Home»National»أثر المؤسسات الأجنبية بالمغرب في قيمنا

أثر المؤسسات الأجنبية بالمغرب في قيمنا

0
Shares
PinterestGoogle+

معلوم أنه لكل بلد فلسفته التربوية التي تعكس قيمه على اختلاف أنواعها ؛ ومعلوم أيضا أن هذه القيم تصان صيانة خاصة عبر آليات متعددة لضمان المحافظة على الهوية الوطنية والقومية والعقدية.
ومعلوم أن الإصلاح الذي عرفته منظومتنا التربوية ؛ والذي يجسده الميثاق الوطني ؛ وهو ميثاق شرف بين أفراد هذه الأمة حكاما ومحكومين يولي أهمية خاصة لتربية الناشئة وفق قيم تعاليم الدين الإسلامي والعقيدة السنية الأشعرية والمذهب الفقهي المالكي ؛ و القيم الوطنية ثم القيم الإنسانية بعد ذلك.
وإذا ماكانت المؤسسات التربوية الوطنية تعكس هذه القيم من خلال سلوكات ناشئتنا ؛ وهي سلوكات لا يرضى عنها الكثيرون ؛ وهي في حقيقة الأمر غير مشرفة في بعض الحالات إلا أنها على العموم مقبولة فان الكثيرين لا ينتبهون إلى وجود مؤسسات أجنبية في وطننا وجدت خصيصا لأبناء الجاليات كما هو الحال بالنسبة للمؤسسات التربوية الفرنسية كمؤسسة ديكارت مثلا في العاصمة الرباغ وهي مؤسسة تضم إلى جانب الجالية الفرنسية أبناءنا المغاربة ؛ وهؤلاء لا يخضعون لقيمنا بحكم انتمائهم لهذه المؤسسة الأجنبية فوق التراب المغربي. ولقد شاءت الأقدار أن اقضي بعض الوقت قريبا من هذه المؤسسة التي ترفع العلمين الفرنسي والمغربي إلى جانب العلم الأوربي ؛ ولم أسمع نشيدا مغربيا خاصا بالتلاميذ المغاربة وهم الأغلبية . كما أنني عاينت سلوكات تعكس القيم الغربية بين أبنائنا من قبيل تعاطي التدخين وتبادل القبل بين الذكور والإناث بشكل لافت للنظر؛ إلى جانب ظاهرة اللباس غير المحتشم عند الإناث وبشكل مبالغ فيه . وأنا أعاين هذه السلوكات استحضرت القرار التربوي الفرنسي بمنع ارتداء الحجاب بالنسبة للمتعلمات المسلمات ومنهن التلميذات المغربيات في المؤسسات التربوية الفرنسية صيانة للقيم العلمانية الفرنسية ؛ وخطر علي سؤال بل ألح علي وهو : لماذا تحرص فرنسا كل هذا الحرص على صيانة قيمها من خلال منع نوع من اللباس الأجنبي في مؤسساتها التربوية ؛ في حين لا نجد هذا الحرص عندنا حتى مع أبنائنا ؟؟ وقد يلتبس على من يزور مؤسسة ديكارت الفرنسية بالرباط الأمر فيظن أن المتعلمات والمتعليمن كلهم أجانب لولا أن أسماء بعضهم مغربية عندما ينادي بعضهم بعضا.
فبأي حق وبأي قانون يسمح للمتعلمين المغاربة التابعين لهذه المؤسسة بتبادل القبل بين الذكور والإناث جهارا نهارا كما يقال ؟ وبأي حق يسمح لهم بالتدخين ؟ وبأي حق يسمح لبناتنا في هذه المؤسسة بالتكشف والعري ولا يلزمن حتى بوزرة واقية ؟؟ أليس لهؤلاء قيم دينية ووطنية تحدد هويتهم ؟؟ هل زهدنا في أبنائنا وبناتنا إلى هذا الحد المخجل ؟؟ ألا يوجد قانون يضبط المعاهدات المبرمة بين المغرب وفرنسا في المجال التربوي بحيث تصان الهويات وتحترم الخصوصيات ؟؟ وهل اختيار القيم الفرنسية لهؤلاء المتعلمين هو خيار الآباء والأولياء المغاربة تحت تأثير الانبهار بالثقافة الفرنسية؛ واعتبارها معيارا للتحضر؟؟
هذه الأسئلة وغيرها ألحت علي وأنا أعاين سلوكات أبنائنا المغاربة في حرم المؤسسة الفرنسية ببلادنا. وأخيرا أتساءل هل يعقل أن تتدخل فرنسا الدولة المتحضرة لنزع حجاب التلميذة المغربية المسلمة في مؤسساتها فوق أراضيها؛ وتغض الطرف عن كشف بطون وصدور بناتها وبناتنا في مؤسساتها فوق أراضينا ؟؟ وما هو معيار الاقتناع بتحضر الدولة المتبوعة ؟ القوة المادية والعسكرية والاقتصادية والتكنولوجية أم قوة الإقناع على أساس صواب القيم وصلاحيتها ؟؟؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. قارئ
    29/04/2007 at 13:01

    ان ما اشرت اليه في مقالك اخي الكريم لا يقتصر على ثانوية ديكارت والتي فتحت اصلا لأبناء الجالية الفرنسية في المغرب وانما ينتشر وبشكل واضح في مؤسساتنا العمومية والخاصة بل هناك ما هو أدهى واخطر وهو الاتجار في المهلوسات في محيط هذه المؤسسات.ان ما اشرت اليه لا يجانب الصواب وانما القصد هو ان نلتفت الى ما هو اكثر ضررا لعموميته وشموليته ، اما ابناء المغاربة الذين اختاروا القيم الغربية في مؤسسات اجنبية فانك قد عينتهم في مقالك، انهم المنبهرون والمفتونون بقشور الحضارة الغربية. جزاك الله خيرا على غيرتك على الدين والوطن

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *