Home»Régional»مـحـكــمــة الـظــالــــم

مـحـكــمــة الـظــالــــم

0
Shares
PinterestGoogle+

أيام تترامي بين عيني..ولحظات تمر علي كمرور برق الشتاء المخيف..ألتفت من حولي فلم أجد الجديد..لا إشراق ولا ربيع..أينك يا شمسي وأين نور بريقك..؟..

داومني غروب فرحي..غياب ابتسامي..وليل أحزاني..فأين أنت يا أملي..؟..أين أبحث عنك حتى أجدك..دلني عن مكانك وسأكون عبدة لك..

يلعب معي حظي لعبة الاختباء دون أن يدري أنني مملت هذه اللعبة المتعبة..يختبئ بين طيات أيامي وينتظر قدومي إليه..دون دراية منه أن عمري يضيع مني في البحث عنه من غير نتيجة ومن غير استغلال أحلى أيام حياتي..يسعد طالما لم يصله قلبي..يظن أنني بدوري راضية على اختبائه..وبقي على حاله إلى أن اختفى عن الأنظار..ضاع ولم أجد له مخرجا ولا منفذا..ضاع وضاع معه أملي على لقائه..

صرخت بين جبال الكآبة والأسى فرد علي صدى أنيني ليعلمني بخبر وفاة حظي..خبر اختفائه للأبد..وخبر ضياعه من واقع الحياة.. لم يبقى منه سوى طيفه يتراقص بين دروب حنيني إليه..يتمايل بين أزقة شوقي واحتياجي له..

أحزان ومآسي تحوم حولي تحول كل أمل في عيني إلى نظرة منكسرة شعلتها منطفئة وعلمها مستسلم..تجعلني أنحني أمام قساوة زمن منساق من طرف أناس ألغوا قلوبهم وهجرتهم العاطفة.. أناس جلسوا على عرش الحكام وبيدهم مطرقة القاضي..

كنت أنا الضحية وكنت المتهمة..سجنوني بين قضبان نظرتهم لي وقيدوني بسلاسل قساوتهم..

شغر الناس مكان كل من القاضي..المستشارين..المدعي العام..الشهود وكل أعضاء المحكمة..لكنهم أبوا أن يشغروا مكاني وسط قفص الاتهام..ثم بدأت آخر جلسة لتنتهي عند بدايتها..

قال القاضي: لا مكان لك بيننا..فالحظ الذي نتوفر عليه لا يكفي لتشاركينا فيه..وقال المستشار: ما خاب من استشار..فقد استشارني القاضي وأيدت فكرته..أما المدعي العام فاكتفى بالصمت وهز رأسه والصمت علامة الرضا..وأما الشهود..فهتفوا قائلين: لا مكان لك في حياتنا ولا حظ لك ليدافع عنك ويجلب لك حظا آخر ينقذك من مصير محتوم..فلم المكابرة؟؟..

لم أقل أية كلمة وفي صمتي كل الكلام..لم أدافع عن نفسي لأن ما باليد حيلة..فلا دفاع ولاحظ ولا حتى أمل..وبهذا زاد ضعف موقفي..

فحكمت محكمة بني آدم على إنس مستاء حزين غير محظوظ من البشر..بالحرمان المؤبد مع الأشغال الفكرية القاسية وغرامة دموية قدرها عمره..مـع إلـغــــاء الاسـتـئـنـــــاف……

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *