…وسلمت جرة  السي أحمد اخشيشن، ومر بسلام قراره القاضي بتمديد السنة الدراسية لمدة أسبوع وتأخير مواعيد الامتحانات الاشهادية،وتمكن سيادته من الحفاظ على عسله ، بل ازداد كيل بعير، وظهرت بركة الشوط الإضافي والمخطط الاستعجالي في نسبة النجاح التي وصلت إلى47.4٪ بزيادة تجاوزت 6 نقط مقارنة مع نتائج الدورة العادية للسنة الماضية، كما حصل حوالي نصف الناجحين على شهادة الباكلوريا بميزة، وهكذا عوض الموسم الدراسي المثمر الموسم الفلاحي المقفر،…وفي غياب عمل تقيمي ودراسة علمية  محايدة للسنة الدراسية برمتها، وحتى لا » نبذل الزهو بالشقا »، وننغص على الناجحين فرحتهم، ورغم الغصة والمرارة التي نشعر بها ،لن نعلق على النتائج ونكتفي بسرد هذه المعطيات الخاصة بالجيران، ونترك للقراء الكرام حرية التعليق والتأمل ،فاعلموا حفظكم الله ،أن المعدل الوطني للنجاح في شهادة الباكلوريا بلغ في الجزائر هذا العام 45 ,62 بالمائة،مقارنة مع دورة 2010 التي بلغت 61،23 بالمائة، لتكون بذلك أكبر نسبة يتم تحقيقها منذ الاستقلال،وبلغ المعدل في تونس 52،33 في المائة، وفي فرنسا 77 في المائة بالنسبة للتعليم العام بزيادة 02 نقط، و80 بالمائة بالنسبة للتعليم العلمي بزيادة 01،1 نقطة، أما في المغرب الحبيب فكانت الزيادة بستة نقط ، والله يضاعف لمن يشاء،كفانا ضحكا على الناس…

لقد مرت السنة الدراسية أو كادت تمر بخيرها وشرها، ونحن مقبلين على تنظيم الموسم الدراسي 2011 ـ 2012، الذي يحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد والأعصاب الهادئة والباردة والمستريحة من عناء سنة طويلة بأشواطها الإضافية ووقتها الضائع وضربات ترجيحها، لكن يبدو أن السي أحمد وهو يفصل السنة الدراسية بمقصة الحافي، لم يأخذ بعين الاعتبار قصة »المداومة » والعطلة السنوية للإداريين في المؤسسات التعليمية وبالخصوص السادة نظار المؤسسات  الثانوية التأهيلية، الذين سيحرمون هذه السنة من عطلتهم السنوية ب »الفن »، ذلك أن الخريطة المدرسية لن تكون جاهزة حتى تعطى النتائج النهائية لشهادة الباكلوريا ولن يتحقق ذلك قبل 26 يوليوز،وبالتالي فالوزارة تقول لهم بالعربية أن ما ورد في المادة 93 من النظام الأساسي الخاص بموظفي وزارة التربية الوطنية »بح »، وعليهم أن ينجزوا جداول الحصص في شهر رمضان بعد صلاة التراويح، وأجرهم على الله، وبالمناسبة فالمادة المذكورة أعلاه تنص على ما يلي  » يخول موظفو وزارة التربية الوطنية الحق في رخصة سنوية لمدة شهر ، ولا تمنح هذه الرخصة إلا خلال عطلة نهاية السنة الدراسية التي تحدد بقرار لوزير التربية الوطنية »…

إن منطوق المادة يوحي أن المداومة في العطلة الصيفية لا ينبغي أن تتجاوز نهاية شهر يوليوز، باعتبار شهر غشت هو شهر عطلة للجميع… هذا إبهام قانوني مقصود لا يؤطر المداومة في العطل المدرسية داخل المؤسسات التعليمية،ويفتح المجال للتفسيرات والتأويلات المختلفة، وأصبح « كلها يلغا بالغاه »،وتحولت المداومة إلى إشكالية تؤرق الإداريين كل موسم دراسي، وغالبا ما تؤدي إلى اصطدامات وخلافات شخصية تؤثر على الانسجام داخل المؤسسات…إننا كنسيج جمعي للآباء نتضامن مع الأطر الإدارية، ونعترف لها بحقها في عطلتها السنوية كباقي عباد الله، ونقر بحقها وحق أسرها بالتمتع بالعطلة والسفر والترفيه على النفس،كجميع أبناء المغاربة، لكن لن نسمح بفراغ المؤسسات خلال شهر غشت وضياع مصالح المواطنين،ونطالب السادة مدراء المؤسسات التعليمية مطالبة النيابة بتخويل الموظفين الذين تحت إمرتهم عطلتهم السنوية منذ الآن لمن يرغب في ذلك، خاصة السادة النظار،حتى يتسنى لهم المداومة في شهر غشت…لقد صوت المغاربة على الدستور الجديد، دستور الحريات وحقوق الإنسان بنسبة عالية، لهذا على المسؤولين أن يكونوا في مستوى الحدث، وأن يهيئوا أنفسهم للمحاسبة والمسألة وحسن التدبير…هذه السنة الأخيرة من المخطط الاستعجالي الذي أتي على الأخضر واليابس، ولا أظن أن أحدا  سيهتم بنهايته ،
 » في ستين داهية »، خاصة إذا أجريت الانتخابات في شهر أكتوبر،لأن هذا يعني قدوم وزير جديد يمحي السبورة ، ويكتب عنوان الدرس الجديد قوله تعالى »  تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ، ولا تسألون عما كانوا يعملون « .