Home»Régional»عدوانية التخريـــب المدرســــــي

عدوانية التخريـــب المدرســــــي

0
Shares
PinterestGoogle+

عدوانية التخريب المدرسي

بقلم : عبد الرحيم بلمدني

تتعدد أشكال العنف والعدوانية داخل المدرسة المغربية و محيطها , بتعدد الأطراف المتفاعلة في مجالها :إدارة و مدرسين و تلاميذ , و بتعدد الأسباب و الدواعي , النفسية و و الاجتماعية و التقافية , الفردية و الجماعية . فهذا العنف و العدوان سواء كتابة أو تلطيخ أو تكسير أو سرقة أو حرق أ و ما شابهه , هو إفراز و نتيجة للمجتمع صاغها من خلال قيمه الراسبة و الطافحة , انطلاقا من الأسرة ومرورا بالشارع وانتهاء بالمدرسة . و بالتالي يكون أي رد سلبي صادر من تلميذ اتجاه مدرسته , لا يمكن أن يعتبر معزولا وخاصا , و الدليل على ذلك هو استمرار الظاهرة بل و تفاقمها , لأنها تتجاوز الإفساد و الإضرار البسيط إلى عمليات تخريبية و تشويهية لمعالم المؤسسة و ممتلكاتها .
و يكاد يتفق كثير من الباحثين للظاهرة كونها ترجمة عملية لمكبوتات و ردود أفعال انتقامية و ساخطة , تتحول إلى بحث غير واع عن بطولات وهمية , يتوج أصحابها رفاقيا لتتخذ معنى ما , قد لا يدركه الكثير من المتتبعين , الذين يغفلون عن كل التناقضات و الصعوبات النفسية التي يعيشها النشء , أو لا يستحضرونها , سواء في أفراحه أو أحزانه .
إن كل المعاملة التي يعامل بها المتعلمون لا تتعدى اعتباره قاصرا , جاهلا , لايجب مشاركته في اتخاذ القرارات , و لاتوضع الثقة في مبادراته و سلوكاته , فهو محاصر بالمراقبة و الملاحظة و بتنفيذ الواجب الواجب , حتى و إن كانت لبعض تصرفاته مبررات خاصة . و هي علاقة عمودية تؤدي إلى انفلاتات , حتى في البيت , فما بالك بالشارع ثم المدرسة .
إن المدرسة تمثل امتدادا للسلطة و القهر و الإذعان , تنزع عن التلميذ انسانيته هذه الإنسانية التي هي الضعف و القوة , الصواب و الخطأ , المعرفة والجهل , الفرح و الغضب , الحب والكراهية …..الخ , فيصير" النمط " الذي نتمثله و نتصوره أو نتوهمه أو نرغب فيه , كآباء و مربين , دون أن نحس ونعقل أننا نسحب عنه انسانيته , وبذلك نربي ونوقظ فيه الحيوان , بينما الإنسان هو الثقافة و التربية اللتان يرتقيان ويسموان بالسلوك والقيم والكفايات .
لا غرابة أن إنسانا مهانا فقد اعتباره و آدميته , لا يتعلم و لا يتعود على استخدام عقله , لأنه في البيت و الشارع و المدرسة يخاطب بخطاب الأحاسيس والانفعالات والأخلاق الماضوية الجافة , بشكل مضخم مبالغ فيه , سواء في حبه أو كرهه , و تشجيعه أو تأنيبه , و حمايته أو عقابه , إذ يغيب التفكير و التوضيح و النقاش و الإقناع , و هي عمليات و أنشطة عقلية تناقض سيطرة التفكير الأمي السطحي المسيطر على مسلكيات المجتمع بشكل عام .
و عليه يمكن النظر إلى مشاكل العدوان على المدرسة المغربية بغياب عقلنة العلاقات , و مادامت العقلنة غائبة , بل ومحاربة في الخطاب السائد , و معاقة في المناهج التربوية , و غير أداتية لدى المربين و المتدخلين في العملية التربوية و التثقيفية , فستستمر و تدوم مظاهر العنف و العدوان من طرف التلاميذ اتجاه مؤسساتهم التربوية , و التي تتغذى اجتماعيا و إعلاميا و ثقافيا , اتجاه النفس و الآخر و الممتلكات العامة ,

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. محمد الزعماري
    16/05/2007 at 00:06

    الاخ عبد الرحيم اثار ظاهرة بدات تعرفها مدارسنا بعد ان كانت بعيدة عنها اذ كانت المدرسة تحترم كما يحترم المسجد والذي اصبح بدوره غير امن منها وهو ما اشار اليه من ان العنف و التخريب انعكاس للخلل الثقافي للمجتمع .وهو انعكاس لعدم مسايرة المدرسة للتطورات الاجتماعية والثقافية وعدم تطوير اساليب عملها وطغيان الهاجس الدراسي والامني بالمؤسسات على التربوي بالاضافة الى بعض الاختلالات الناتجة عن سوء تطبيق المراقبة المستمرة وحسابات الخريطة المدرسية التي تفع بالتلاميذ الى المستويات العليا دون مراعاة قدراتهم التعليمية لمسايرة اخوانهم المتفوقين فتنعكس ردود فعلهم للتغطية على ضعفهم بالعدوانية والتخريب .
    الموضوع يستحق الاهتمام والدراسة من المختصين لتشخيص المرض وعلاجه قبل ان يستفحل ويتسرطن.

  2. Anonyme
    09/12/2012 at 16:47

    بليز بدي استبانة عن العنف المدرسي من وجهة نظر المرشدين التربوين

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *