أكاديمية الجهة الشرقية…أين المواكبة…بل أين الاصلاح والتحديث؟
يشهد العالم ثورة معلوماتية وتحولات كبرى في جميع المناشط تختزلها مسيرة البحث من النقش على الحجر إلى الحفر با لليزر.ومن طفرة اكتشاف الكتابة إلى طفرة العثور على الورق ومن تقنية الطباعة إلى تقنية التخزين بالحاسوب ومن التسيير اللاعقلاني إلى التدبير التشاركي الفعلي … وانعكس أثر هذه الفجوة بين المجتمع البشري وسرعة الاكتشافات وكثافة تدفق الثقافة الرقمية وانسيابها على تبني الدول والحكومات لمقاربا ت جديدة في تدبير الشأن التعليمي والتربوي خاصة بعد النقلة النوعية التي تعرفها حقول المعرفة كالابستيمولوجيا وعلم القيادة والتحكم وعلوم الإعلام و علم التواصل والسوسيولوجية التفاعلية وبيداغوجيا التعاقد وبيداغوجيا الإدماج… في ظل تدفق المعرفة بأطيافها الحية والميتة الممهننة والتكوينية وسرعة انتشار المعرفة المعلومية التي ساهمت في بناء مجتمع المعرفة. لذا أصبح من الضروري انخراط أكاديميتنا في هذا المسلسل التحديثي لمواكبة التحولات الكبرى للتحكم في الكفاءة الداخلية والخارجية للنظام التعليمي من خلال ضبط المدخلات والتمكن من العمليات وتجويد المخرجات في أفق تطوير الأداءات العامة من خلال رفع معدلات الإدماج في سوق الشغل وتخفيض مدلات الهدر المالي والبشري والمكاني والزماني … وتحسين نسب التتويج بالدبلومات الجامعية والتأهيلية والحد من الأمية الوظيفية…على طريق الارتقاء برتبة المغرب في العلوم الدولية والتحكم اللغوي وحسن التدبير المرفقي و التدبيرالفصلي في اتجاه ضبط الخدمات والتحكم في التعلمات الأساسية من قبيل القراءة والكتابة والتعبير الشفوي والحساب وحل المشكلات بغية تحقيق التنمية الذهنية و التنمية الإدارية المفضية إلى التنمية القطاعية المرتهنة بحل معادلة الربط بين التعليم والبحث العلمي وبين الاقتصاد الحديث من جهة وبين الاقتصاد الرقمي و التعليم الجيد من جهة ثانية.
من هنا على صناع القرار في الوزارة الوصية: الانتقال الحقيقي من منظور الفلسفة المثالية التي تضع الثقة العمياء في العقل وتؤمن بفعالية الحقيقة المطلقة ووحدة مركز القرار والشخصية المحورية إلى الفلسفة التجريبية التي ترد الاعتبار للتجربة والواقع وتساهم في الانتقال الحقيقي من النظام المركزي التركيزي، إلى النظام اللامركزي اللاتركيزي، على مستوى إدارة الشأن العمومي في اتجاه الانتقال من بنية التسيير العقلاني ،إلى بنية التدبير التشاركي الإنمائي على الصعيد الجهوي والإقليمي والمؤسسي على قاعدة التخطيط الاستراتيجي وإطار التصرف والإطار المنطقي ونظرية الأدوار وفرق العمل والتفويض والتفاوض وعلى طريق بلورة البرنامج الوطني الاستعجالي خلال الثلاثية الراهنة 2009 -2012 وتعميل خطط القرب و ترسيخ ثقافة التعاقد وتفعيل المقاربة بالمشروع في مسعى يروم اختراق المرافق التعليمية العمومية ونقل الإصلاح الحقيقي والتجديد التربوي إلى قلبها ، وعلى طريق تحقيق التوازنات ،بين التكوين والتشغيل،بين التأهيل النظري، وتمهين المعرفة. إن الأكاديمية باعتبارها وحدة كبرى في نسيج المنظومة التربوية، لابد لها من الانخراط بقناعة في مسلسل تحديث أنظمة العمل والتقويم والإنتاج ومواكبة تجارب عربية وثالثية رائدة كالتجربة الأردنية والتونسية والكورية والسنغافورية…، وإدماج مختلف مكوناتها، وأقسامها، ومصالحها في عملية التحول، لتأمين مرحلة الانتقال من نظام تسييري تركيزي إلى نظام تدبيري لاتركيزي مرتكز على القرب والاستقلالية وتحرير المبادرة و تحفيز الانفتاح وتهييئ شروط نجاح نماذج العمل والتدبير ، لربح الرهانات الكبرى كالرفع من معدلات الإدماج والقضاء على الهدر النوعي والكمي ورد الاعتبار للشواهد العلمية وتيسير النقل الديداكتيكي للمعرفة العالمة إلى معرفة متعلمة وإدماج التقويم في سيرورة التعلم والدعم في سيرورة التقويم، وتثبيت نهج التدبير الحقيقي بالمؤشر والتدبير بالمشروع…
وبمناسبة حرماني من حق المقابلة للتباري النزيه حول الالتحاق بالمركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي لأسباب مجهولة لايعرفها إلا الله والمشرفون على أكاديمية الجهة الشرقية أتقدم لقراء وجدة سيتي الأعزاء من خلال عدة مقالات بهذا المقترح التحديثي لهذا المركز الاشعاعي الذي تم قبره لسنوات بسبب تسيير لاعقلاني يرتكز على العلاقات والتزكيات والمحسوبية وعلى تعيينات متحايلة على الدستور وعلى مبدأ المواطنة من منظور العدالة والكرامة والحرية مماحوله إلى امتداد سيئ لمكتبة عمومية فقدت بريقها الاشعاعي ونضارة ارتياد عزيز لرواد في مناسبات أحالها إلى ما يشبه الخزانات التي كان يتجمع فيها الطلبة للاعداد للامتحانات و كانت متواجدة بمدننا وتشرف عليها البلديات أو المجالس المنتخبة.
لقد أصبح من اللازم اللازب أن ينخرط المركز الجهوي في المدى القصير في مسلسل التجديد ليكون عنصرا عضويا في بنية الانتقال، وآلية مختصة في بنية تفعيل التحديث على خط الإحراز المتدرج للمركز الاشعاعي الجهوي بواسطة الأنشطة المغلة ذات الصدى والمواكبة للمستجدات والملبية للحاجيات و بواسطة مركز متحرك عن طريق موقع إلكتروني وظيفي وشبكة إتصال إدارية وورقية و رقمية متطورة من خلال ربط الأكاديمية، بالنيابات الواقعة تحت دائرة نفوذها، ووصلها بباقي المؤسسات التعليمية على اختلاف أسلاكها، وعن طريق تأسيس الفروع والخلايا وشبكة الربط بواسطة المواقع الالكترونية، للنهوض بالتدبير الاداري والتربوي والمالي والمادي والارتقاء بالبحث العلمي ،والإبداع المدرسي والتنشيط التربوي والثقافي،بما يخدم مشروع التعليم المتحرك الذي ينقل المعرفة إلى المجتمع والمجتمع إلى المعرفة ويمكن من تحقيق مدرسة الذكاء و مؤسسة الإدماج التي تسعى إلى خلق وضعيات المعرفة الممهننة وحل المشكلات المفتوحة وإنشاء وضعيات إنتاج خطط العمل وتقنيات تدبير الأوراش ونبذ السلوكات الحشدية وتوطين خريطة القيم وتعزيز التفوق والتربية على الاختيارات والتحفيز على الرغبات…
إن ارتقاء منظومة التربية والتكوين رهين بالتحكم في الثقافة الحديثة وتحويلها إلى علم مؤجرأ لأن بناء منظومة قوية للتربية والتكوين يعني بناء مجتمع المعرفة والاقتصاد الرقمي…
من هنا فالتدقيق في انتقاء مدخلات المركز والتحكم في تدبير مختلف العمليات التوثيقية والتنشيطية والتثقيفية…هو السبيل الوحيد لتجويد مخرجاته والإقدار على الاندماج والتدفق والانتشار والانسياب بسلاسة.
إن المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي الذي نقترح تصورنا حوله هو مصلحة متجددة ومواكبة للمستجدات تعنى بالشأن التعليمي أولا وبالتواصل الاداري و التدبير التربوي و المالي للمشاريع الثقافية والتربوية تابعة لقسم الشؤون التربوية تتكون من فضاءات متعددة كفضاء الإعلام الآلي الذي ينشط الموقع الجهوي وفضاء التوثيق المرتكز على مقاربات حديثة في تحليل البيانات وفهرستها وتخزينها بوسائل الكترونية ميكروفورمية وضوئية وورقية لتهييئها كمصادر للبحث ميسرة وفضاء التنشيط البيداغوجي والثقافي المعتمد على أحدث التقنيات والوسائطيات لتنفيذ المشاريع الحركية والمرئية والسمعية والمكتوبة كالمختبر اللغوي والمختبر البحث العلمي وفضاء السينما التربوية وفضاء المسرح التربوي وفضاء القراءة الموجهة والقراءة المنتجة…وفضاء الإنتاج التربوي الالكتروني والورقي المواكب لانشغالات ومنتظرات الفاعلين و المساير لحركية التأليف والإصدار والتداول وفضاء التكوينات المحينة والداعمة للتكوينات عن بعد و التكوينات عن قرب وفضاء الترجمة والبحث والتجريب والتحكم في البيداغوجيات الجديدة في أفق تأهيل المصالح التربوية في النيابات و مكتبات وفضاءات الانتاج التربوي بالمؤسسات التعليمية لتمسك بزمام برامج الأعمال ومشاريع الخطة الوطنية الاستعجالية وتنخرط بفعالية في المشروع الثامن ضمن الفضاء الأول الرامي إلى تطوير العدة البيداغوجية والملاءمة بين البحث والتجديد التربوي وتلبية حا جيات المنظومة التربوية على طريق بلورة استراتيجية شمولية للبحث التربوي وإحداث هيئة مهيكلة للبحث التربوي وخلية يقظة منفتحة في مجال التجديد التربوي وبناء استراتيجية فعالة تضخ دينامية جديدة في جسم المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي. يتبع
1 Comment
من المؤسف جدا أن لا تتوفر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين على موقع في المستوى يكون صلة وصل بين الأكاديمية وعموم الأساتذة والمفتشين بما يتضمنه من وثائق تربية ومذكرات وإنتاجات تربوية وجميع المستجدات من نتائج الحركة الإنتقالية إلخ
وأتساءل عن دور المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي وخلية الإعلاميات ؟
منذ سنوات زرت موقع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين حهة وجدة وكان الموقع فعلا مهزلة معلوماتية فهو لايرقى حتى إلى موقع شخصي لبعض تلاميذ الإعدادي
وأتتساءل عن الميزانية المرصودة للموقع؟ أما اليوم فالموقع يبدو لي غير متاح نهائيا
link to arefoujda.gov.ma