Home»Régional»الشاعر محمد بنعمارة : لا أطمع في أي شيء سوى العلاج

الشاعر محمد بنعمارة : لا أطمع في أي شيء سوى العلاج

0
Shares
PinterestGoogle+

الشاعر الأستاذ محمد بنعمارة من الشعراء القلائل الذي اهتموا بالأدب الصوفي وعلاقته بالكتابة والمعاصرة كما اشتغل طول حياته على مشروع علمي يسعى من خلاله الى تأصيل التراث في مفهوم الشعر الحديث. ولد الشاعر بتاريخ 7 ماي 1945 بمدينة وجدة وتلقى تعليمه الابتدائي بوجدة ثم أنهى دراسته بمدارس محمد الخامس بالرباط حيث حصل على شهادة الدكتورة قبل ان يلتحق بجامعة محمد بن عبدالله أين حصل على شهادات عليا منها شهادة استكمال الدروس العليا ثم دبلوم الدراسات العليا تحت إشراف الدكتور محمد السرغيني. حصل على دكتورة الدولة في الأدب عن أطروحته "الصوفية في الشعر المغربي المعاصر، مفاهيم والتجليات" وله عدة إبداعات أدبية وعلمية أكاديمية.

هل للشاعر بنعمارة أن يحدثنا عن إبداعاته الشعرية والأدبية؟

■■ باسم الله الرحمان الرحيم. أولا أشكر الأحداث المغربية وأثمن هذه الزيارة التي قامت بها اهتماما منها. وبالنسبة لنشاطي الأدبي هو نشاط معروف ، يعني انطلق في الستينات وظهر لي اول ديوان في مطلع السبعينات في 1972 في ما أذكر. ومنذ ذلك الحين وأنا مرتبط بالشعر ، والديوان الأول خلال هذه المدة هو "الشمس والبحر" و"الأحزان" .وبعد ذلك ظهر ديوان "العشق الأزرق" وهو ديوان مشترك ، ثم "عناقيد وادي الصمت" ثم بعده ظهر "نشيد الغرباء" الذي ترجم إلى الانجليزية ، ثم بعده " ظهرت "مملكة الروح" وبعدها "ديوان السنبلة" الذي قدم له فضيلة الدكتور سيدي محمد السرغيني، ثم بعده ظهر الديوان الأخير" في الرياح وفي السحابة" الذي هو من مطبوعات اتحاد كتاب المغرب. هذا في ما يتعلق الانتاج الشعري.وبما انني انخرطت في سلك الجامعة بتحضير الشواهد العليا، تمكنت بفضل الله تعالى ان أنجز بحثين مهمين، وطبعا في أكبر دار نشر مغربية "دار المدارس"، والكتابان هما "الأثر الصوفي في الشعر المغربي المعاصر " هذا الذي منحني جائزة المغرب للكتاب سنة 2001 ثم كتاب الصوفية في الشعر المغربي المعاصر"مفاهيم التجليات " الذي نلت عليه جائزة عبدالله كنون للبحث العلمي في طنجة.

هل للشاعر إسهامات أخرى غير التأليف؟

■■ كانت هناك كتابات مستمرة .كما اشتغلت بالإذاعة عبر تنشيط عدة برامج ك"حدائق الشعر" و"شارع الحياة" و"بيوت الله" و"الجيل الصاعد" و"اضمامة شعر" و "مع الأدب الصوفي" كنت اكتب في جريدة العلم مدة طويلة ، وكنت اكتب المذكرات وأنشرها وأشارك في المعارض والملتقيات والمنتديات داخل المغرب وخارجه، مثلا كنت ضيفا دائما في مهرجان المربد الشعري في العراق لخمس سنوات، ثم كنت ضيفا في ليبيا في مهرجان اتحاد كتاب العرب،ثم استضافتني السعودية 2003 في مهرجان "الجناديرية" وشاركت في الجزائر عدة مرات، وعبر العالم العربي تربطني علاقات هنا وهناك وما زلت أكتب وأراسل الأصدقاء ويهاتفونني ويسألون عن سلامتي، والحمد لله على هذه المحنة التي امر بها التي أظهرت محبة أصدقائي هنا وهناك، يسألون عني من كل حدب وصوب ، يسألون من المغرب ومن خارج المغرب.

ما هي الأعمال التي لم تنشر بعد؟

■■ الكتاب الذي لم ينشر بعد وهو جاهز للطبع هو عبارة عن كتاب درست فيها آثار الأدب الانجليزي على الأدب العربي الحديث، هو كتاب لا بأس به من حيث الكم . درست فيه جوانب كثيرة لم يلتفت إليها الدارسون . هذا الكتاب أريد ان يرى النور بإذن الله تعالى، ن شاء الله.

من خلال تجربتك العريضة والغنية ، ما هو الشيء الذي يريد أن يفيدنا به الأستاذ التي عانى منه؟

■■ الكتابان اللذان طرحت فيهما قضايا كثيرة والمشروع التي تبنيته هو علاقة التصوف بالكتابة المعاصرة. وهذا في حد ذاته شيء جديد وأفاد ، والحمد لله، الطلاب ويفيد ، وأسأل الله تعالى أجره.

كيف كانت تجربتك الحياتية ؟

تجربتي الحياتية تجربة شخص عادي عاش حياة عادية وحاول ان يلونها بلون الفن والشعر والأمل وهكذا وانتم تعلمون بان الانسان حين يكون شاعرا يعيش الحياة مرتين .يعيش حياة الانسان العادي في همومها ومشاغلها، كما يعيش الحياة بلون آخر ، بلون الذوق وبلون الشاعرية وبلون الرومانسية يعني كل الأشياء الجميلة التي تحيط بالإنسان ولا يلتفت إليها.

هذه التجربة في إبعادها الروحية والشعرية والبيولوجية وما تخللها من محن ومن أفراح، لا شك أنها في نهاية المطاف هي تلك الارادة الصلبة إزاء المرض…؟

■■ أولا، المرض محنة ولا شك، تجربة قاسية ولا شك، ولكن الانسان عندما يتذكر ربه وينيب أمره إلى ربه ويعود إلى مولاه حامدا شاكرا ذاكرا يشعر بالاطمئنان ويشعر بأنه بين يدي العزيز الحكيم ويقف في باب كما يسميها المتصوفة باب الاضطرار حيث لا يبقى إلا باب الله تعالى ذلك الباب الذي لا يغلق على أحد.وصدق احمد شوقي الذي قال "ما أرى غير حكم الله حكما// ولم أَرَ دون باب الله بابا". هكذا أنظر إلى المرض، وهذا المرض المفترس ورغم افتراسه أتوجه إلى الله أن يزيحه ويفتك به.

في يخص علاقاتك باتحاد كتاب المغرب، هل كان هناك تحرك تجاه الشاعر بنعمارة في هذا الظرف؟

■■ جاءت الحركة وجاءت متأخرة ولم تكن في المستوى المطلوب. هذا من جهة ومن جهة اخرى وأكثر من ذلك أريد ان أشكر رجلا ، أشكر رجالا كثيرين ، ولكن أشكر الشاعر المغربي سيدي محمد بنيس الذي وأنا في اشد المحنة أطلب الدواء، هذا الدواء الكيميائي وأنا مشترك في التعاضدية لكن أُغلقت حولي الأبواب ، وقف هذا الرجل وقفة شهم وبدأ يطرق الأبواب كل الأبواب إلى أن تحقق لي ذلك. كنت في حاجة إلى ذلك الدواء حيث ان مثل هذا المرض لا ينتظر وبهذا أثمن وأشكر هذا الرجل العملاق الشاعر الكبير سيدي محمد بنيس حفظه الله .و بالمقابل أعاتب ، لا أعاتب في الحقيقة ، هكذا مغربنا .

