Home»Régional»على هامش المهرجان الوطني الأول للشعر بالرباط

على هامش المهرجان الوطني الأول للشعر بالرباط

0
Shares
PinterestGoogle+

نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا زمور زعير بتعاون مع جمعية الفضاء المدرسي والجمعية المغربية لتربية الشبيبة فرع سلا المهرجان الوطني الأول للشعر تحت شعار ( المدرسة والأسرة دعامة الإبداع وإنماء لروح المواطنة من أجل مدرسة مواطنة ) حسب الملصق المعد لهذه المناسبة ، وذلك بتاريخ 20و21 مارس 2007 بمركز الهرهورة افتتاحا، والمركب الثقافي أكدال تتويجا.
تلقت اللجنة المنظمة سيلا من الإنتاجات الشعرية بالإضافة إلى الزجل، من مختلف الأكاديميات ، باللغة العربية والفرنسية والأمازيغية، وأحيلت الإبداعات المختلفة، على لجنة مختصة ذات أسماء وازنة في الساحة الأدبية المغربية ، أصدرت لائحة بأسماء المتوجين تلامذة وأطرا إدارية، وتربوية لحضور حفل تتويج المهرجان الوطني الأول للشعر. ونظرا للإحتفاء بالشعر والشعراء في اليوم العالمي للشعر من قبل الأكاديمية المعنية لايسعنا إلا أن نثمن هذه المبادرة التي ستزهر سنابل ملآى بحول الله في المستقبل مبادرة تكريم هواة الكلمة صغارا وكبارا على اختلاف مللهم ونحلهم في فن القول ومذاهبه. ونتمنى بكل صدق وإخلاص النجاح لمثل هذه الملتقيات والمهرجانات الشعرية وتجدر الإشارة إلى أن عيون النقاد والمهتمين بقضايا الإبداع ، تتابع عن كثب ما يدور في فلك القريض على الساحة الوطنية ، وداخل مدارسنا بالدرجة الأولى ،خصوصا وأن كل جهات المغرب تزخر بطاقات شابة نذرت نفسها لخدمة لهذا الفن الذي كان ولايزال ديوان العرب .
ولجتُ للمرة الأولى أكاديمية التربية والتكوين جهة الرباط سلا زمور زعير فقلت في نفسي ماعلاقة هذه الأكاديمية بفن الشعر؟ ولكن بعد زيارتي لمصلحة التوثيق والإنتاج التربوي اعتقدت أنه فضاء مخصص لعرض لوحات الفنون التشكيلية بما يزخر به من كنوز هذا الفن ، لوحات تشدك إليها وتنسيك هموم الإدارة ومشاكلها ، بصوفيتها الممزوجة بالالوان القزحية ، بعضها مدعم من طرف مؤسسات دولية والبعض الآخر موقع بريشة الفنان المغربي الموهوب التابع لأحدى نيابات الجهة أو الأكاديمية نفسها. كما أثار إعجابي لوحة موضوعها محاربة التدخين من توقيع إعدادية 11يناير بتمارة ، وعلى مساحة أربعة أمتار مربعة تطلع جدارية طلوع البدر في كبد السماء ،وتسحرك بجمالها الأخاذ وألوانها وأشكالها التي يعجز اللسان عن وصفها داخل فضاء لايمت للإدارة بصلة ،بل إلى أكاديمية الفنون، حينئذ أدركت أنني أمام أكاديمية تحترم الفن وتقدره، إذ يفوق عددلوحاتها 2000 لوحة تغطي مواضيع مختلفة . وأتمنى أن تنفتح الأكاديمية المعنية على الجهات الأخرى وتصدر بعض كنوزها إلى تلامذتنا في مختلف الجهات حتى يتمتعوا ، ويدركوا أن الفن أساس الحياة.وأن في هذا الوطن متعلمون ينتجون في أوقات فراغهم ، وموظفون يهبون أوقاتهم بدون مقابل.
خطوة محلية في مجال تكريم الشعر والشعراء ، وأخرى جهوية، والثالثة على الصعيد الوطني ، تلك هي أهداف الأكاديمية المنظمة للمهرجان ، إن الحلم أصبح حقيقة بفضل الإصرار وبفضل خلية النحل وملكتها التي قال عنها أحمد شوقي:
مملكـــــة مدبـّـــره ْ** بإمـــرأه مؤمّــرهْ
تحـــمل في العمـــال والصـنّـاع عبء السيطـره
مُلْـكٌ بنـــاه أهلـُـــه** بهــمّـةٍ ومجْـــدَره

والاشتغال بدون توقف خارج حدود المكان والزمان رغم الإكراهات الداخلية والخارجية ، ورغم ما يشوب هذه البداية من زلل لاإرادي فإن هذا الصنيع تأسيس وولادة لمهرجان يخوض في هموم الشعروالشعراء ، ويفجر الطاقات ، ويشجع الفن ، ويكتشف المواهب القابعة في الكهوف المظلمة .وينفتح على التراب الوطني.
افتتح المهرجان يوم 20مارس بالهرهورة، حضرته فعاليات مختلفة ، استمعت في البداية إلى آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها أحد التلاميذ ثم انطلق الحفل ، بتقديم عروض مختلفة ، وقراءات شعرية، والاستماع إلى الموسيقى والأناشيد. وبعد العشاء، استمرت القراءات الشعرية في جو تسوده الجدية والإنصات إلى مايقوله الآخر . وكان أفضل شيء ربحه المشاركون نسج العلاقات الأخوية وتبادل وجهات النظر في العديد من القضايا والإستفادة من تجارب الغيرتـلك التجارب التي ستؤدي حتما إلى إعادة النظر في طبيعة الأشياء .
وفي صباح اليوم الموالي تم تأطير التلاميذ الشعراء من طرف لجنة شكلت لهذا الغرض ،ذات برنامج يتكون من نقطتين أساسيتين 1/ عراقيل الكتابة الشعرية
2/ كيقية إلقاء الشعر
وبعد الاستماع إلى الأراء المختلفة التي تصب في صلب الموضوع تدخلت لجنة الانتقاء وعرضت بعض المقاييس التي استندت إليها في انتقائها للنصوص ، وسردت بعض العيوب التي شابت انتاجات المتعلمين كما نوهت اللجنة بتلامذة الثانوية بتاونات الذين جمعوا أشعارهم في كتيب مشترك وهذا العمل خطوة أولى نحو طبع الديوان في المستقبل إن شاء وما كان عملهم ليرى النور لولا جمعية آباء التلاميذ وأولياءهم الذين أخذوا زمام المبادرة،كما أدلت اللجنة ببعض الملاحظات والتوصيات . وخرج الجميع وهم يدركون أن هذه الأوقات لم تذهب هدرا ، وفي المساء حضروا كذلك بالمركز الثقافي أكدال وتابعوا جميع فقرات الأنشطة، ونالوا التقدير والإعجاب وغادروا الرباط محملين بذكريات لاتنسى وأشكر كل من ساهم من قريب أوبعيد على إنجاح هذه التظاهرة الأدبية ، وأخص بالذكر الجمعية المغربية لتربية الشيبة فرع سلا ، وجمعية تنمية الفضاء المدرسي.
كما أشكر الأستاذ جمال حداوي أستاذ مادة التربية التشكيلية بثانوية موسى بن نصير بالخميسات،والدكتور عبدالله الطني من أكاديمية مكناس الرجل الطيب الشاعر صاحب( عندما ترحل عن قبيلتها القوافي) على جلساتهما الحميمية، وخفة دمهما،ولا تفوتني الفرصة أن أقدم أحر الشكر كذلك للأخ الدكتور أحمد زنيبرعلى إهدائي ديوانه الجديد الجميل(أطياف مائية ) ولا باس أن أقطف منه زهرة أقدمها للقراء الأعزاء يقول في إحدى قصائده (فيض السؤال)
لاتجزعوا..
ما العمر إلا فسحة
قد تنمحي
أو تندفن
إن لم يطلها المبتغى
قالوا له :
ماعادت الأشياء تغري بالمقام
ضاق المكان
يا شاعرا
يا حالما في كل آن
يامن يغني للهوى
بح اللسان وانكوى

كماأشير إلى أنه قبل مغادرتي الرباط اقتنيت من مكتبة محطة القطار كتيبا بعنوان :
( تفكهات تعليمية )لصاحبه عدادي المداني ، يتحدث فيه عن معاناة رجال التربية والإدارة معا ويهديهم عمله هذا يقول ( إلى اولئك الذين يقبعون في فيافيهم ، منافيهم البعيدة ، مطيتهم الحلم وزادهم الذاكرة…) وقد سبق للكاتب عدادي المداني أن أصدر كتابه الأول بعنوان ( من ذاكرة المنفى) خصصه للحديث عن رجال التربية وما يكابدونه من هموم في ظل الأوضاع الراهنة .
وخلاصة القول إن العمل التطوعي الذي قامت به الأكاديمية بتنسيق مع الجمعيتين المذكورتين، عمل يستحق التقدير والثناء ، هو خطوة أولى في فصول الربيع المقبلة ، وما أكثر الخطوات ، وقد يتعلم المرء النهوض من السقوط كما أن هذا العمل تشاركي مع النيابات التعليمية في جميع أقاليم المملكة ، ومؤسساتها التربوية … فهنيئا لكل التلاميذ الشعراء المتوجين وغير المتوجين ، وهننيئا لرجال التربية و الإدارة ولكل من له صلة من قريب أوبعيد للاحتفاء بعيد الشعر والشعراء أينما تواجد في ربوع الكون ، وصدق من قال :(ومن سار على الدرب وصل.)

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *