د.محمد بن العياشي
    24/05/2007 at 12:46

    حياك الله أستاذ علي على مقالك المفيد جدا موضوعا وشكلا ولغة بليغة وهو ما يمكن إدراجه حقا في الكلمة الرسالية. لكم كل الشكر

  4. لحرش
    02/12/2012 at 22:51

    أخي الكريم، إن ما ذهبت إليه من توصيف، مرتكز على مظاهر وهندام وعري ينم عن فساد أخلاق وتدني وانحطاط تربية وسلوك وتعامل ومعاملات وخرق للتربية الإسلامية ودوس للكرامة والحشمة والحياء، أساسها التقليد الأعمى للسلوك الأوروبي والأمريكي، قد ترتبط بالفساد والتحرش الجنسي، أو سمه الاستفزاز الجنسي؛
    والاستفزاز أو التحرش الجنسي لا يتم فقط عن طريق اللباس ولكن بالقول والهمس والغمز والمداعبة والملاطفة؛
    ويمكن أن ينتشر الفساد في صفوف الرجال والنساء ولو تحت عباءات فضفاضة تسترهما من الرأس إلى أخمص القدمين، وهو الأمر الذي يحدث في بلدان الخليج وغيرها من أهل الخمار واللثام والقناع؛؛
    والله يحفظ هذه الأمة التي بدأت أمراض السيدا تنخرها؛

  5. فتاة تونسية
    18/11/2013 at 19:37

    تافه و ينم عن انغلاق عقلي و انعدام التفتح و فيه شيء من المبالغة بل على الذكور التحكم في هرموناتهم و أفكارهم فقد وصل التحرش الجنسي إلى المتنقبات

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *