اليد المفقودة
أضحت كرة اليد الوجدية خلال السنوات الأخيرة مسكونة بالأوجاع، تعلوها حمى المشاكل، وتغيب عنها بوادر العودة إلى الأضواء…
كرة اليد الوجدية تحتاج إلى وقفة متأنية، لأننا نعرف جميعا كيف تحول الإشعاع إلى ظلام، وكيف أصبحت اللعبة في عداد المفقودين، قد يصعب تحديد المسؤول الأول عن تدهور اليد الوجدية، كما يصعب القول أن ذلك رهين بغياب الممارسين، لأن اللعبة لها خصوصية الإثارة، والمواهب متواجدة، ومن له رأي غير ذلك فليفدنا به مشكورا.
لقد أجمع أغلب المتتبعين لكرة اليد محليا ووطنيا، أن المولودية الوجدية مرت في السابق بفترة إشعاع بفضل قوة مسيريها وقوة عناصرها المسكونة بالإبداع والإمتاع ، والتي ستبقى موشومة في الذاكرة الرياضية الوجدية إلى الأبد، أسماء فرضت ذاتها بالجدية، بعيدا عن حسابات المردودية المالية والحسابات الضيقة والمضايقات وقضاء المصالح وما إلى ذلك.
اليوم، أصبحت اليد الوجدية حكرا على الإعداديات والثانويات فقط، مع إقبار كل إمكانيات تفجير المواهب خارج هذه القوقعة… ولن نخفي الشمس بالغربال ونقول إن اللعبة ستعود للواجهة لأن الواقع سينطق بعكس هذه الحقيقة، وسيقول إن كرة اليد الوجدية أصيبت بعطب يصعب إصلاحه في ظرف زمن قصير، والأسباب متعددة بدء بهشاشة القرارات المتخذة في شأن رغبة الإقلاع، ومرورا بغياب العقليات القادرة على التخطيط للخروج من هذه الورطة، ووقوفا عند الخصاص المادي وغياب الأيادي التي تقدر قيمة الاستثمار في الرياضة، وتقدر قيمة البناء في العمق، وتقدر حق القدر فلسفة التواصل…
كرة اليد الوجدية يقتلونها اليوم ويحيونها متى يشاؤون ومتى يريدون، وحياتها الجديدة في كل مرة تكون أشبه بالموت منها بالحياة.
كرة اليد الوجدية تمر منذ سنوات بفترة حرجة ولم تستطع تجاوز الكبوات وتحقق إنجازات مهمة على المستوى الإقليمي والجهوي والوطني نظرا لغياب استراتيجية رياضية محكمة تستمد تصوراتها المستقبلية من الجو العام لكرة اليد الوطنية وفق تدبير عقلاني للموارد البشرية والمالية، ورغم الانتكاسات وضعف التصور وفراغ النادي من البناء الجيد والتوجيه الصحيح الذي يخدم في العمق مسيرة كرة اليد باعتبارها لعبة لها جذور تاريخية في المنطقة والوطن وأنجبت أسماء وازنة، لكن الطاقم المشرف على النادي عجز عن إخراج اللعبة من النفق المسدود بإعطائها شحنة قوية تمكنها من فرض ذاتها على الساحة الرياضية للخروج من دائرة الهواية وتدبير الأزمة المشتعلة التي تخوض فيها نتيجة إكراهات هيكلية وتسيير هاوي ينهل من مرجعيات متجاوزة بالإضافة إلى غياب الإعانات والإمكانيات المالية.
حديثنا عن كرة اليد الوجدية هو حديث نمرر من خلاله رسائل إلى باقي الأنواع الرياضية فبوجدة مازالت الرياضة معتمدة على خلفيات هاوية، وعلى لعبة خلق الأوهام، وتصدير الأزمات.
الفرق الرياضية بمدينة وجدة مازالت حبيسة خطاب جاف ينبني على الشكوى وعدم تقدم الفشل، ويبقى اللوم في الأصل للعقلية التي ألفت جبر الخواطر، للعقلية التي تعودت على مداولة أوساخنا بدفعها جانبا….
Aucun commentaire