Home»National»هل الاعتصام أمام مقر الوزارة تسيب يا أستاذي محمد؟

هل الاعتصام أمام مقر الوزارة تسيب يا أستاذي محمد؟

0
Shares
PinterestGoogle+

« التسيب الذي تعرفه بعض المؤسسات التربوية بنيابة جرادة مرده تعطيل دور هيئات التفتيش »  هذا عنوان مقال نشر للأستاذ محمد شركي في « وجدة ستي »، ومن يقرأ هذا العنوان يستشعر ذعرا من هذا « التسيب » الذي عرفته مؤسسات تربوية بنيابة جرداة، وكنت أظن أن أمر التسيب هذا سببه انعدام الأمن في المؤسسات أو دخول غرباء  إليها أو بيع ممنوعات داخل المؤسسة أو دخول المتعلمين سكارى أو « مهلوسين »…لكن لا هذا ولا ذاك ولا ذلك وقع، فحمدا لله على سلامة تلك المؤسسات من ذلك « التسيب » .
قال الأستاذ محمد شركي: « لم تعد حالات التسيب التي تعرفها بعض المؤسسات التربوية بنيابة جرادة خافية على أحد حتى أن الأمر بلغ حد حرمان المتعلمين من الدراسة لعدة أيام بسبب غياب المدرسين إما لأسباب صحية ، أو بسبب اعتصامات أمام مقر الوزارة الوصية . وبسبب حالات التسيب هذه لم تكلف بعض الإدارات التربوية نفسها مشقة الإخبار بتعثر الدراسة وحرمان المتعلمين من الدروس ،و بعضهم مقبلون على امتحانات إشهادية . يحدث هذا في موسم مذكرة تأمين الزمن المدرسي وزمن التعلم والسبورات الشفافة وما إلى ذلك من وجع الرأس الذي لا أثر له في الواقع المعيش. ومعلوم أن الذي خلق هذا التسيب هو تعطيل دور هيئات التفتيش وتحويله إلى دور صوري من طرف الجهات المسؤولة . ومن المعلوم أن الوثيقة الإطار لتنظيم التفتيش ومذكراتها من 113 إلى 118 نصت على ما يسمى مجموعات عمل المنطقة التربوية ، وهي مجموعات تتكون من مختلف تخصصات التفتيش المكلفة بتشخيص دقيق لوضعيات المناطق التربوية وحاجات المؤسسات التعليمية المرصودة خلال العمل التخصصي لأعضاء مجموعات العمل في المناطق التربوية « .

واعلم أن الاعتصام أمام وزارة التربية الوطنية أمر مشروع، والإضراب حق مشروع يضمنه الدستور المغربي ( انظر الفصل الرابع عشر من الدستور المغربي).

إن التسيب الذي يقصد الأستاذ محمد شركي هو غياب الأساتذة إما   » لأسباب صحية ، أو بسبب اعتصامات أمام مقر الوزارة الوصية »  (هذا كلام الأستاذ محمد شركي). الحق أن هذا الكلام خطير ، والأخطر من ذلك أنه صادر من مفتش تربوي، عرف بنضاله المستميت من أجل الدفاع عن حقوق المفتشين المادية، والمعنوية، وها نحن نسمعه الآن يتهم اتهاما قاسيا مدرسين تغيبوا لأسباب صحية أو بسبب اعتصامات بأنهم يخلقون « التسيب » في مؤسسات تعليمية، وفي نفسه شوق حار لضبط هذا التسيب و قطع دابر « المتسيبين » من الأساتذة المرضى أو المعتصمين بباب الرواح بالرباط، فلو كان وزيرا لفصل هؤلاء في رمشة عين ليقضي على هذا التسيب، لكن للأسف فإنه عاجز على فعل أي شيء، لأن الجهات المسؤولة حسب قوله عطلت دور هيئات التفتيش، قال الأستاذ محمد  « ومعلوم أن الذي خلق هذا التسيب هو تعطيل دور هيئات التفتيش وتحويله إلى دور صوري من طرف الجهات المسؤولة « . ولعله يقصد في هذا القول الأخير، وفي سياق هذا التسيب، الدور الزجري للمفتش. وهو دور تقليدي يذكر بسنوات الرصاص…
اعلم أستاذي الكريم أن التغيب لأسباب صحية تغيب مشروع ومبرر وليس تسيبا، واعلم أنك آذيت رجال التعليم بهذا القول، أما إذا كنت تحمل في نفسك تصورا جديدا لتغيبات المدرسين لأسباب صحية ولديك مشروع جهنمي للقضاء على مثل هذا التسيب فأسأل الله أن يقينا شر هذا التصور، واعلم أن الاعتصام أمام وزارة التربية الوطنية أمر مشروع، والإضراب حق مشروع يضمنه الدستور المغربي ( انظر الفصل الرابع عشر من الدستور المغربي).
واعلم أن الاعتصام أمام الوزارة جهاد في سبيل الكرامة والعدل، واعلم كذلك أن الرجال الحقيقيون هم الذين يقدرون على الاعتصام أمام وزراة التربية الوطنية، لأن الاعتصام ليس كلمة هوائية خاوية، بل هي التزام وجهاد للنفس التي تكره السفر من وجدة إلى  الرباط، وما يعقب ذلك من تعب ومشقة السفر والمبيت بالرباط، وما يكلف ذلك من خسائر مادية وصحية للمعتصمين، فالاعتصام أيها الأخ جهاد وهو يعادل العمل في المؤسسة التعليمية بل يفوقه، فلو أنصفت الوزارة أساتذة 03 غشت 2009، الذين مازالوا يعملون بالمجان، لمدة سنة ونصف، والذين لم تسو وضعيتهم الإدارية، لما اقترض هؤلاء من آبائهم أو إخوانهم أو أجدادهم وأخواتهم أو أعمامهم…للسفر إلى الرباط ثم الاعتصام هناك، والصياح والعويل تحت ضربات الشمس أو تحت المطر.

لو أنصفتني الوزارة ومن معي من الأساتذة الحاملين لشهادات عليا 2008 و2009، لما تحملت عناء السفر والتوتر النفسي الذي يخلفه هذا السفر وذاك المبيت وذلك الاعتصام، فقد انتظرنا الوزارة أكثر من سنة ونصف أن تغير إطارنا وترقينا كما رقت من هم مثلنا من حملة الشهادات العليا،

لو أنصفتني الوزارة ومن معي من الأساتذة الحاملين لشهادات عليا 2008 و2009، لما تحملت عناء السفر والتوتر النفسي الذي يخلفه هذا السفر وذاك المبيت وذلك الاعتصام، فقد انتظرنا الوزارة أكثر من سنة ونصف أن تغير إطارنا وترقينا كما رقت من هم مثلنا من حملة الشهادات العليا، وكما تعاملت مع المعطلين حملة الشهادات العليا لكن لا حياة لمن تنادي. ولو سوت الوزارة ملف الناجحين في مباراة 26 غشت 2010 من حملة الشهادات العليا، لما أضربوا عن العمل خمسة أيام واعتصموا ثلاثة أيام  من شهر مارس أمام الوزارة… ولو …ولو…
هذا الكلام الذي يتهم أساتذة مرضى ومعتصمين بالتسيب، يعتبر تشهيرا وتكريسا للفكر الذي يريد البعض ترسيخه عند الناس، وهو أن سبب مشاكل التعليم هو المدرس ولا شيء غير المدرس، مع أنه لولا إخلاص المدرس لكانت المصيبة أدهى وأمر، ذلك أن المدرس يتجاهل كل المشاكل كي يقدم ما يستطيع لفائدة المتعلمين.
اعلم أن كلامك أقسى من تعامل الوزارة نفسها وتسويفها، فهي على الأقل تحترم حق الإضراب وتعترف بمطالب هؤلاء.

واعلم أنك آذيتني شخصيا لأني ممن كان معتصما بالرباط، أكثر من أسبوع،  وقد نشرت مقالا أوضح فيه دواعي الإضراب.( عنوان المقال: « يا وزير بالي بالي، اعطيني اوراقي نمشي فحالي »). لذلك فرغم ما قد يبدو لك من أن لهجتي كانت شديدة فإني أرى ذلك دفاعا عن النفس

 

أما إذا كنت تسعى إلى تحقيق مطالبك الشخصية ومطالب فئتك على حساب هذه الفئة المتضررة فهذا خلل واضح ينبغي تصحيحه،  أيها الناس اتركوا رجال التعليم يؤدون أدوارهم، وشجعوهم بالتي هي أحسن، فلا شيء أصبح محفزا على العمل في ظل تكالب نوائب الدهر والبشر على رجال التعليم ونسائه. فماذا تنتظر من هؤلاء حينما يصفهم مفتش تربوي بهذا الوصف؟ وما يريد هذا من هؤلاء؟ أتريد ألا يمرضوا؟ أو أن يحضروا أقسامهم مرضى؟ أ تريد من اغتصب حقه في الترقية، ومن يعمل سنة ونصف دون مقابل أن يخضع لهذا الوضع حتى لا تقول عنهم إنهم أهل « تسيب » ؟
واعلم أنك آذيتني شخصيا لأني ممن كان معتصما بالرباط، أكثر من أسبوع،  وقد نشرت مقالا أوضح فيه دواعي الإضراب.( عنوان المقال: « يا وزير بالي بالي، اعطيني اوراقي نمشي فحالي »). لذلك فرغم ما قد يبدو لك من أن لهجتي كانت شديدة فإني أرى ذلك دفاعا عن النفس ، وأرى أنه من النفاق والجبن أن أرد عليك بتعليق قصير أسفل مقالك تحت اسم مستعار. لذا اِعْتَبر هذا الكلام مظلمة ، وهو في الآن نفسه نصيحة بأن تحترم مشاعر المرضى والمتضررين من تماطل وظلم الوزارة.  وإن كانت زلة قلم أو طفو لاشعور عن شعور فالله سيسامحك.
وفي الأخير اعلم أني لا أكن للمفتشين جميعهم الذين زاروني منذ تخرجي إلا الاحترام والتقدير، ولم أجد منهم إلا النصح والتوجيه والتشجيع، ولمثل هذا فليعمل المفتشون.

احميدة العوني.  salamtam@live.fr

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *