Home»Régional»المواطن العربي وغلاء الأسعار

المواطن العربي وغلاء الأسعار

0
Shares
PinterestGoogle+

المواطن العربي وغلاء الأسعار **** سامي الأخرس مع نهاية التسعينات وبالتحديد من سياتل 1999 بدأت موجة جديدة من الصراع الاجتماعي بالظهور ، حيث ترسخت من سياتل 1999 مروراً بجنوا ، وبورتو اليغري 2005 ، وبين تلك المحطات خرجت الملايين إلي الشوارع بطريقة غير معهودة احتجاجاً على الفقر ، والحرب ، وغلاء الأسعار ، والعسكرة ، وتدمير البيئة ، والتهميش .. إلخ . حيث بدأ الصراع يعبر عن نفسه في التيارات التي التقت حول مناهضة العولمة ، وبدأ الوعي الناشئ يبحث بسرعة عن أدواته الخاصة ، وبدأت ملامح تشكيل المنتديات الاجتماعية العالمية والإقليمية ضد العولمة ، ولم يأخذ الصراع الطابع العالمي في أي وقت سابق كما بدأ يتخذ هذا الطابع اليوم ، وتعتبر هذه الميزة الأهم والأبرز منذ انهيار التجربة السوفيتية ، حيث بدأ الصراع يأخذ الشكل المطلبي الكلي ، ولم يعد مجزأ ومعزولاً بطبقاِت معينة . بدأ هذا الصراع الوليد يشكل بؤراً مشتعلة لمقاومة العولمة بأشكالها وأطيافها وسياساتها ، وما أفرزته احتجاجات الشعوب واستنهاض قدراتها على التعبير عن رفضها لمظاهر بدأت تأتي ثمارها دليلاً قاطعاً بأن أدوات الصراع اختلفت ، وأن الشعوب بدأت ترتكز لمقوماتها في التعبير عن معضلاتها واحتياجاتها بآن واحد . ومن أهم ما يمكن أن يتحدث عن ذلك التمرد الشعبي والجماهيري ، وحالات الرفض التي عبرت عنها الشعوب في العالم وأهمها حالة الحراك في الوطن العربي التي تجسدت وتمثلت في المظاهرات الشعبية العفوية التي شهدتها اليمن ضد غلاء الأسعار ، وحالات البطالة والفقر في المغرب ، والعديد من البلدان العربية ، وهي مؤشرات تدل على أن هناك توجهاً شعبياً عالمياً لمواجهة كل تجليات العولمة في العصر الحديث ، ومواجهتها بإرادة شعبية . صحيح أن هذا الحراك لا زال في بداياته ، ويفتقد للتنظيم والصبغة الرسمية المبرمجة ، ولكنها بدأت تشكل نواة للتحرك ، وولادة طبيعية لما تعانيه الشعوب من معاناة طالت لقمة العيش ، وأضحت تعرضهم للموت . هذا كله يقودنا للعديد من التساؤلات ، والتي تتجلي في حصر حقيقة أصبحت جلية ألا وهي غلاء الأسعار " الوحش الجديد " الذي كشر عن أنيابه لافتراس الفقراء ، وكذلك الطبقات الوسطى أيضاً ، ففي الماضي كان الفقراء هم الطبقة الأكثر تذمراً وتمرداً من غلاء الأسعار ، بما إنهم لم يمتلكوا ما يمكن من خلاله مسايرة تعقيدات وصعوبات الحياة ، أما اليوم وفي ظل هذا الغلاء الفاحش ، والارتفاع اليومي للأسعار ، وتحول جميع السلع بما فيها السلع الترفيهية لسلع مدفوعة الثمن ، وخصخصة كافة الخدمات ، والتنافس بين الشركات العملاقة لاحتكار السلع بكافة أنواعها ، وتحولها لصراع اجتماعي – اقتصادي ضحيتها المواطن العادي . أمام هذه الحالة أصبح المواطنون بفئاتهم أمام مصير مشترك وهو مواجهة طوفان العولمة الذي بدأ يغزو كل حياتنا ، ويقاسمنا في كل شيء مقتحماً ومحتلاً بآن واحد ، فلم تعد العسكرة هي السلاح الأوحد لإخضاع الشعوب وحلقة الصراع ، وإنما أصبح الاقتصاد والثقافة والأدب وكل مجالات الحياة في خضم هذا الصراع العالمي الجديد الذي جاء على أنقاض الصراع الشيوعي – الرأسمالي . يعيش الوطن العربي تحت تأثيرات هذا الصراع وبدأت ملامحه تتبلور من خلال العديد من المظاهر ، أهمها احتكار اقتصادي شمولي لكل المقدرات الاقتصادية ، فالاحتكار لم يعد يقتصر على جوانب معينة ، بل طالت يداه كل احتياجات البشر من سلع غذائية ، وترفيهية ، وثقافية ، وتحكّم بحياة الإنسان بشكل عام . وتحولت الثروات الطبيعية التي يتمتع بها المواطن العربي لمطرقة تهوي على رأسه ، وسيفاً مسلطاً على رقاب أهله وشعوبه ، فوطننا العربي الذي يتمتع بمزايا وثروات طائلة وهبها الله له من موقع جغرافي متميز مترابط رغم إنه يقع في قارتين ،ويربط هذا الموقع بين قارات العالم وبمنافذه البحرية والبرية والجوية ، وتنوع مناخه الذي يوفر له خصوصية إنتاجية متنوعة على مدار العام ، وتفجر الثروات البحرية والمائية بخيراتها ، وأخيراً ثورة اكتشاف البترول التي استبشر بها المواطن العربي خيراً ، وأمنى النفس بأن هذه الثروة ، والثورة ستنقله نقله نوعية ، وستنحو به نحو قفزة اقتصادية ثقافية ، وسياسية تضاهي بالتوازي القفزة التي سيحدثها اقتصادياً. فالأمم تسعى لأن يكون تطورها متوازٍ سياسياً ، واقتصادياً ، وثقافياً حتى تتمكن من بناء حضارة ومستقبل تقتحم من خلاله أبواب التاريخ ، وتحتل مكانة بين الشعوب المتقدمة والمتطورة ، وتساير عصر التكنولوجيا والتقدم ، وترسم معالم نهضتها وتخط طريقها بين الأمم المتطورة علمياً واقتصادياً . ويبدو أن ثروات الوطن العربي قد خضعت واستسلمت لرحى العولمة ، حيث كان الانعكاس الفعلي لهذه الثروات ، احتكار كامل وتحويل المجتمعات العربية لمجتمعات استهلاكية ، وهي الثقافة التي تستند إليها العولمة كسلاح موازٍ للعسكرة ، وهو ما نجحت به عملياً ونظرياً واستطاعت أن تستغل ثروات الوطن العربي ، وتستخدمها لغزو عقل وثقافة المواطن العربي بفكرها وأسلحتها ، وتجسيد ثقافة الاستهلاك . وعودة على بدء ، يشهد الوطن العربي بكافة أقطاره ارتفاعاً في المستوى الاقتصادي العام من حيث المدخولات وخاصة البلدان المنتجة للنفط ، نتاج الارتفاع في أسعار النفط العامة نتاج التنافس العالمي ومحاولات الشركات العملاقة احتواء الدول المصدرة للنفط ، ورغم هذا الارتفاع النسبي في أسعار النفط ، وارتفاع المستوى الاقتصادي العام ، فإن الباحث في الموازنات العربية ال

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *