Home»National»مسيرات 20 فبراير هل من منصت؟ هل من متضامن؟ هل من متفهم؟ هل من مستجيب؟

مسيرات 20 فبراير هل من منصت؟ هل من متضامن؟ هل من متفهم؟ هل من مستجيب؟

0
Shares
PinterestGoogle+

«هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية … » مقولة شهيرة رددها مناضل تونسي, فرح وبكى وتنهد واستراح عقب الإعلان عن ميلاد عهد جديد.. إنه ثورة الياسمين.. تلتها عبارة أخرى ملأت أحد شوارع تونس ووصل صداها إلى كل بقاع العالم وبأعلى صوت, هي لأحد المحامين تحت سماء الحرية من بعد 32 سنة من العنف والقمع والتسلط و »الحكَرة »:«بنعلي هرب بنعلي هرب ».

نحن بدورنا كأجيال الخمسينات والستينات والسبعينات قد هرمنا من أجل رؤية شباب مغربي قرأ جيدا ماضيه التاريخي المجيد وعاود البحث والدراسة في رسائل رواد المقاومة المسلحة ورواد الحركة الوطنية, وما طالبت به القوى الحية التقدمية وما قدمته من تضحيات من أجل طرد الاستعمار وصيانة الوحدة الترابية ومجابهة الفساد بكل أشكاله والقمع والتسلط بكل أساليبه, لبناء دولة الحق والقانون, أراد من خلالها أخد المشعل ومواصلة الطريق على إيقاع الشعار الخالد « يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح».. لم يكن في دهن الغافلين والفاسدين والجاثمين على صدور وأنفاس المواطنين أنه يمكن في يوم من الأيام أن تقوم قائمة لشباب هذا الوطن الكبير المتعدد الأصول والمشارب والثقافات, ليبهر الجميع بحركيته هذه وطريقته الخاصة في التفكير وتحديد الأهداف والبحث عن الأساليب والوسائل الحديثة, يضمن بها تحقيق مطالبه ومطالب مجتمع بأكمله, والمتمثلة في الكرامة والحرية والديمقراطية.. لتأتي حركة 20 فبراير وتعلن عن تاريخ ميلادها وهويتها بتنظيمها للعديد من المسيرات من بينها مسيرة 24 ابريل 2011 والخروج في تظاهرة فاتح ماي.. أوضحت من خلالها وعلانية عن وجودها وتواجدها بقوة وهي فئة اجتماعية ظلت ولعقود طي النسيان تجاهلتها كل الحكومات السابقة منها والحالية, بل و أقصتها نهائيا من برامجها ومخططاتها, ولم تكن ترى فيها سوى لغة أرقام أثناء الدخول المدرسي وفي تعداد نتائج  الامتحانات والمباريات والانتخابات وضحايا الكوارث الطبيعية وحوادث السير وقوارب الموت ونسبة الأمية والفقر, ومن خلال إحصاء السكان لتحديد نسبة الشباب.. وكانت الحكومات الموقرة كلما شعرت بان هذا الشباب بدأ يتحرك ويحتج ويرفض إلا ولجأت إلى در الرماد في العيون بتأثيث مشاهد للحوار وتنظيم الندوات وتأسيس مجالس الشباب والمستقبل وإعطاء وعود التشغيل تتناسى مع مرور الأيام لتعود حليمة إلى عادتها القديمة..

لكنه وبعد هذه المدة استيقظ الجميع على نغمة جديدة و حركية يقودها شباب أدهش الجميع.. حركة أعادت الأمل والطمأنينة ,وبالأخص للقوى الحية لمناضلات ومناضلين شاخوا وهرموا لكنهم عاشوا وعايشوا اللحظة التي من أجلها وجدوا وضحوا بالغالب والنفيس.. حركة فندت ادعاءات وأخبار القناتين الأولى والثانية لما ظلت تروجه عبر اللقاءات والندوات المفبركة عن عزوف الشباب عن السياسة وفض علاقتهم بها, بل والكفر بها.. حركة حملت في قلبها كل المعاناة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. حركة طال صبرها وانتظارها افقدنا شهية الحياة ومذاق العيش وتحولت أحلامنا إلى وجع وغضب وسخط وألم بالرغم من حصول نسبة مهمة من شبابها على أعلى الشهادات التعليمية والدبلومات المهنية .

إن ما ميز المسيرات وفي غالبيتها وباستثناء بعض الانفلاتات هنا وهناك أنها مرت في أجواء سلمية حضارية بكل ما تحمله الكلمة من معنى لكن شعاراتها وهتافاتها وصيحاتها أكدت كلها على حب الوطن وأدانت الفساد والمفسدين بالأسماء والعناوين والأفعال, وطالبت شأنها شأن كل القوى الحية المساندة لحركة 20 فبراير من أحزاب ونقابات مناضلة مكافحة التعجيل بتنزيل الإصلاحات التي أعلن عنها صاحب الجلالة يوم 9 مارس 2011 ..إصلاحات سياسية ودستورية تضمن إقرار دستور ديمقراطي وفصل للسلط وإيجاد قضاء مستقل ونزيه وإحقاق ديمقراطية حقيقية لبناء دولة الحق والقانون, يتساوى فيها الجميع عن طريق تنظيم انتخابات حرة ونزيهة وشفافة لا بيع فيها ولا شراء للأصوات والذمم ولا تدخل للدولة وأعوان السلطة ,ولا تزوير لإرادة المواطنين ولا تقلد للمهام بالمؤسسات المحلية والجهوية والبرلمانية عن طريق استعمال المال الحرام والتسيب والرشوة..
لحظة تاريخية حاسمة خرج فيها شباب المغرب من قاعة الانتظار حطم حاجز الخوف, رمى بكل المشاكل وصرخ عاليا في وجه من تسلطوا عليه واستبلدوه وهمشوه وجلدوه وقمعوه ليقول لهم وبصوت عال  » للديمقراطية مفهوم واحد مش اثنين « -حق وواجب- حرية وكرامة – عيش كريم…  مؤكدا حرصه الشديد ومن الآن على النضال ضد « الحكَرة » وضد التهميش وانه في السياسة الحقة وضد التخاصم معها والابتعاد عنها إذا تمت الاستجابة لمطالبه بإقرار إصلاحات سياسية ودستورية تقطع مع الماضي وثقافته وإسقاط رموز فساده…

فحدث مثل هذا يستحق الكثير من الإنصات والاهتمام والمتابعة اليومية والقراءة السياسية الحقة مع تحليل شعاراته التحليل الدقيق والعميق والوقوف عند المطالب الأساسية والمستعجلة التي تبتعد عن لغة التسويف و التماطل والتهاون وربح الوقت كما حدث في الماضي لما  أعلنت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل على لسان احد مناضليها الأفذاذ, وبجرأة لا مثيل لها في وقت لا مثيل له الأخ المحترم » نوبير الأموي » أن هناك فساد وان هناك سرقة للمال العام وان هناك تزوير و »حكرة » ورشوة ومحسوبية فالتاريخ  يعيد نفسه بحركية جديدة وطاقات شابة بإمكانها أن تصنع مغربا جديدا يتسع لكل أبناءه
فتحية المجد والعزة لحركة 20 فبراير

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. جمال الرابون
    12/05/2011 at 18:40

    شباب 20 فبراير ليسوا في حاجة إلى مواضيع إنشاء إنهم في حاجة إلى مواقف سياسة شجاعة من نقابيين يفتقدون ديمقراطية داخلية تجعلهم فهلا أهلا لما يحاولون التعبير عنه.من لم يستطع تغيير واقعه الضيق لا يستطيع أن يكون متنفسا في مراحل حرجة.

  2. ملاحظ
    12/05/2011 at 20:06

    ما أرخص النضال

  3. 20fevrier
    13/05/2011 at 17:39

    وصف محمد نوبير الأموي، الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الملك الراحل الحسن الثاني بأنه « عظيم » وتوقع أن يكون للملك محمد السادس مستقبل أعظم.

    وعبر الأموي عن إعجابه بخطاب الملك محمد السادس في 9 مارس 2011، واصفا إياه بـ »نقطة النظام »، مبديا، في الوقت ذاته، نوعا من الندم على عدم التقاط إشارة خطاب رسمي ألقاه الحسن الثاني، نهاية الثمانينيات، قال فيه: « شعبي العزيز إنني أسمع نداءاتك إني معك في السراء والضراء »، مؤكدا أنهم « لم يريدوا تكرار الخطأ ذاته مع خطاب 9 مارس، لذلك التقطنا الإشارة بسرعة »، واصفا الراحل الحسن الثاني بـ »الملك العظيم والعظيم والعظيم » والملك محمد السادس بـ »الملك العظيم الذي سيكون له مستقبل أعظم ».

    جاء ذلك في حوار خص به مجلة « المشهد » في عددها الأخير والموجود حاليا في الأكشاك.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *