Home»Régional»مأساة قاصر دخلت لتعالج من أعراض نفسية وغادرت المستشفى بدون عينيها

مأساة قاصر دخلت لتعالج من أعراض نفسية وغادرت المستشفى بدون عينيها

0
Shares
PinterestGoogle+

يواصل قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بمدينة تازة، التحقيق في ملابسات فقء عيني فتاة قاصر خلال فترة علاجها من مرض نفسي داخل مستشفى ابن باجا بالمدينة، حيث من المرتقب أن تعقد أولى جلسات النظر في هذه القضية مع بداية شهر ماي المقبل. واستمع قاضي التحقيق خلال مجريات البحث في هذا الملف، لمجموعة من الأطر الطبية وشبه الطبية بالمستشفى ولبعض النزيلات، فضلا عن الضحية ووالدها وابن عمها الذي كان آخر من زارها بقسم الأمراض العقلية والنفسية. وكانت المصالح القضائية قد فتحت تحقيقا في هذا الموضوع بناء على شكاية، تحمل رقم 3/ 07 ش، وجهها والد الطفلة «ربيعة مقوة» إلى الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بتازة، حيث استمعت الشرطة في بداية الأمر إلى نزيلة بجناح الطب النفسي بالمستشفى ذاته وإلى مسؤولين عن الديمومة ليلة 31 يناير الماضي، تاريخ وقوع الحادثة. ويتهم والد ربيعة البالغة من العمر 16 سنة في شكايته، «نزيلة بجناح الطب النفسي ومسؤولين عن الحراسة والديمومة بنفس الجناح، بالوقوف وراء تعرض ابنته لحادث فقدان بصرها». مشيرا إلى أن ربيعة ظلت تعالج من مرض نفسي ألم بها، و«حينما بدأت تتماثل للشفاء بعد فترة من العلاج، صدمت الأسرة بفقء عينيها في ظروف غامضة». وتحدث والد الفتاة، الذي ينتمي إلى دوار « شيكر» في منطقة «باب بودير»، أنه بعد مكوث ابنته نحو شهر بمستشفى ابن باجة بتازة تفاجأ عند زيارتها، بعد عيد الأضحى الأخير، بكونها تحولت من جناح الطب النفسي إلى جناح طب العيون، بدون أن يتم إشعاره بهذا الأمر، فاعتقد في بداية الأمر أنها قد تكون أصيبت بمرض بسيط في عينيها، لكنه سرعان ما صُدِم حينما دخل على ابنته ووجدها تضع ضمادة على كلتا عينيها، ولا يبدو عليها أي أثر لجروح أو خدوش على وجهها. وعندما استفسر في البداية عما حصل لفلذة كبده أخبرته بـ «أن مريضة بجناح الطب النفسي، تدعى «يامنة» قد أصابتها»، مشيرة إلى أنها رغم صراخها لم يتقدم أحد لإنقاذها. أب يطالب بالحقيقة يرى الأب في شكايته أن ابنته «ضحية اعتداء شنيع وضرب وإهمال أفضى إلى إصابتها بعاهة مستديمة، تتمثل في فقدان بصرها»، متهما المسؤولين على قسم الطب النفسي والعقلي ب «التقصير والإهمال وعدم التدخل لتقديم المساعدة لشخص في خطر»، ومنهم «المكلفون بالحراسة والديمومة»، ملتمسا من العدالة فتح تحقيق نزيه في الموضوع، وتقديم كل من له صلة بالموضوع للعدالة ومعاقبته وحفظ حقوق ابنته. من جهته، قال مسؤول بإدارة مستشفى ابن باجة إن ما حصل للطفلة «ربيعة مقواة» حادث مؤسف، ويمكن أن يقع لأي شخص مصاب بنفس المرض النفسي الذي ألم بالضحية، مؤكدا أن ربيعة كانت تعاني من مرض يدعى «أليجيزتيا»، وتتحدد أعراضه في كون المصاب به «يكون مصرا على إلحاق الأذى بذاته عن طريق الإجهاز على نفسه، أو إصابة عضو من أعضائه بجروح أو بتره أو ما شابه ذلك». وفي هذا الإطار كانت ربيعة تردد على مسامع النزلاء والمشرفين طبيا بقسم الأمراض النفسية والعقلية بأنها «تريد أن تعيش في الظلام إلى الأبد، وترفض أن تخرج للشمس مثل باقي النزلاء»… وفي ليلة 31 يناير الماضي حدث أن «قامت ربيعة بفقء عينيها الاثنتين بيدها وذلك لتجسيد رغبتها النفسية الشاذة في العيش في الظلام، فقدت نور البصر إلى الأبد، وهي الحالة التي صُدمت فيها الأطر الطبية بالمستشفى». ونظرا للمضاعفات الصحية التي تنتج عن عملية فقء العين على باقي أعضاء الجسد، «فقد تدخل طاقم طبي بنفس المستشفى لأجل إجراء عملية جراحية للضحية قبل فوات الأوان، حيث تم استئصال بؤبؤي العينين، من أجل تفادي حصول مضاعفات خطيرة، تصل إلى حد الوفاة». غموض يلف القضية بغض النظر عن موقف إدارة المستشفى من الحادث، يبدو أن هناك الكثير من الغموض يلف الموضوع، من ذلك أن لا المسؤولين على مصلحة الطب النفسي ولا إدارة المستشفى كلفوا أنفسهم نفسها عناء إخبار أسرة الضحية بالحادث عقب حصوله، ومن ثمة لم يتم اكتشاف ما حصل إلا بعد زيارة الأب لابنته داخل المستشفى. كما أن المسؤولية التقصيرية للحادث تظهر جلية بحكم أن الضحية، حتى ولو كان ما حصل ناتجا عن فعل ذاتي، كان على المشرفين على الحراسة والديمومة لحظة الحادث أن يتدخلوا لإنقاذ الموقف. أسئلة كثيرة تبقى معلقة ومبهمة، وهو ما يستدعى بحسب شقيق الضحية «فتح تحقيق نزيه وشفاف في تداعيات ما حصل وإنصاف أخته». نفس الموضوع استأثر باهتمام الفعاليات المدنية والحقوقية بالمدينة وخارجها، حيث دعا فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى فتح تحقيق في الحادثة وشكك في فرضية ما تم التصريح به من طرف إدارة المستشفى. ولاحظ فرع الجمعية غياب أي ندوب أو خدوش على وجه الضحية، والتي كانت تقيم في غرفة داخل قسم الطب النفسي، خالٍية من التجهيزات الضرورية، بما في ذلك سرير النوم، مما «يشكك في فرضية الاعتداء عليها من طرف النزيلات»، مطالبا كل هيئات المجتمع المدني بـ«الوقوف بجانب أسرة الضحية الفقيرة في محنتها»، كما دعا إلى متابعة كل من ثبت تورطه أو تقصيره في هذه الجريمة التي فقدت فيها فتاة قاصر نور بصرها في ظروف مبهمة، وكذا معرفة «مصير العينين المنزوعتين من وجه الضحية»، معتبرا أن ما حصل «يشكل مساسا بالسلامة البدنية لشخص مريض، وتقصيرا في الخدمات، وتسترا على حادث خطير، من منطلق عدم إخبار أسرة الضحية بالحادث لحظة حصوله».

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. ايمن
    02/05/2007 at 00:18

    مؤسف جدا ما خدث للفتاة,كما ورد في المقال كونها تعاني من مرض نفسي ليس مبررا لاهمالها ,خصوصا اذا اقتضى الامر التدخل جراحيا و عدم اخبار اهلها للوقوف بجنبها بعد العمليه,يعتبر ما حدث قمة في الاهمال و اهانة للنفس البشرية,هدا فقط عن عدم اخبار اهل الضحية اما في ما يخص ملابسات الحادثة,فاذا ثبت الاهمال و التفريط ,فهذه تعتبر جريمة لا محالة.
    شكرا لاعلامنا بالحادثة

  2. محمد الزعماري
    03/05/2007 at 12:43

    كيف يمكن الارتقاء بالعلاج وتحسين الخدمات الاستشفائية اذا لم ينخرط فيه جميع العاملين من اطباء وممرشين(ات) وادارة.
    انه امر جد مؤسف ان يبلغ الاستهتار بصحة المواطن هذه الدرجة .قد لانحكم على الجميع بالتقصير في عمله لكن ما يحري في كل مستشفياتنا مؤلم اكثر من الم المرض.
    سوء الاستقبال ،سوء المعاملة، سوء…سوء.. هو القاعدة والعناية هي الاستثناء والتي لاتاتي الا « بالتدويرة » .جل العاملين بالمؤسسات الاستشفائية يستغلون المنصب و موقف المواطن الضعيف خوف على صحته او صحة قريبه ليبتزوه ابتزازا .. ومنهم من يقول بوقاحة: « شلاح تخلص في الكلينيك ار غير شوي منو »
    ممارسات عديدة حاطة بكرامة المريض واهله تجري يوميا بمراكز الاستشفاء والمواطن همه فقط متى سيخرج منها سالما وكما يقال : يطلب السلة بلا عنب.
    هل ستتحرك الحكومة والسلطات المختصة وتقوم بزيارات تفقدية مفاجئة وتفعل القانون في حق المتهاونين ؟والنقابات هل ستساهم في تصحيح الوضع ام ستدافع عن استمراره وترفع شعارات مجانية العلاج للاستهلاك الخرجي كي يتاجر من تدافع عنهم بالعلاج.
    هذه الحالة الاتزرع الغضب في النفوس الاتحتاج من المجتمع المدني بتازة ونواحيها وقفة تضامنية احتجاجية على تردي الخدمات الصحية؟
    هل سيبقى المسؤولون بدون حساب ولو في حده الادنى بتوجيه تنبيه او انذار حتى لاتتكرر مثل هذه الماساة.
    الصحة بيد الله

  3. صديقة ربيعة مقواة
    28/11/2013 at 17:39

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اما بعد فاني صديقة للاخت ربيعة مقواة ونحن اكثر من اختين.واسال كل من يستطيع ان يقدم لها دعم معين ان يراسلني على هذا الاميل rabimar34@gmail.com

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *