معطيات ديمغرافية : قاعدة أساسية لتطوير المنظومة التربوية بالجهة الشرقية

تكتسي المعطيات الديمغرافية أهمية بالغة في رسم التوجهات والاختيارات الكبرى للسياسة التنموية للبلاد، كما تعد قاعدة أساسية في إعداد المخططات التنموية على المستوى القريب والمتوسط والبعيد. فمنذ سنة 1960 إلى غاية 2004 عرف المغرب 5 إحصاءات وطنية للسكان والسكنى (1960- 1971- 1982-1994-2004).
واعتمادا على نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى 2004 نلاحظ أن الساكنة المغربية عرفت تطورا ملموسا، حيث تضاعف العدد خلال هذه الفترة ب2.55 مرة. فانتقل عدد السكان من 11626470 نسمة سنة 1960 إلى 29680069 نسمة سنة 2004 أي بزيادة 18053599 نسمة .
أما على مستوى الجهة الشرقية بلغ عدد السكان 1908905 نسمة منهم 928142 ذكور و 980763 إناث برسم إحصاء 2004. وبالوسط الحضري وصل العدد إلى 1175884 نسمة منهم 571260 ذكور و 604624 إناث. أما ساكنة الوسط القروي بلغت 733021 نسمة منهم 356882 ذكور و 376139 نسمة. وتمثل الساكنة القروية بالجهة الشرقية نسبة تقدر ب 38.4% تقل عن نسبة الساكنة الحضرية التي تمثل 61.6%. كما نلاحظ أن نسبة الإناث 51%تفوق نسبة الذكور 49% حسب الوسط.و تعكس الأعداد الموزعة حسب الجنس والوسط والأقاليم فوارق في تمثيلية الذكور والإناث.
فعلى العموم نسبة الذكور لاتزيد عن 50.7% بالوسط القروي لإقليم وجدة انجاد ولا تقل عن 47.4% وسجلت بالوسط الحضري لإقليم تاوريرت. أما نسبة الإناث فسجلت 52.8% كأعلى نسبة بالوسط الحضري لإقليم فجيج ولا تقل عن 50.1% بجميع الأقاليم إلا بالوسط القروي لإقليم وجدة انجاد حيث سجلت نسبة 49.3%.
إضافة إلى هذه الملاحظات تتميز ساكنة الجهة الشرقية بخصائص أخرى يتأثر بها ويؤثر فيها نظام التربية والتكوين. فعلى سبيل المثال لا الحصر نلاحظ أن نسبة الأمية مازالت مرتفعة في صفوف الإناث وخاصة بالوسط القروي حيث بلغت 72.6% تفوق تلك المسجلة في صفوف الذكور 46.3%.
لذا ينبغي أن تبذل مجهودات لرفع التحديات وكسب الرهانات في مجال محو الأمية وذلك لتحقيق الأهداف المسطرة في النصف الثاني من أجرأة الميثاق الوطني للتربية والتكوين.

و يتبين من خلال قراءة أعداد الواردة في الاحصاء العام للسكان والسكنى برسم سنة 2004 والمتعلقة بالجهة الشرقية أن الأمية في صفوف الساكنة البالغة 10سنوات وما فوفق مازالت تسجل نسب مرتفعة ومقلقة حسب الجنس والوسط وأقاليم الجهة الشرقية. فنسبة الأمية في صفوف الذكور بلغت 44.5% بالوسطين و 67.2% بالوسط القروي بإقليم فجيج و 58% بتاوريرت و53.5% بجرادة. أما نسبة الأمية في صفوف الإناث وصلت إلى 60.2% بالوسطين و 82.1% بالوسط القروي بتاوريرت و 82% بفجيج و تفوق 64% بالأقاليم الأخرى.
إضافة إلى تفاقم هذه الظاهرة نلاحظ كذلك أن الساكنة البالغة 10 سنوات ما فوق بالجهة الشرقية يتميزون بمستوى دراسي يختلف حسب الوسط والأقاليم. إذ نجد أن فئة منهم لاتتوفر على أي مستوى دراسي (42.7%) و فئة لها مستوى التعليم الأولي (2.1%)، و(28.8%) لها مستوى التعليم الابتدائي، و 14%لها مستوى الثانوي الإعدادي، و 7.8% لها مستوى الثانوي التأهيلي و 4.5 تتوفر على تعليم عالي.
هذه الإحصاءات التي سبق ذكرها تتضمن معطيات ديمغرافية هامة ضرورية تساعدنا على :
· "إعداد مخطط تنموي الذي يشمل مجموعة من التدابير والعمليات ذات الأولوية في مجال التمدرس طبقا للتوجهات والأهداف الوطنية، مع إدماج الخصوصيات والمعطيات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الجهوية في البرامج التربوية، بما في ذلك الامازيغية،
· وضع الخرائط التربوية التوقعية على مستوى الجهة بتنسيق مع الجهات المعنية وبالتشاور مع الجماعات المحلية والمندوبيات الجهوية للتكوين المهني،
· إعداد الخريطة المدرسية الجهوية وتكوين شبكات مؤسسات التربية والتكوين المهني في الجهة، وذلك بتنسيق مع المندوبية الجهوية للتكوين المهني،
· وضع برنامج توقعي متعدد السنوات للاستثمارات المتعلقة بمؤسسات التعليم والتكوين، وذلك على أساس الخريطة التربوية التوقعية." ( اختصاصات الاكاديمية: القانون 00.07 القاضي بإحداث الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين)
إن التحكم الدقيق في تطور الساكنة و تحديد متغيرات خصائصها الديمغرافية والسوسيو اقتصادية والثقافية والاجتماعية… يعد عنصرا إجرائيا هاما يندرج في إطار العلاقة الجدلية والدينامية المستمرة بين آليات التخطيط الاستراتيجي لنظام التربية والتكوين ( والأنظمة الأخرى) وأهداف ومؤشرات التنمية البشرية التي أصبحت تشكل هاجسا للدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني و… و كذا على المستوى الدولي و الوطني والجهوي والإقليمي والمحلي.
الهوامش:
1- إحصاء السكان والسكنى سنة 2004
2- القانون 00-07 المتعلق بإحداث الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين