مصاعب تواكب إدماج تدريس الأمازيغية في المنظومة التربوية
تخوفات مشروعة للفاعلين التربويين وتضارب الآراء حول شكل ومضمون الكتاب المدرسي
يطرح تدريس اللغة الأمازيغية الكثير من التساؤلات والإشكالات تبدأ بإدماج هذه اللغة في المنظومة التربوية مرورا بغياب التكوين الأساسي والمشاكل المرتبطة بالكتاب المدرسي وبحرف تيفناغ، إلى جانب انخراط عملية تدريس هذه اللغة في الاختلالات العميقة التي تعاني منها العملية التعليمية التعلمية بشكل عام، ويتعمق هذا الوضع مع شح المصادر والمراجع التي بإمكانها تطوير تدريس اللغة الأمازيغية في وقت مازال فيه المجتمع المدني غير مؤهل للإبداع المنتج في هذا المجال مكتفيا بإصدار بيانات فضفاضة محمولة بشحنات سياسية، وبين هذا وذاك يعيش تدريس اللغة الأمازيغية على إيقاع فراغ لم يخرج هذه المادة الجديدة من مستوى الاستئناس بها إلى مستوى إدماجها في المنظومة التربوية.
تدريس اللغة الأمازيغية اختيار استراتيجي
أفاد الحسن نجاري مفتش بنيابة الناظور أن إدماج اللغة الأمازيغية في المسارات الدراسية هو اختيار استراتيجي يستمد مرجعيته الأساسية من خطاب العرش يوم 30 يوليوز 2001 ومن نص الظهير الشريف المنظم للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وأوضح المصرح الذي استأنس بالمذكرة رقم 130 المنظمة لتدريس الأمازيغية وتكوين أساتذتها أن منطلقات تدريس هذه اللغة جاءت بناء على ما أقرته الوزارة من اختيارات وتوجهات أثناء المراجعة الأخيرة للمناهج التربوية لاسيما فيما يتعلق بترسيخ الهوية الحضارية المغربية بمختلف مكوناتها وأبعادها وروافدها، واعتبارا لكون اللغة الأمازيغية لغة وطنية تحمل ثقافة وحضارة عريقتين، وبالنظر إلى كونها لغة متداولة على نطاق واسع في الإبداع الثقافي والمعاملات اليومية في مجموع التراب الوطني، واعتبارا للدور الذي ينبغي أن تقوم به اللغة الأمازيغية في عملية التنمية الشاملة والمستدامة، فان الضرورة تفرض إدماج هذه اللغة في المنظومة التعليمية المغربية، وبالتالي يؤكد الحسن نجاري أن تدريس هذه اللغة محكوم بمجموعة من الغايات والمبادئ تتقدمها المساهمة في تحقيق الغايات الكبرى المحددة لنظام التربية والتكوين، وخاصة منها مايتعلق بالتربية على قيم العقيدة الإسلامية، وقيم الهوية الحضارية ومبادئها الأخلاقية والثقافية وقيم المواطنة وقيم حقوق الإنسان ومبادئها الكونية، هذا إلى جانب الانطلاق من الفلسفة التي حددتها الوزارة والمتمثلة في اعتماد مدخل التربية على القيم وتنمية كفايات المتعلم والتربية على الاختيار، كأرضية أساسية في بناء المناهج التربوية من أجل تكوين مواطن متوازن قادر على رفع التحديات المستقبلية، هذا يضاف إلى تدريس اللغة الأمازيغية باعتبارها لغة التواصل اليومي والإبداع الثقافي مع مراعاة تحولات وحاجات المجتمع المغربي الحديث في جميع الميادين والحفاظ على الحمولة الثقافية والحضارية للغة الأمازيغية، وخلص المصرح إلى أن من المفروض أن تستجيب المناهج والبرامج والتكوين والوسائل الديداكتيكية لروح هذه الغايات حتى لايبقى الجانب العملي مكبلا بمستوى نظري ليست له مساحة للتنفيذ.
تخوفات مشروعة للفاعلين التربويين
يتخوف الفاعلون في الحقل التربوي، أن يكون مال الإجراءات المعتمدة لتدريس الأمازيغية كمال بعض الإجراءات التي تم سنها دون أن تجد لنفسها مجالا للتنفيد أو تسير بخطى حلزونية، ومن بين تلك الإجراءات المنصوص عليها إحداث خلية على مستوى الأكاديمية وأخرى على مستوى النيابة لتدبير وتتبع ملف إدماج الأمازيغية في المسارات الدراسية تتكون من مجموعة من الفاعلين، وهذا ما لانجده لحد الآن بالطريقة المرغوب فيها ، فما زال موظف واحد بنيابة الناظور يتحمل عبء مسؤولية هذا المجال التربوي الشاسع ،علما أن هذا الموظف يتحمل مسؤوليات إدارية تربوية أخرى، في وقت يصارع فيه المفتش المنسق أمواجا من المشاكل التي يثيرها تدريس اللغة الأمازيغية، أما مديرو المدارس الابتدائية التي تدرس بها الأمازيغية، فلا يمكن لهم أن يستجيبوا للقاءات منتظمة لأنهم يتحملون مسؤوليات متداخلة أرهقتهم بالتمام والكمال، ومن الإجراءات المعتمدة كذلك تنظيم ثلاث دورات تكوينية مدة كل واحدة منها خمسة أيام لفائدة الأساتذة الناطقين بالأمازيغية الذين ستسند إليهم أقسام تدرس بها الأمازيغية بتأطير من أساتذة باحثين مختصين، بل تنظيم دورات تكوينية اضافية كلما دعت الحاجة إلى ذلك، لكن معضلة التكوين هي أعمق من إجراء مكتوب على الورق ، فهو إما يغيب جزئيا أو حينما يحضر تطرح فيه معضلات حقيقية، فالأساتذة الذين يهمهم الأمرهم في حاجة إلى التكوين الأساسي خاصة في مادة جديدة ليست مشكلتها أن يتحدث الأستاذ بالأمازيغية وإنما أن يكون ضابطا لكل الظروف المرتبطة بالمعيرة والتقعيد، حتى أن غياب التكوين الأساسي يحول تدريس الأمازيغية الى قطعة عذاب حسب تعبير أساتذة من الناظور تحدثوا الى الصباح، ويعول في هذا الجانب على إدراج مادة اللغة الأمازيغية في مناهج التكوين الأساسي بمراكز تكوين أساتذة التعليم الابتدائي ، لكن يبقى السؤال حول مصير جيل درس اللغة الأمازيغية بواسطة أساتذة لم يخضع جلهم لهذا النوع من التكوين كحالة الناظور التي مازال 75 في المائة من أساتذتها يديرون حصصهم باجتهادات خاصة في مادة مازالت تبحث عن ذاتها وسط ركام من المشاكل، هذا وإذا كانت المذكرة 130 تدعو المشرفين على الشأن العام الجهوي والمحلي الحرص على تطبيق الإجراءات والالتزام بتنظيم الدورات التكوينية في الأمازيغية، فان مشكلة توفير الأسس اللوجيستيكية لذلك مازالت مبررا لعدم إدخال هذه الاجراءات حيز التنفيذ لتنخرط هذه المادة أي الأمازيغية في عالم النذرة والخصاص التي يؤثت المشهد التعليمي بشكل عام.
تضارب الآراء حول الكتاب المدرسي الأمازيغي
بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ، قامت وزارة التربية الوطنية بإعداد الوثائق التربوية الديداكتيكية خاصة الكتب المدرسية، وتم لحد الآن انجاز أربعة كتب وضعت رهن إشارة المستويات الأربع الأولى من التعليم الأساسي،إضافة الى تأليف دليل الأستاذ وهو عبارة عن مرافق وموجه للأستاذ في اللغة الأمازيغية بالنسبة للمستويات المذكورة، وحسب المفتش المذكور فان تأليف هذه الكتب تم بناء على منهجية ديداكتيكية عالية المستوى وذلك على أرضية المقاربة البيداعوجية أي المفاهيم والمناهج على المستوى النظري، تختار المحتويات المناسبة والمتناسبة مع هذه المناهج، أي اختيار التدريس بالكفايات ، إضافة الى المقاربة التواصلية والموظفة في تدريس اللغات الحية على المستوى العالمي، وبالتالي فان هذه الكتب لايقتصر دورها على تلقين اللغة وقواعدها ولكنها تتضمن أيضا مجالات أخرى مثل البيئة والفنون والثقافة الأمازيغية والتنمية المستدامة والتربية على المواطنة، ويستفاد من تلك الكتب أنه تم اعتماد المرجعية اللغوية المحلية لعدم وجود مصطلح موحد، كما تم توظيف المعجم الأمازيغي المتداول في الدارجة المغربية. غير أن تلك الكتب المدرسية تطرح تضاربا في الآراء وهو ما استنتجته مراسل الصباح في جلسة مع بعض الذين يهمهم الأمر بالناظور، إذ أفاد أحد المهتمين أن الصور التي توجد بالكتاب المدرسي واضحة وتوفي بما تريد التعبير عنه، كما أن الخط مقروء والصفحات غير مكتظة ، كما أن المحتوى يتناسب مع المستوى المعرفي للمتعلم والأنشطة المقترحة تستجيب لحاجيات الفئة المستهدفة ،أما الوضعيات فلها علاقة با لواقع المعيش، كما أنها تراعي مبدأ التدرج أي من السهل الى الصعب ، إضافة الى هناك أنشطة تدفع المتعلم الى تخيل بعض الوضعيات الخارجة عن المعتاد، كما أن المحتوى يسهم الى توجيه المتعلم نحو البحث في تراثه وتصحيح بعص المعتقدات(البطولة الأمازيغية)، وبالتالي فان الأساليب والمصطلحات المستعملة تساهم الى حد كبير في عملية التواصل بين المدرس والمتعلم وبين المتعلم والمتعلم، وبين المتعلم والمجتمع، غير أن تفعيل الكتاب المدرسي يبقى رهينا بالأستاذ ومدى دارته على استغلال مضامينه ليعود مشكل التكوين الأساسي في هذا المجال الى الواجهة، خاصة وأن أمازيغية القسم ليست هي الأمازيغية خارجه ،فالأولى تستحضر المعايير والقواعد رغم المشاكل المرتبطة بهذا الجانب. غير أن مدير مدرسة أوضح في تلك الجلسة أن الكتاب المدرسي مازال جامدا ولاتنسجم صوره مع مراحل نمو الطفل الذي هوفي حاجة أن يلتحم مع صور حركية تهيئ المتعلم لالتقاط اللغة الأمازيغية بسرعة فائقة، وتساءل أحدهم عن أسباب الفرق في الشكل الموجود بين المدارس شبه العمومية و شبه العمومية رغم توحد المضامين، فالأولى تبدو جميلة في شكلها ، وتساءل المتحدث على مبدأ تكافؤ الفرص.وأثيرت خلال تلك الجلسة كذلك تأخر وصول الكتاب المدرسي الأمازيغي ونذرته ، ثم لماذا تم توزيعه بالمجان في السنوات الأولى دون أن تستمر الوزارة في المجانية بعد ذلك. من جهة أخرى أوضح أحد المصرحين أن تلك الكتب لم تنبثق من الأساتذة على غرار الكتب المدرسية الأخرى ، بل ان بعض الأطر لم تساهم في تأليف الكتاب المدرسي ، وتراها في بداية الموسم تطلع على كتاب غريب أحيانا مملوء بالأخطاء النحوية وغيرها، وينتقد المهتمون أيضا الكتاب المدرسي الأمازيغي في بعص محتوياته التي لاتستجيب للحضارة والتاريخ الأمازيغي ، وينتقدون هؤلاء ترجمة النصوص العربية الى الأمازيغية في وقت تحبل فيه الحضارة الأمازيغية بأحداث مثيرة. من جانب آخر يثار غياب تعدد الكتب المدرسية خاصة في حضور مشكل التوحد. هذا إضافة الى أن حرف تيفناغ شوش على الأمازيغية اعتبارا لكون الطفل لم يتعامل مع هذا الحرف، إذ لو تم اختيار حرف آخر يبقى مشكل النطق فقء وتساءل أحد المصرحين أن الكتاب المدرسي الأمازيغي يظل مهمشا في محفظة التلميذ نظرا لعدم إدماج هذه اللغة في المراقبة المستمرة والامتحان، كما أن الآباء المثقفين لايتمكنون من مساعدة أبنائهم داخل المنزل نظرا لجهلهم بحرف تيفناغ والقواعد التي تضبط تدريس هذه اللغة.
عبد اللطيف الرامي / الناظور/جريدة الصباح
7 Comments
مما لا شك فيه أن الامازيغية المتحدث بها في الشرق مقصية من الحساب وان تيقيناغ مصنوع على مقاس محدد . وإلا فكيف نستطيع نحن أيضا وعموم المغاربة أن نغوص في أعماق الخصوصيات الامازيغية الثقافية والفكرية والفنية الجميلة وأول عقبة أمامنا وأمام أبنائنا ممن لا تدرس في مؤسساتهم الامازيغية هي هذه الطلاسم . صحيح أن اختيار تيفيناغ هو اختيار للهوية . ولكن ألا تكتب عديد من الهويات في العالم كله بحرف واحد / فرنسية . اسبانية . ايطالية . انجليزية المانية ..
هذا مجرد مسار صغير .. للتفكير
ان حرف تيفيناغ يستجيب لجميع الجهات لان الحرف اللاتيني او العربي لا يستجيب لمجموعة من المخارج الصوتية. مثال، الزاي المفخم؛ الكاف المفخم؛ السين المفخمة…… اذن اختيار تيفيناغ له خلفية علمية . ان الاقصاء غير وارد أساسا . لان الساهرين على المعيرة و التقعيد , خبراء في اللغة و الديداكتيك الامازيغيتين. ان الدراسات التي صدرت لهؤلاء الخبراء موجودة في السوق و تغطي جميع هذه المجالات. أما التكوين الاساسي فقد بدأ هذه السنة في المراكز .
ان الصعوبات التي يتحدث عنها صاحب المقال , البعض منهاوارد فعلا؛ لكنها لا تشكل عوائق فعلية للتطور الذي اصبحت تعرفه هذه اللغة. ان المتتبع عن قرب لهذا المجال الاللساني,الثقافي, الحضاري,… يدرك تمام الادراك مدى التقدم الذي حصل في البحث داخل الحقول السالفة الذكر. ما ينقص فعلا هو التكوين المستمر الذي يشكل فعلا دعامة أساسية للنهوض بهذه اللغة داخل المؤسسات التعليمية . ثم غياب االعدد الكافي من المؤطرين على مستوى النيابات و المراكز. أما الصعوبة التي أراها شخصيا موضوعية هي عدم الادراك السليم لاولياء التلاميذ بان هذه الغة تشكل مكون من مكونات الثقافة المغربية . و ليست لغة معزولة تثقل كاهل التليذ. ان قسم التهيئة اللغوية التابع لircam قد أصدر معجما يسهل بشكل كبير التعامل مع الامازيغية. اعتمدت مجموعة البحث التي أصدرت المعجم أمازيغية الشمال الوسط و الجنوب. هناك بحوث أخرى ستصدر قريبا ان شاء الله من طرف هؤلاء الخبراء تصب في نفس الاتجاه , أي تسهيل التعامل مع هذه اللغة.
لقد كنت اقرأ خلال أوائل السبعينيات مع زملاء لي من سوس أدب سوس / شعرا وقصة ومقالة / وهو مكتوب بالحرف الفرنسي وعلى بعض هذه الحروف علامات مميزة – عند الترقيق أوالتفخيم أو عند حرف الغين أو في مخارج أخرى تتفرد بها السوسية . وكنت أتلقى فقط بعض التصويبات في النطق وتفسير المعاني . فيما استطيع القراءة .
أخشى أن تكون الأمازيغية خلفية سياسية لا إمتاعا ثقافيا / والثقافة كما تعلم الأستاذ الكريم / لها عشرات المفاهيم أدناها تقويم الاعوجاج وأعلاها الحضارة .
يا سيدي امازيغي من الشرق. احيطك علمأ ان كل ما تقول علي تفناغ
فهوا حقد ,وكراهية للأمازيغية التي هية ام هويتك . ان امازيغن
انعم الله عليهم بالعقل الفطري وتركوا عقل المكتسب بالتقاليد الموروتة. انهم اختروا حرفهم بالطرقة الدموقراطية لأنهم يردون ان
يلبسوا لباسهم الخاص لأشرقيأ ولا غربيأ. كما فعل . اليبان,وليونان و لهند… وغيرهم. ياخي امزيغي ارجك ان لاتغفل بكثر .ان الأمازيغية وتفيناغها ليست لهد الجيل وانما هي للأجيال الأتية . انها بدأت كما بدأت العربية في اوالها وكدلك الفرنسية.
تنــمـرت
إلى AMAZIGHE
هل شققت عن صدري ووجدت فيه حقدا .
هل قرأت بتمعن تلك الكلمات القليلة التي قلتها ؟
هل يوجد مثقف يحقد على لغة يحب أن يتعلمها بيسر؟
لقد قلت إني أخشى الخلفية السياسية وها أنت الآن تحقق نبوءتي . .
فأنت حاقد حتى على الامازيغيين من مثلك . ولعل حقدك على العرب سيكون اكبر واخطر. .
انتبه إلى ما تقول وقل بأناة وعقل ومهد للغتك الانتشار وحببها للناس .
أما وأنت تجرم الناس وتشق صدورهم فأنت على الامازيغية وبال كبير .
وفوق هذا ، ومن غريب الأمور ، انك انت تحيطني علما بما في نفسي .
اخي امازيغي من اشرق ان كان ما قولته غير صحيح ولمادا تريد ان تنفي تفيناغ التي هي جوزأ من الأمازيغية وتستبدلها بحروف التينية
التي ليس لها بعظ لحروف الصوتية. مثلأ كيف نكتبوا بالتينية حروف
ق. ع .غ. ح. خ . وبالعربية كيف نكتبوا G وهو لا يجد في العربية . مثلأ مدينة فكيك اصلها اسم الأمازيغي .و تغير اسمها ويكتب فيجيج ولهدا ان الأمازغية تنطق بأي حرف كان . لا يجز التغير كلمتها. اما البقي اعتضر اليك في لخطاء. تنمرت