الخطاب التربوي : المعرفة و أهمية العمل في الحياة المعاصرة؟
يعتقد كثير من مهندسي مجال التربية والتكوين ان هدف الانسان الرئيسي في الوجود هو ان يعمل ويشتغل لكي يوفر لنفسه ظروف العيش الكريم لاان يعرف ويتعلم فقط واستحضر هنا قولة ماثورة في هذا الصدد للفيلسوف الكبير بن المقفع (تدرك الدنيا بالعلم كما تدرك بالجهل ),ان الانسان بطبعه مخلوق ديناميكي حيوي ووجوده لن يتحقق الا عن طريق الحركة والنشاط والحيوية ,كما ان الحركة هي جوهر الحياة ومحركها الوحيد لان الجمود والركود والركون هو عدو كل تقدم وتحرك الى الامام ’بعنى ادق الموت البطيء وهذا لايعني نسيان جانب مهم وهي اخد اقساط من الراحة والخلود للسكينة لكن بعد عمل قد يكون مضن وشاق ,لان الشعور بالسعادة بطبيعة الحال ياتي بعد جد ومشقة او عمل مسترسل ,شريطة ان يكون ذلك غير مؤثر على الصحة الجسدية او العقلية ,ان المعرفة تجد تبريرها في العمل كما ان المعرفة التي لا تؤثر على صاحبها ولاتوجه سلوكه لا قيمة لها وان الشعور الذي يفقد صاحبه التطبيق والتوجيه لامعنى له بل قد يؤدي في غالب الاحيان الى الصراع والاضطراب ,,ان التعليم لاتتحدد قيمته في الجانب المعرفي والمهاري فحسب بل يتجاوز ذلك الى قيمة القدرات والمعارف التطبيقية المناسبة وذلك عن طريق بذل المزيد من الجهد والمثابرة وتحبيب الارادة على العمل والجد حتى تكون االمهارات والمواهب جديرة بالاعتبار ما دامت الاستفادة مضمونة والنتائج قائمة وهنا يمكن تحقيق ما يسمى بالتربية على العمل بل والتفاني فيه وهنا مربض الفرس والمعاناة التي تعاني منها جل الشعوب المتخلفة او حتى السائرة في طريق النمو ,,ان الربط بين الفكر والعمل جانبان رئيسيان في العادات والخبرات الانسانية ’كما ان العمل جانب مهم بل استرتيجي في حياة الافراد والامم والشعوب لانه الوحيد الذي يضفي عليها القيمة والمعنى كما انه اساس نشاة الحضارات الانسانية عبر الازمان والاحقاب ,,,
Aucun commentaire