حقيقة مظلمة تفتيش اللغة العربية في أكاديمية الجهة الشرقية
استرعى انتباهي مقال الأخ الفاضل السيد محمد المقدم في شأن مظلمة الأخ الفاضل السيد عبد المجيد بن أحمد مفتش مادة اللغة العربية بنيابة فجيج ، والحقيقة أن مظلمة تفتيش اللغة العربية في أكاديمية الجهة الشرقية تتسع لتشمل أطرافا أخرى . وأنا إذ لا أنكر مظلمة الأخ الفاضل السيد عبد المجيد بن أحمد أكرر الحديث عن مظلمة تفتيش اللغة العربية في أكاديمية الجهة الشرقية بشكل عام. فمن المعلوم أن الجهة الشرقية قبل إحداث الأكاديميات وبعده كانت تتوفر على ثلاث نيابات هي نيابة وجدة ، ونيابة الناظور ، ونيابة فجيج . وكانت حصة الأسد من المفتشين في جميع التخصصات لنيابة وجدة لأنها كانت تغطي أكبر مساحة وأكبر عدد من المؤسسات في مدن الجهة الشرقية . وبعد إحداث نيابات جديدة في الجهة الشرقية سنة 1995 لجأ مدير أكاديمية الجهة الشرقية آنذاك إلى أسلوب ارتجالي في توزيع المفتشين على النيابات الجديدة عن طريق التنقيل ، وهو إجراء واجهه بعض المفتشين باللجوء إلى المحكمة الإدارية التي فصلت في بعض التنقيلات ولم تفصل في البعض الآخر . ومن ارتجال يومئذ وفي غياب مراقبة حقيقية من طرف الوزارة اعتمد مدير الأكاديمية معيار الأقدمية في المنصب لتوزيع ما اعتبر فائض من المفتشين على النيابات المستحدثة ، فاستبقى في نيابة وجدة أنكاد أغلبية مفتشي اللغة العربية وعددهم يومئذ 09 بما فيهم المفتش المكلف بالتنسيق ، والمفتش المكلف بمواضيع الامتحانات ، ونقل ما فضل إلى نيابة بركان تاوريرت قبل أن تنفصل تاوريرت عن بركان وتصير نيابة هي الأخرى أيضا، وإلى نيابة جرادة . وصار مجموع مفتشي اللغة العربية كالآتي :
ـ نيابة وجدة أنكاد 09 /ـ نيابة الناظور 05 /ـ نيابة بركان تاوريت 04/ ـ نيابة جرادة 02 / ـ نيابة فجيج 02 . وبعد انفصال نيابة تاوريرت عن نيابة بركان بدأ مشكل تفتيش اللغة العربية في هذه النيابة حيث رفض مفتشو نيابة بركان العمل بنيابة تاوريرت ، وفيهم من كان قد شمله التنقيل من نياية وجدة إلى نيابة بركان تاوريرت ، وكانت هذه أسوأ مظلمة بالنسبة لتفتيش اللغة العربية حيث صار مفتش هذه المادة كالمتاع ينقل مع كل تقسيم جديد . وظلت نيابة تاوريرت بلا تأطير تربوي وبدون تفتيش في مادة اللغة العربية منذ نشأتها والوزارة على علم بذلك ولا تحرك ساكنا بل تعول على حلول ترقيعية من بينها تقديم ملتمسات لبعض المفتشين لحل بعض مشاكل أساتذة اللغة العربية في نيابة تاوريرت خصوصا أصحاب الكفاءات والترقيات . وأنا شخصيا اتصل بي المفتش العام السيد عبد الإله مصدق خلال حضوره جنازة الأخ المرحوم محمد راشد بمدينة خنيفرة وطلب مني تغطية نيابة تاوريرت خلال موسم دراسي واحد مع وعد بحل مشكل تفتيش مادة اللغة العربية بهذه النيابة . ولقد تعرضت لنقد بعض الزملاء بسبب تغطيتي لمنصب التفتيش الشاغر في هذه النيابة خلال موسم دراسي واحد بالرغم من أنني بينت لهم ظروف قبولي لهذه التغطية بسبب موقف الوزارة من التكفل بجنازة الأخ المرحوم محمد رشيد ، إلا أن الذين انتقدوا تغطيتي خلال موسم دراسي يتيم لهذا المنصب ظلوا يغطونه باستمرار طمعا في التعويضات وفي الامتيازات ، بل منهم من صار يغطي التغطية الصورية أكثر من نيابة مما شجع الوزارة على إهمال موضوع تفتيش اللغة العربية في نيابة تاوريرت. وبالفعل تقدم السيد عبد المجيد بن أحمد بطلب الالتحاق بنيابة تاوريرت أكثر من مرة فلم تلتفت الوزارة إلى طلبه لأنها فضلت أن يظل بنيابة فجيج مفتشان إلى غاية هذا الموسم حيث نقلت أحدهما إلى نيابة الناظور دون أن تفكر في نقل السيد بن أحمد إلى نيابة تاوريرت وهو الذي طلبها أكثر من مرة ، وههنا تكمن مظلمة السيد عبد المجيد بن أحمد . ومع توالي المواسم الدراسية بدأ تناقص عدد المفتشين حيث تقاعد معظمهم فبقي على سبيل المثال مفتش واحد في نيابة وجدة أنكاد بعدما كان عددهم 09 ، وقد ألحق به مفتش من نيابة بركان من المنقولين خلال الحركة الانتقالية الأخيرة ، وبقي في نيابة الناظور مفتش واحد قبل أن يلحق به خلال الحركة الانتقالية مفتش من نيابة فجيج التي بقي فيها أيضا مفتش واحد ، وبقي في نيابة جرادة مفتش واحد ، وبقي في نيابة بركان مفتش واحد ، وبقيت نيابة تاوريرت بدون مفتش ككل موسم دراسي . فهذه هي المظلمة الحقيقية لتفتيش اللغة العربية بأكاديمية الجهة الشرقية ذلك أن عدد المفتشين لم يعد يفي بالغرض إذ كيف يجد 09 مفتشون بنيابة وجدة أنكاد مشاكل في تأطير أساتذة المادة ، و كانوا يشكون باستمرار من كثرة عددهم في حين يستطيع مفتش واحد أن يتولى أمر تأطير كان يعجز 09 مفتشين ؟ وهذه الحال تنطبق على باقي النيابات حيث زادت حصة التأطير بالنسبة لكل مفتش حسب النقص الحاصل في الأطر من جراء التقاعد. ومما شجع الوزارة على إهمال تفتيش اللغة العربية في أكاديمية الجهة الشرقية أن المفتش المكلف بالتنسيق الأسبق لم يكن يحرك ساكنا عندما كان زملاؤه في تخصصات أخرى يطالبون الوزارة بالمزيد من الأطر لأنه كان ينطلق من عدد المفتشين في نيابة وجدة أنكاد دون الاهتمام بالنيابات الأخرى وبما كان ينتظرها من خصاص في الأطر على المدى المتوسط والبعيد. ومما زاد في الطين بلة أن الوزارة أغلقت مركز تكوين المفتشين ، وألغت مباراة التفتيش المباشر ، وألغت التكليف بالتفتيش ، وعطلت مذكرة الإرشاد ولم تفعلها لحد الساعة ، وعطلت الحركة الانتقالية للمفتشين لأكثر من عقدين .ومما زاد قضية تفتيش اللغة العربية تعقيدا أن بعض الزملاء ورغبة في التهافت على التعويضات الهزيلة والامتيازات التي تكون أحيانا شخصية وخاصة يقومون بتغطية مناطق خارج نياباتهم الأصلية تغطية صورية مما يجعل الوزارة لا تفكر في حل مشكل تفتيش المواد التي تناقصت أطر تفتيشها بشكل لافت للنظر. ومادامت التغطية الصورية تفي بالغرض فما علينا إلا أن ندعو للوزارة ولمن يقوم بهذه التغطية الصورية بالتسخير كما يقال في العامية ، ولكن مظلمة تفتيش مادة اللغة العربية ستبقى وصمة عار فوق جبين كل من ساهم فيها سواء الوزارة غير المبالية بتفتيش اللغة العربية في الجهة الشرقية أم العناصر الانتهازية التي تريق ماء الوجه من أجل مصالحها الخاصة على حساب التأطير الحقيقي وعلى حساب المادة ومستقبلها في الجهة وعلى حساب المردودية ، والجدية حتى صارت مادة اللغة العربية مضرب المثل في غياب المراقبة وجديتها مما أزرى بالمادة بشكل غير مسبوق وجعلها في حكم السائبة .
2 Comments
في البداية أتقدم بأحر التهاني وأطيب المتمنيات للأستاذ الفاضل السيد محمد الشركي الذي أثارت حفيضته مهزلة ومظلمة نتائج الحركة الانتقالية الخاصة بمفتشي التعليم الثانوي . وقد عهدت فيه ذلك الرجل المدافع عن الحق ،والذي كرس حياته للدفاع عن المظلومين ،يواجه أيا كان حين يلمس في تصرفغه أو سلوكه أي انحراف أو جوف . ولما قرأت مقاله على صفحات جريدتنا الغراء وجدة سيتي التي لا تفوتني الفرصة لأشكر الأخ الحسين قدوري الذي ما فتئ ينشر كل خبر يحمل في جوهره الحقيقة التي يخافها الناس إلا اثنين أو ثلاثة:السيد محمد الشركي ،والسيد حسين قدوري والأستاذ محمد بلمقدم . وحينها أدركت أن هذه الأرض الطيبة المعطاءة لا زال بها رجال الحق الذين يجهرون بالحق ولا يخافون لومة لائم. وإني أشكركم جزيل الشكر ،وهو دين في ذمتي أرجو من الله عز وجل أن يمد في عمري كي اتمكن من رده إليكم جميعا.صحيح أنني ظلمت مرتين: مرة يوم غطيت نيابة جرادة 1999-2001 يوم تقاعد السيد عبد القادر التنوري أطال الله في عمره.وخلال هذا الموسم الحالي 2010-2011 حين قبلت على مضض تغطية نيابىة تاوريرت ، مع وجود الفارق بين التضحيتين طبعا من حيث ضمان بعض الحقوق كالتعويض عن التنقل وتوفير سيارة النيابة .ولما انتهى هذا الموسم الحالي عبأت مطبوع المشاركة في الحركة الانتقالية الصورية في غياب لائحة المناصب الشاغرة أو المحتمل شغورها كما ألفنا منذ سنوات ،ولشد ما كانت صدمتي قوية حين أخبرت بعدم انتقالي إلى نيابة تاوريرت التي كنت ملحا على تعبئتها كل سنة،والوزارة لا تبالي بهذا الطلب وهي النيابة التي لا تعرف مفتشا للثانوي في عدد من المواد واللغة العربية من ضمنها. ووقفت لحظة تأمل أعاتب نفسي وألومها على كوني قبلت التضحية من أجل الحفاظ على السير العادي للمرفق العمومي وضمان حق الموظفين بالنيابتين ،ولكن الوزارة أبت إلا أن تنصفني وتحقق لي الرغبة في هذا الانتقال ،ولم أجد عوضا للتنفيس إلا في المقال المحترم الذي نسجه الأستاذ الفاضل أبو الحق محمد الشركي الذي أعتبره من زعماء الإصلاح الذين عرفهم التاريخ العربي . أدام الله قلمه لسانا ناطقا بالحق ، وأطال الله عمره ،وأبقاه سيفا مسلولا في وجه كل معتد أثيم . والله يأخذ لي حقي والسلام عليكم .
رمضان مبارك كريم للجميع أولاً
أتساءل: لماذا بالضبط يقع هذا التلاعب بمادة اللغة العربية؟؟؟
أعرف مفتشا للغة العربية تمّ تكليفه (أواخر التسعينات)بالتفتيش
في أقاليم العيون والداخلة والسمارة. ولكم أن تتصوروا كيف كان يتنقل وكيف سيجري تفتيشاً تربويا؟؟؟
الارتجال والجهل هما السبب، ولا يوجد هناك تسويغ آخر علمي مقبول
ما زال الجهل يتلاعب بمصير الموظفين. وما زال الارتجال الأعمى لا يرى مطالب العاملين
وتلك مصيبة الأكاديميات كلها وليس وجدة فقط