Home»Régional»أحياء منسية بوجدة تعاني من فيضانات وادي المحرشي ومن تهميش المجلس البلدي

أحياء منسية بوجدة تعاني من فيضانات وادي المحرشي ومن تهميش المجلس البلدي

0
Shares
PinterestGoogle+

أحياء منسية بوجدة تعاني من فيضانات وادي المحرشي

ومن تهميش المجلس البلدي للجماعة الحضرية لمدينة وجدة

حي المحرشي المتضرر من الفيضانات

"فاض الواد وادخل علي الماء…شوف الماء فين وصل…شوف الفراش وشوف حوايج المدرسة انتاع الدراري…" تقول إحدى القاطنات ببيوت حي المحرشي المتواجدة على ضفة الوادي بنبرة حزينة وصوت تخنقه الدموع، قبل أن تضيف "عندي جوج اوليدات وهجالة وخرجوني من الخدمة…والله ما صبنا ما ناكلو وحتى واحد ما شاف لحالنا…شوف الماء دَّا كولشي…" كانت المرأة المسكينة تحاول أن تشرح لنا مأساتها مع الوادي الذي زار عددا من البيوت الواقعة على طول ضفته تحت القنطرة المتواجدة فوق السكة الحديدية. تضرر عدد من المنازل بفعل فيضانات أبريل الأخيرة التي عرفتها الجهة الشرقية حيث بلغ عددها حسب ما صرح به السكان ما يفوق العشرة وذكرتهم بكارثة شهري ماي وشتنبر الماضيين، ولكن الكارثة الكبرى هي تقاعس السلطات المنتخبة والمحلية في اتخاذ الاجراءات الضرورية لدفع الخطر عنهم ورفع الحيف عن حيِّهم. كانت البيوت في واجهة الوادي تبدو تعيسة وتعرض فقر ساكنيها وعوزهم عبر الأثاث والأفرشة المتواضعة المنشورة على الأرض بحثا عن أشعة شمس تجفف الأوحال التي تقيأها الوادي خلال غضبه قبل أن ينسحب تاركا وراءه عذابا انضاف إلى معاناة ومأساة الواقع لسكان حي المحرشي." أدخل تشوف فين وصل الماء…ادخل تشوف لفراش…صور حتى البيت اللي غادي تطيح.." يشرح لنا ميمون أحد السكان وهو يقودنا من بيت إلى بيت ومن غرفة إلى أخرى، قبل أن يلحق بنا أحد الشيوخ الطاعنين في السن ليدعونا إلى زيارة منزلين غرقا في الأوحال.."جوج انتاع ديور هربو اُمَّاليهم أو راهُم مْبَلْعين…عامرين بالغيس…يالله ندِّيكم تشوفوهم…".

حي المحرشي 1، جنوب غرب مدينة وجدة على بعد ثمانية كيلومترات، يعتبر من الأحياء الهامشية بل المنبوذة ،على الطريق الرابطة بين الطريق الرئيسية بين وجدة وتازة والطريق الرابطة بين وجدة والسعيدية على طول "وادي المحرشي" عند القنطرة الجديدة ممر السكة الجديدة. حي المحرشي البالغ عدد سكانه أكثر من 5000 آلاف نسمة بأكثر من 400 منزل أغلبها متواضعا خاصة تلك الواقعة على مشارف الوادي تكتسحه مياه الفيضانات كلما عرفت المنطقة أمطارا غزيرة فبالأحرى الطوفانية. يحس سكان حي المحرشي 1 وخاصة المتضررون منهم بالغبن والحكرة والإقصاء حيث ما يمكن أن تقوم به السلطات في كل الحالات هو إرسال الجرافة لإزاحة الأوحال من المسلك الموازي للطريق المعبدة الموجودة على ارتفاع أكثر من عشرة أمتار على مستوى القنطرة المقامة هناك، فوق السكة الحديدية. كان الفيضان متوقعا بحيث أقيم، تحت السكة إلى جانب القنطرة، أنبوب لتصريف المياه في حالة سقوط أمطار إلى أنه تم إهماله وإغفاله حيث وقع انسداده بفعل تراكم الأزبال وتحول إلى سد حوَّل الحي إلى بحر من المياه أغرقت البيوت المتواجدة على ضفته." منين دارو هاذ القادوس انتاع السبيكة والمشاكل كاينة… كان قبل يفوت فيه كارُّو واليوم هاهو مغلوق بالوسخ وبالتراب…" يصرخ الشيخ وهو يحاول أن يشرح لنا منبع المأساة…سكان منسيون يعيشون على هامش المدينة كأنهم مواطنون ينتمون إلى مدينة وجدة لا يعترفون بهم إلا عند اقتراب الانتخابات كما يردد ذلك المتضررون في أكثر من مناسبة…

بنية تحتية مهترئة وضعف الإنارة العمومية

ليست الأحياء المجاورة لحي المحرشي بأحسن حالا من الأول ولا سكانه في أوضاع مريحة من جيرانهم. ورغم أن حي المنار وحي السلامة لم يتضررا كثيرا من الأمطار لكن تحولت أزقتها إلى وديان وأنهار ، وساحاتها إلى برك ما زالت لم تجف إلى حد كتابة هذه السطور وصعبت من تحركات المواطنين ومن السير والجولان لأصحاب السيارات والشاحنات، خاصة ان أغلب الطرقات لم تستفد من التعبيد او التبليط كما يحلو للمجلس البلدي لجماعة وجدة أن يتبجح بذلك بإخبار المواطنين عبر اللافتات بأن جماعته تشرع في تعبيد الطرقات وهو الأمر الذي اعتبره العديد من المواطنين مجرد حملة انتخابية قبل أوانها بل استنكر بعض المستشارين الجماعيين ذلك واعتبروا أن الرئيس يحاول أن يركب على عملية بعيدة كل البعد عنه. وفي الموضوع ذاته ،وجه ما يقارب من 70 مواطنا من ساكني الحي بالإضافة إلى جمعيتي أباء وأولياء تلاميذ مدرسة المرجان وثانوية المكي الناصري الاعدادية، رسالة إلى رئيس الجماعة الحضرية لمدينة وجدة بتاريخ 15 شتنبر الماضي يلتمسون منه التدخل لتعبيد أزقة الحي. ومما جاء في الرسالة أن "سكان حي المنار بتجزئة العاقل الحي الواقع شمال غرب المدينة على يمين طرق تازة وبالضبط ما بين إعدادية المكي الناصري ومدرسة المرجان والحزام الأخضر، ان نوجه إليكم ملتمسا كي تتدخلوا لأجل بعبيد أزقة وطرقات حينا التي ما زالت تعاني الخراب وهو الشيء الذي أصبح يؤرقنا ويزعجنا بسبب انتشار الأتربة والحجارة من جراء الحفر، وبسبب امتناع وسائل النقل لولوج الحي نظرا لصعوبة المرور فوق الحفر والخراب". وأشارت رسالة السكان إلى ان المصالح البلدية شرعت سنة 2003 في تعبيد طرقات الحي وتوقفت الأشغال بعد إنجاز 50 مترا فقط مع العلم ان الحي أحدث سنة 1994."أنظر إلى هذا الزقاق المعبد…هنا توقف التعبيد عند منزل صاحبه الذي يشتغل بالبلدية…" يقول أحد السكان بأسف وحسرة عميقين. وقد هددت شركتا حافلات النقل الحضري بوجدة بإلغاء الخط رقم 15 لشرك الشرق والخط رقم 5 لشركة النور بسبب انهيار البنية التحتية للطرقات أو انعدامها الأمر الذي سيحرم أكثر من 15 ألف نسمة بالأحياء الواقعة تحت نفوذ المقاطعة 12 بمنطقة وادي الناشف سيدي معافة شمال غرب مدينة وجدة. إضافة إلى هذا تعاني الأحياء من ضعف الانارة أو انعدامها خاصة بالأزقة المحيطة بها مما يخلق رعبا لدى بعض السكان الذين يضطرون إلى العودة إلى بيوتهم متأخرين او مغادرتها باكرا، خاصة ان مفاجأة لقاء بعض المتشردين او المتسكعين ليس ببعيد. "غير ما مرة طلبنا تدخل الأمن وكانت استجابة عناصر ولاية أمن وجدة سريعة وتم ضبط بعض الخارجين عن القانون" يقول محمد بشيري أحد سكان حي المنار. ومن جهة أخرى، أصبحت المنازل الخراب التي يتجاوز عددها الأربعين والتي تم الشروع في بنائها في إطار السكن الاقتصادي على طول السكة الحديدية وتم التخلي عنها ، أصبحت ملجأ للعديد من المتشردين والمتسكعين والمتعاطين لأنواع الخمور ، حسب السكان.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *