مهرجان فاس للثقافة الصوفية يتميز رغم حداثة سنه
مهرجان فاس للثقافة الصوفية, يسائل الإرث الروحي لخدمة التنمية البشرية عزيز باكوش لا يقتصر إشعاع مهرجان الثقافة الصوفية في دورته الأولى بفاس حول الكشف عن الإرث الروحي لجانب مشرق من الحضارة المغربية الإسلامية فقط , وإنما سعى أيضا الى استنهاض مخزونها الفني في تقاطعاته وتجاذباته الدينية والدنيوية , الشعر والموسيقى : السماع, فن الخط والرسم . المعمار وعلم الرموز..فضلا عن ندوات ومحاضرات و معارض المخطوطات التي تعتبر كنوزا حقيقية ناذرا ما يمكن الاطلاع عليها.إضافة الى حضور أسماء وازنة ذات الاهتمام الكبير بالإرث الروحي والتصوف وثقافة الأديان, من كل الجنسيات والقارات. , وهو بهذا المعنى , وقفة تأمل حقيقية , وسؤال جاد , في مدى إسهام هذا الإرث الصوفي الطرقي وغيره , في التأثير على المجتمع المغربي والعربي ايجابيا ,ليس في الوقت الحاضر فحسب, وإنما المستقبل أيضا. ولعل برنامج مهرجان الثقافة الصوفية في دورته الأولى ,على مدى أسبوع حفل بالعديد من التصريفات النوعية المنسجمة مع أطروحاته كمحطة ثقافية بارزة تؤسس لمنظور متجدد في فهم الروحي في وشائجه بالتنمية ,وتعزيز مقولة الانصهار , وأجراة التفاعل المندمج خدمة للتطور والنماء. لعل أبرز فقراته , النشاط المميز ليوم الأربعاء 2 ماي ,حيث تألق شباب نادي شعر و شاي, في لقاء الفنون بقصر المقري بالزيات بالمدينة العتيقة . صحيح ان الزوايا, حافظت على الإشعاع الصوفي على مدى قرون في سبيل الوطنية والتنمية , حيث تندرج العلاقة بين النشاط الروحي والتنمية الاجتماعية والبشرية على نحو طبيعي في السياق الثقافي والتاريخي للبلد. من هنا ينهض الفهم الصحيح لطموح المهرجان, اذ ما بين التصوف وحقوق الإنسان, مسافة أضحت قابلة للتجسير والمساءلة, في أفق التنوع الثقافي للمدارس العتيقة كالبوعنانية ويعتبر الفنان عبد الفتاح بنيس من أحسن منشدي الشعر الصوفي المغاربي , الى جانب حسن حفار الذي بفضل أصالته أصبح محبوبا في العالم العربي وفرنسا. وكان قصر المقري احتضن مساء الأربعاء 02 ماي 2007 فعاليات ورشة "لقاء الفنون" في إطار مهرجان فاس للثقافة الصوفية , و الذي كان من تنظيم و تنشيط أعضاء نادي شعر و شاي التابع لجمعية فضاء نقطة الانطلاق فاس. و كان الهدف من إدراج هذه الأمسية المميزة "حسب الدكتورة فتيحة عبد الله " تأثيث فضاء منسجم لحوار الفنون :من موسيقى و شعر و تشكيل. حيث امتزجت في هذا اللقاء مختلف الأعمار و الثقافات و الفنون في أجواء صوفية راقية, حضرها جمهور عريض من متذوقي و عشاق النغمة و الكلمة و الريشة، يتقدمهم مبدع المهرجان السيد فوزي الصقلي, إلى جانب ثلاث مسيرات: السيدة رجاء السلاوي حمودة ، السيدة كاثرين الصقلي, وليلى الصقلي. من جانبه أكد فوزي الصقلي رئيس وكالة التخطيط الثقافي, ان الصوفية سبيل التربية والتعليم الروحيين تعتبر بمثابة القلب النابض للتقاليد الإسلامية, انتشرت في بادئ الأمر بكيفية هلامية قبل ان تتهيكل بالتدريج انطلاقا من القرن الحادي عشر(15)هجري. وقالت رجاء السلاوي حمودة فاعلة جمعوية و رئيسة جمعية فضاء نقطة الانطلاق فاس" ورئيسة نادي الشعراء الشباب :نادي شعر وشاي" ان إيمانها بالمغرب الجديد يدفعها الى العمل قدما من اجل استمرار الكشف عن المواهب والطاقات الجديدة في الشعر الصوفي" و قد كانت ضيفة شرف الأمسية الصوفية الشاعرة أمينة المريني، في حضور للفنانة الفرنسية لويز كارا التي استلهمت إبداعها التشكيلي بتقنية الحبر الصيني من إيحاءات الموسيقى و الشعر بواسطة فرشاة ضخمة, و خليط الأصباغ الشرقية التي تحولت بفضل التأمل الصوفي إلى تعابير مرئية مجسدة على لفات كبيرة من القماش. المسدول على أرضية قصر المقري "و على نغمات كورال مجموعة "صدى الروح" من اع.المسيرة, وثانوية المنصور الذهبي تيسة مع توقيعات بيانوا ذ.بدر سليمان استمتع الجمهور الحاضر إلى روائع الشعر الصوفي مغناة بأصوات طفولية رائعة ، تتخللها توقيعات تقاسيم على العود و غناء ياسر إدريس،تتمفصل بينها قراءات شعرية متنوعة . أتحف عميد المتصوفة المغاربة محمد الحراق على لسان ذ .عبد الرحيم أبو صفاء بالعربية ، وذ. فاطمة الزهراء فرح بالفرنسية ,اللذين نشطا المساء وقام بالترجمة : ذ.محمد القنديل. و في ختام الأمسية ,كان الموعد مع قراءات الشاعرة أمينة المريني لقصيدة صوفية بعدها قدمت لها هدية رمزية من طرف المهرجان ,كما قدم هديتين تذكارين من طرف رئيسة نادي شعر و شاي, لكل من الفنانة الفرنسية لويز كارا ,و السيد فوزي الصقلي. حفل تتويج الموهوبين من الشعراء الفائزين في المسابقة السنوية الثالثة لنادي شعر و شاي دورة" محمد الحراق الحسيني " تلاه تقرير لجنة التحكيم (المكونة : ذ. الشاعر والأديب عبد السلام موساوي، ذ الشاعر والناقد .محمد بودويك، ذة الشاعرة المبدعة .أمينة لمريني) . وكانت النتائج كالأتي: في الشعر الفصيح الجائزة الأولى كانت من نصيب الشاعر عبد الرحيم أبو صفاء عن قصيدتين : دبيب في الصفا و رجاء بطعم الفجر. الجائزة الثانية من نصيب الشاعر الشاب فؤاد الحميدي عن قصيدة هنيهة . في الزجل الجائزة الأولى كانت من نصيب الزجال خالد موساوي عن زجلية راه راه مريتوا في الفرنسية الجائزة الأولى آلت إلى الشاب عمر قوسيح عن قصيدة الشجرة ،نداء الصلاة كما تم التنويه بالشعراء الآتية أسمائهم : مصطفى الشرقاني، محمد اليونسي، رشيد طلبي ، و الطفل أيوب بلمليح. ويأمل الملاحظون ان يكون المهرجان ساهم بالفعل في التعريف برسالة السلام
2 Comments
لفاس ان تعتز بمهرجانهاالصوفي الغارق في تاريخ حضارتها وان تفخر بان الحضارة روح لا مادة . وبموسيقاها الروحية تسمو بالانسان وتقول له: أقبل على النفس واستكمل فضائلها …. فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
أبلغ صور التعبير عن التصوف منابر شتى الفنون المعبرة عن صرخة الروح وهي تسمو إلى النقاء و تبحث عن أوكار السكينة و الطمأنينة الأزلية…وهي تغتسل في أحواض الوجود العميق السابح في فلك الحقيقة الخفية…و أبلغ صور الاكتمال في هدا الصدى فاس …وهي الضاربة بشموخ في التاريخ …وهي الداكرة التي تبسط دراعيها لتراتيل التصوف لتسمو فوق أجنحة الزمن المعدود والآيل إلى التلاشي…وفاس ممزوجة بملاحم التصوف أزل لاينطفىء.
تحياتي عزيز