هل من التفاتة من وزارة الثقافة؟

■■ وُضع ملف في وزارة الثقافة ، وُضع داخل مكتب وزير الثقافة فيه ملفي الطبي ولكن السيد الوزير الأشعري الذي كانت تربطني به روابط صداقة واشتغلت معه يومئذ عندما كان رئيسا للاتحاد كتاب المغرب، كنت رئيسا للفرع ثلاث مرات ، هذا الرجل لم يكلف نفسه حتى أن يرفع الهاتف ويهاتفني ويسأل عني. وهنا تظهر قيمة المثقف حتى كأننا في مغرب يوجد فيه مثقفان ، مثقف يُهتَم بأمره، يُراعى وتُقدم ملفاته للأبواب العليا ، ومثقف آخر يتجاهلونه ويهمشونه ويهمشون ملفاته… ولكن حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله ونعم الوكيل ، حسبي الله ونعم الوكيل. أقولها مرات عديدة ، فأنا لا أطمع في أي شيء فقط اطمع في علاج كامل . هذا ما اطلبه من الله سبحانه وتعالى .

جريدة الأحداث المغربية

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

9 Comments

  1. mohamed nektachi
    02/05/2007 at 00:16

    bikoli lehobi lkom atamana mina lahi lekadir an yozila ankom kola sakam.ya rabi amine

  2. جرادة ///
    04/05/2007 at 19:44

    الى الوزير الاشعري .
    دوام الحال من المحال ..
    ولا احد في مامن ..
    وهذا رجل كبير في الشرق ..
    فهل وجدت الامر عاديا ؟

  3. محمد دخيسي أبو أسامة
    05/05/2007 at 19:46

    الشاعر محمد بنعمارة لا يحتاج إلى تعريف، فمؤلفاته ومجاميعه الشعرية دليل على تفوقه، ومصارعته الرجال قبل المرض. فقد عانى من قهر الجال في وقت سابق وها هو يكابد قهرهم بتجاخله لهم مرة ثانية، وهو الشاعي الباكي أو الأسد الباكي كما لقب نفسه في قصيدة قديمة يقول فيها:
    ماذا سيبقى إن رأيت بلادي مصلوبة في يقظتي، ورقادي

    يكفيك يا وطن العقوق جراحنا ومواجع الآباء والأولاد

    نحن العبيد- كما تشا- يا موطني في موطن الكبراء والأسياد
    فعلا إنه وطننا المغرب الذي نتمنى أن يصلح الله حاله، وينبتنا من زرعا خالصا، ويشد الله على يد أخينا وصديقنا ومرشدنا الشعري، ودلالنا الفني الشاعر محمد بنعمارة، نتمنى له الشفاء العاجل، وأظن أنه من عرف الشاعر في مراحل سابقة، ويراه في حالته الحالية لا بد أن يرق قلبه ويذرف دمعه، ويسبل كفيه لله صبحا وعشيا متمنيا له العودة العاجلة إلى خشبة مسرح الحياة أكثر حيوية ونشاط.

  4. متتبع
    05/05/2007 at 19:46

    من العيب أن يعاني رجل دو انفة وقوة وعزة ،من المرض ،ولا يجد اهل الفن والمكلفون بشؤون ، الثقافة غضاضة في التغاضي عن الرجل ، وعدم مساعدته في التطبيب والعلاج ، رغم ان الأمر هين ولا يحتاح كبير عناء لو وصل ملف الأخ والأستاد بنعمارة إلى أولي الأمر؟؟؟ ولكن ظلم دوي القربى أشد مضاضة…. كما قال القدامى.
    نتمنى من أعماقنا الشفاء العاجل للأخ الصديق محمد بنعمارة

  5. اخ صديق
    06/05/2007 at 23:24

    اطلب من الله عز وجل ان يشافيك ويعافيك بقدرته اخي محمد بنعمارة وهو سبحانه من لايميز بين عباده الصالحين ولكن كلمة تحز في قلبي لابد من قولها محمد بنعمارة ليس غريبا في مدينته وبلده المغرب ووطنه العربي ان اشعاعه الثقافي شرق وغرب وما قدمه في ميدان الشعر والادب والثقافة والفكر الصوفي وما الفه من دواوين شعرية منذ السبعينات وكتب ادبيةابداعية ونقدية وما اقام من ندوات وقدم من محاضرات غير خاف على احد وبقي اشعاعه وقادا الى ان اقعده المرض اللعين واقسم يمينا انني لما رايته انهمرت الدموع من عيني واستبعدت ان يكون من امامي هو الاستاذ محمد بنعمارة لما اخذه منه المرض ولكن الله سبحانه قادر على كل شيء ولكن اريد ان اقول كلمة لاولى الامرمن اصحابه الموجودين في موقع القرار هذا اخوكم لايطلب اي شيء الا العلاج فسارعوا الى مساعدة اخ لكم قدم الشيء الكثير للثقافة في بلدنا العزيز والحياة دول اذا ما اضحكت في يوم ابكت غدا .

  6. محمد الفارسي
    13/05/2007 at 00:21

    تأثرنا كثيرا وذرفت دموعنا، لأن الزمن الذي مرض فيه بنعمارة كان شاعر صديق يحكم وزارة الثقافة، إذ لم يسبق أن أدارها شاعر مفلق، وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً مضاضةً مضاضةً,,,,,,,

  7. عبد المولى إسماعلي
    14/05/2007 at 09:40

    رحم الله الفقيد و أسكنه فسيح جنانه. أما أشباه المثقفين الذين استراحوا للكراسي الوثيرة وأداروا ظهورهم لعلم اسمه محمد بنعمارة فلاأجد ما أقوله لهم سوى أن الله يمهل ولا يهمل.
    طوبى للغرباء،طوبى للغرباء،طوبى للغرباء،

  8. hamidollah @voila.fr
    16/05/2007 at 22:53

    عزاؤنا في الأحياء
    نعم مات السي محمد بنعمارة٬ مات• دفناه بأيدينا زوال أمس٬ وقرأنا عليه الفاتحة• دفنا جسدا واهيا٬ صحيح٬ لكنا لم ندفن الفكر والشعر والدكربات∙
    لم ندفن السنبلة والنشبد٬ والعشق والعناقيد٬ والروح والشمس والسحابة٬ لم ندفن أثره الصوفي ولاالمفاهيم و التجلبات؛ انها أوطاننا التي نرحل البها٬ وأحضاننا التي نفزع البها٬وحدائقنا التي نتنزه فيها٬ ومحرابنا الدي نتحنث فيه كلما حركت العقل والقلب أطباف الدكرى ولهفة الشوق الى اللقاء•
    مضى السي محمد الى غير رجعة٬ لكن صوت الأسد غير الباكي باق فينا الى الأبد٬ يعلمنا فرائض الغضب على الخانعين المتملقين المداهنين الراكعين الساجدين لبعضهم٬ المسبحين بحمدهم٬ الخائفين من بعضهم٬ الصانعين لأنفسهم دوائر الانغلاق الحجري٬ المنهزمين المنهزمين المنهزمين بين يدي من قالوا لا في وجه من قالوا نعم∙
    رحل السي محمد بعدما علمنا وعلمهم أن الحباة جميلة بالحب واﻹباء وعزة النفس وعنفوانها٬ لا باﻹنحناء والتدلل٬ مهما اشتدت ريح الكراهية والتهميش والانكسار∙ألم يقل وهو في عز المرض اللعين: » أقاوم مرفوع الهامة »‼ فليفرح بموته أحياء عزيناه فيهم قبل الولادة•
    سلام عليك أيها الممتد فينا ليلا ونهارا
    سلام عليك أيها الممتد فينا سرا وجهارا
    سلام عليك أيها الممتد فينا روحا وفكرا وأشعارا ∙

  9. Mohamed El Jerroudi
    17/09/2024 at 12:21

    مع الأسف

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *