Home»Régional»الوطنية والاستحقاقات الانتخابية

الوطنية والاستحقاقات الانتخابية

0
Shares
PinterestGoogle+

لقد أغراني موضوع أخي الفاضل الأستاذ الكريم يحيى قرني بالكتابة في هذا الموضوع بعد التجربة الانتخابية الفرنسية التي أرادها أخي يحيى درسا للمغاربة الشباب. بداية وبعيدا عن المحاباة و التقريظ المجاني أشهد لهذا الأخ الكريم بصدق النوايا وبالإخلاص في العمل منذ عرفته زميلا مدرسا غيورا على وطنه وعلى أمته وعلى دينه.
أجل إننا على أبواب الاستحقاقات الانتخابية وعمليات التسجيل في اللوائح جارية وقد تم تمديدها لأكثر من مرة؛ وللتمديد دلالة وهي ملاحظة ضعف الإقبال؛ وضعف الإقبال له دلالة؛ وهي فقدان الثقة في العملية برمتها. وإعادة الثقة للنفوس الفاقدة لها تكون بإجراءات عملية ملموسة وعلى رأسها منع ترشيح من ثبت عبثهم بمصالح الشعب من قبل ؛ وعدم تمكينهم من تمثيل شعب يريد خطوة إلى الأمام على غرار باقي شعوب العالم عوض اجترار التجارب المبتذلة المقيتة ؛ ومعاينة الوجوه الشريرة من جديد.
لقد جرب المغاربة أطيافا وألوانا مختلفة شعاراتها تطبق الآفاق ومنجزاتها عبارة عن سراب بقيعة يزيد الظمآن عطشا.
من أجل إنعاش الوطنية في نفوس الشبيبة الناقمة وهي وطنية قابعة في قاعة إنعاش بالفعل لا بد من حوار وطني قبل الاستحقاقات الانتخابية من أجل الإنصات إلى هموم هذه الشبيبة ؛ والأخذ برأيها لتحصل لها قناعة بالمشاركة الفعلية في واجب وطني هو في حكم الواجب الديني كما أفتى بذلك علماء الأمة الأجلاء .
إن الحملات الانتخابية غير القانونية وقبل الأوان في البيوت وفي المنتديات ووراء حجاب وبواسطة الأقنعة وعن طريق الإغراءات لن تغني شيئا ؛ لأن الشباب المغربي بلغ درجة عالية من الرشد السياسي عكس ما يظنه البعض من لا مبالاة سياسية. إن الشباب المغربي يرصد عمليات الانتقال من حزب إلى آخر ومن طيف إلى آخر لكسب الرهانات على حساب المبادئ ؛ كما أنه يلاحظ انشغال من لم تكن له انشغالات سياسية من قبل بالسياسة عشية اقتراب الاستحقاقات ؛ بل انه يعرف جيدا من يريد الاستحقاقات مطية لتحقيق المآرب . فمن كان لا يعترف بهذا الشباب أصبح يهش له ويراه صفقة مربحة للوصول إلى أهداف خسيسة مكشوفة لا تتعدى المصالح الشخصية الضيقة.
الشباب يرى تعبيد طرق مدينة وجدة على سبيل المثال لا الحصر عبارة عن حملة انتخابية اضطرارية وإلا فأين كان التعبيد وقد كانت شوارع المدينة كالوجه الأبرص بسبب تناثر الحفر ومنذ زمن بعيد ؟؟
إن استرجاع الثقة في نفوس الشباب يكون بصرف الوجوه المنفرة له التي وكل إليها الأمر من قبل ولم تكسب خيرا طيلة تحملها المسئولية الجسيمة ؛ والتي جاءت بطرق غير مشرفة بالرغم من الدعاية الكاذبة والصناديق الزجاجية الشفافة التي كانت التقليد الوحيد للاستحقاقات عند الأمم المتقدمة.
إن الانتخابات النزيهة هي التي تأتي بالمفاجآت غير المنتظرة والتي تكون في حجم التطلعات والطموحات ؛ أما نتائج تعكس مقولة دار لقمان وهو بقاء الحال على ما هو عليه فلا يمكن أن يسترجع الثقة المفقودة إلى النفوس؛ ودوام الحال من المحال كما يقال .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. يحيى قرني
    10/05/2007 at 12:36

    شكرا للأخ الشركي الوفي لمبادئه وكل أملي أن تتوسع المناقشة حول موضوع الانتخابات دون المس بأي جهة حتى لا يزوغ النقاش عن المراد منه وهو المساهمة ولو بالشيئ القليل في جعل الانتخابات تشكل قطيعة على ما مضى والتي تضبط بمجموعة من المواعيد بدء ا بالتسجيل في اللوائح الإنتخابية وكذلك إنخراط الشباب في الأحزاب وإبداء الرأي في اللائحة وأنا معك أنه من الواجب على الساهرين على عملية الإنتخابات أن تقوم بواجبها وبكل أمانة في قطع الطريق على كل من فاحت رائحته و أن يكون تدخل إيجابي وليس بمثابة المحايد الذي يعلم بالشاذة والفادة وكأنه لايدري وباجراءات ملموسة تجعل المرشح يدرك بأن الأمور أصبحت جادة والمغاربة مصممين علىأن تعكس قبة البرلمان المقبل الوجه الحقيقي لمستوى المغاربة وتفانيهم وحبهم لوطنهم وتتشكل من أقل عدد ممكن من الأحزاب مع منع ظاهرة الترحال بين الأحزاب

  2. سميرة محمد
    10/05/2007 at 12:36

    تمتعني كثيرا مقالات و أشعار أستاذنا الفاضل محمد شركي – حفظه الله- و لا يغريني الحال بالتعليق على أي شيء مما يكتب – فهل هناك كلام يعالج المشاكل أحسن من كلماته – إنما أكتب لأعزز ما جاء به أستاذنا المحترم من باب تشجيع الشباب على أن يكونوا عند حسن ظن الأستاذ بهم ، حيث وصفهم أنهم بلغوا درجة عالية من الرشد السياسي فيهبوا لتحمل شيئا من المسؤولية على الأقل في التغيير السياسي للإطاحة بوجوه جربناها كثيرا و لم تزد الطين إلا بلة و ساهمت كثيرا في تهميش عاصمة المغرب الشرقي و تشيين صورتها بين المدن المغربية الأخرى -رغم صغر حجمها الجغرافي – فحال الطرق حدث و لا حرج و البنية التحتية خربة ، و الأحياء الفقيرة تنعدم فيها أبسط وسائل الراحة ، أما بعض الأحياء فلا زالوا يعانون من مشاكل قنوات الصرف الصحي – حي الشهداء على سبيل المثال لا الحصر – كل هذا و أكثر رغم أننا نعيش في القرن الواحد و العشرين ، لهذا نقول لهؤلاء الشباب هذه السواعد الفتية ، استرجعوا الثقة المفقودة في نفوسكم و انفضوا عنكم غبار اللامبالات و ساهموا في العملية اللإنتخابية و اعملوا على إنجاح من تتوسمون فيهم خيرا ، و بهذا تكونوا قد عبرتم عن وطنيتكم و أديتم استحقاقاتكم اللإنتخابية و تكونوا بالتالي قد برهنتم فعلا عن حبكم لهذا الوطن و معا جميعا لإصلاح هذا الوطن و تنميته .

  3. عبد العزيز قريش
    10/05/2007 at 18:20

    شكري وتقديري لأستاذي العزيز محمد شركي على كلامه الصريح؛ حيث الاستنساخ اكتشف أول مرة في المغرب مع الأحزاب السياسية التي فرخت فينا وجها وحيدا للوطنية بما هي سين وراء وقاف وتاء مبسوطة إلى كل شيء غير المصلحة العامة. وتكبير واجب في حقها أو في حقنا لست أدري. سلام على كل من خدم هذه الأمة المغربية العزيزة بكل صدق وأمانة، والله يتولى من أكل المال العام بالباطل وأفقر البلاد والعباد. والسلام

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *