Home»Régional»التلميذ المنحرف ….كيف يمكن انقاده…

التلميذ المنحرف ….كيف يمكن انقاده…

0
Shares
PinterestGoogle+

يعاني التلميذ من ارهاقات شتى ,أسرة لا تعتبره ,ومدرسة لا تحترمه ومجتمع منحرف يحتضنه. بهذه المقدمة أبتدئ هذا المحور الذي يراود فكري هذه الأيام والتلاميذ . فعندما تسمع أو تقرا بأن التلميذ يقول لك إنني لا أريد ولا أحب الدراسة بل أذهب إليها صباح مساء إرضاء لوالداي لا حبا فيها. انه تلميذ محبط حاضر غائب ,جسمه في مكان وعقله في مكان آخر. ومن خلال بعض المقالات السابقة تناولت بعض الظواهر كالتسيب و الاتلافات التي أصبحت تشكل ظاهرة مخيفة , بل وشبحا مرهبا. ولعل أهم أسبابها ترجع إلى صنفين من التلاميذ وهم جميعا من طينة واحدة :
– تلاميذ منحرفون.
– وتلميذ متخلفون عن الدراسة.
إنهم أبناؤنا ونحن نتحمل نصيبا كبيرا مما هم فيه , ولا يجب أن نبقى متفرجين ساكتين غائبين , بل علينا حشد الهمم ومواجهة انحراف القيم بكل حزم ومسئولية وبكل شفافية " ورجولية".هذه النماذج من التلاميذ تكون في البداية يسيرة ثم تجمع الأنصار وتصبح كبيرة . تحمل هما وتعكس غما .
– يقولون إن أسرنا تعتقد بتوفيرها الأكل والشرب واللباس قد وفرت كل شيء ,ويقولون لها حتى الدواب تأكل وتشرب.
– تقول المدرسة وفرنا لهم كل الإمكانيات المادية والتربوية ولا يريدون الدراسة إنهم تلاميذ فاشلون , ويقولون لا نحبك يا مدرستنا لأنك تعيشين زمانا غير زماننا .
– يقول المجتمع المنحرف – أقول المجتمع المنحرف وليس كل المجتمع- مرحبا بكم إلى ميدان المخدرات والملاهي والمسكرات والفتيان والفتيات , واتركوا عنكم أناس أكل عليهم الدهر وشرب .
إن الفجوة تتسع بيننا وبين أبنائنا والحوار ينعدم والمصيبة واحدة ,شباب يضيع ومستقبل يشيع ومجتمع يتحلل وينحل.
لست هنا لأطرح الهموم ولا لأثقل كاهل العموم ,بل ارتأيت حلا قد ينقص من هذه الظاهرة داخل المؤسسات التعليمية .
من هذا المنبر أدعو كل غيور على التربية والتكوين إلى بحث هذه المعضلة عن طريق تأسيس جمعيات أو نوادي أو فضاءات أو لجن , اختاروا ما تشاءون لها من المسميات , وأن تكون مشكلة من فاعلين تربويين على مختلف شرائحهم من الإدارة إلى الأستاذ إلى ممثلي الآباء إلى مستشار التوجيه والتخطيط إلى أي مرشد نفسي واجتماعي. وجمع ملفات هؤلاء التلاميذ المصنفين من المنحرفين والمتخلفين"أي التلاميذ المتعثرون عن الدراسة"
.
– وكيف نصنفهم؟
إن الأستاذ بل أي أستاذ يعرف ومن المفروض أن يعرف التلاميذ الذين يصنفهم ضمن المشاغبين والذين يظهر بأن سلوكهم غبر سوي. كما يصنف التلاميذ المتخلفين عن الدراسة لا لضعف مستواهم فتلك حالة عادية , ولكنهم يختارون التلاميذ العازفين عن الدراسة رغم قدرتهم على ذلك.
– وماذا سنفعل لهم أو بهم ؟
علينا أن نرتبهم من السيئ إلى الأسوأ حسب أولويات ومعايير محددة , ونخصص لكل واحد منهم ملفا خاصا به يتضمن المعلومات التالية:
– معلومات عن عائلته.
– ملف عن تمدرسه.
– معلومات عن علاقته داخل المؤسسة مع أساتذته والإدارة.
– معلومات عن سلوكه مع أصدقائه ونماذجهم.
وأية معلومات نراها مناسبة ومفيدة.
ثم نعقد جلسات مراطونية مع كل واحد على انفراد ونعطيه الوقت الكافي للكلام ونكتفي في غالب الأحيان بالاستماع أو الأسئلة لمعرفة حالته النفسية والاجتماعية ونقترب منه أكثر فأكثر . ثم نقترح الحلول المناسبة لإنقاذه من هذا الانحراف أو العزوف أو التمرد بشرط أن تكون مشاركته ايجابية .
ولو تمكنا خلال سنة بكاملها من انقاد عشرة تلاميذ لأمكننا خلال خمس سنوات من انقاد خمسين تلميذا ,وكل تلميذ ما يجر معه عادة على الأقل خمسة آخرين , لتصبح الجماعة التي تم إخراجها من ورطة الانحراف في سنة 50 تلميذا وخلال خمس سنوات 250 تلميذا . هذا أقل تقدير , والأساتذة يعلمون جيدا كم يكون عدد المشاغبين في بداية السنة وكم يصبحون عندما تتوسط السنة الدراسية .بل وأكثر من ذلك لو أنقدنا تلميذا واحدا نكون قد انقدنا قسما كاملا من شغبه ومجتمعا من انحرافه وأسرة من همه.والأجر على الله.
إنني هنا لا أدعو إلى تطبيق المذكرات وملأ الفراغات بدعوى تبيان عدد التلاميذ الذين تم إرجاعهم بناء على المذكرة الخاصة بمحاربة الهدر المدرسي . فذاك أمر يعرف الجميع كيف تعبا تلك البطاقات- بطبيعة الحال دون تعميم- الأمر يتعلق بحلول جذرية تنطلق من واقع تعليمنا وترتبط بمحيطنا وما يحاك حوله من ضغوط تعمل على إفشال الهمم والنيل من أبنائنا والدفع بهم إلى الهاوية .الدعوة هي محاولة انطلاقة حقيقية طبيعية محلية بشراكة مع جمعيات ومنظمات وتنظيمات تعمل جاهدة للغوص في عالم الشباب والتقرب من قضاياه وتضم أخصائيين ودكاترة وعلماء اجتماعيين وجمعويين متمرسين .بالإضافة إلى طاقم المؤسسات التعليمية بكل مكوناته والذي يجب أن يلعب الدور الأساسي بكل تلقائية وطواعية ووعي حقيقي علنا نساهم في تفادي الكوارث والتقليل من الآفات ,والله لا يضيع من أحسن عملا بل" قول معروف حسنة".

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

10 Comments

  1. إداري شغوف بتجربتكم
    19/03/2007 at 21:02

    لكم كامل الشكر على اهتمامكم بالتربية إضافة إلى الحسابات التي أنتم و لا شك ماهرين فيها. ما لفت انتباهي – و ربما تكونوا صائبين – هي اقتراحكم لجلسات ماراطونية مع التلميذ المنحرف. و نظرا لكثرة الوقت الفارغ لديكم فأظن أن جميع المؤسسات ترحب باقتراحكم و ستكون شغوفة بتجربتكم لأن في الحقيقة لا نجد أحسن منك. وفقكم الله ما دامت نيتكم هي الإصلاح

  2. د.محمد بن العياشي
    19/03/2007 at 21:02

    الأستاذ المقدم هذا نداء حار ودعوة عملية من غيور ومتمرس لمحاولة التصدي لظاهرة انحراف أو شغب التلاميذ، خاصة بعدما بلغ السيل الزبى ، الذي تعكسه كثرة انعقاد المجالس التأديبية للتلاميذ بالمغرب، والمطلوب من كل الغيورين وفي مقدمتهم السادة رؤساء جمعيات الآباء والسادة المدرسين والمؤطرين ، الإدلاء بآرائهم في هذا الموضوع بالذات، لأنه من المواضيع التي تقض المضاجع ، والتي تنذر بالكوارث لا قدر الله. وشكرا لكم.

  3. رئيس جمعية آباء
    20/03/2007 at 21:53

    السؤال الأكبر
    ..
    إن اكبر وأخطر سؤال لا يريد احد طرحه والتعب في الإجابة عنه هو : لماذا ؟
    لماذا فعل التلميذ الفلاني كذا وكذا ؟
    لماذا التلميذ الفلاني لا يقبل بكذا ؟
    لماذا التلميذة الفلانية تتصرف على النحو الفلاني ؟
    وأول من عليه أن يطرحه هو المؤسسة التعليمية حتى لا أقول التربوية . بل لا يجب أن نخفي على أنفسنا أن المدرسة في عدد من المناطق لا تقوم حتى بوظيفة التعليم .. فأحرى أن تفتح الملفات التربوية وتدرس الحالات .. ومما يؤسف له أن تعليقا ملحقا بهذا النقاش تصدر منه رائحة التهكم . ومن المؤسف ان تكون المدرسة لا تواكب التطورات وهي غير معنية بهذا الكم المتدفق من المقاربات .. فبدل الحديث عن ندوات وتواصل بين الاسرة والمدرسة والتلميذ نتحدث عن تلاميذ مشاغبين وتلميذات تنقصهم التربية .. من يربي من ؟
    كل ما هو سهل على المؤسسات التعليمية هو الدعوة إلى مجالس الانضباط واتخاذ العقوبات – خارج القانون أيضا – وتنفيذها فورا بدعوى تربية التلميذ / مفهوم التربية بالمغربية / وإن كان هذا لا يعني بالتأكيد أن التلميذ لا يجب أن ينضبط.
    لكن كم من مؤسسة توزع نظامها الداخلي على الآباء ؟ وكم من مؤسسة تصاحب التلاميذ خلال صعوباتهم ؟
    بل كم من الأساتذة من يشتم ويسب ويهدد ويظلم دون أن يأخذ بالحسبان أن تلميذا عمره ما بين 14 و 18 سنة هو رجل كما يرى نفسه.
    إن التلميذ يرد الفعل وعلى من تسبب برد الفعل أن يتحمل عواقب الذي يأتي .
    من الخبير والراشد ؟ هل الإطار التربوي أم المراهق الذي يطمح إلى عالم جميل قد يأتي وقد لا يأتي .
    إذا لنقل جميعا : لماذا ؟ ووقتها فقط نعرف أن علينا أن نجيب انفهم لنستريح ..
    أما أنا فقد رأيت المدرسة البوليسية في الستينيات ولا زلت أرى منها مظاهر في القرن الواحد والعشرين .. إنتاج وإعادة الإنتاج . ولنتوقع أن عددا من أبنائنا لن يسلموا من الممارسات البوليسية في أقسامهم لو كتب لهم أن يكون رجال تعليم ونساءه ..
    ولا يمكن أن يكون الحكم عاما إذ كما يقول المغاربة: من جعل الناس سواء ، فليس لحمقه دواء . فإن من رجال التعليم ونسائه من تقبل الأرض تحت نعالهم والفضاء من فوق جباههم وكل جانب منهم . ويوقف لهم إجلالا وإكبارا لأنهم على وعي بماهية التلميذ والتلميذة وعلى قدر من الزمالة والأخوة والأبوة معهم ..
    يتبع لعدم اتساع الحيز المخصص هنا بعنوان : رئيس الجمعية يواصل التعليق

  4. رئيس جمعية آباء
    20/03/2007 at 21:56

    رئيس الجمعية يواصل التعليق
    أما الذين لا يصبرون على المقاربة التربوية ولا يختارونها في فهم التلميذ وتصحيحه ويبدون روح الانتقام تارة لاسباب فيهم قد تكون وضعية اجتماعية أو أمرا نفسيا .. فعلى الأقل أن يحترموا القانون .. فماذا ستخرج المدرسة التي تتبجح بشعار الديمقراطية وتكافؤ الفرص والحق والقانون وهي لا تخصص من وقتها ساعة للاستماع والمصاحبة والمساعدة والعلاج ؟
    أكاد اجزم أن عدد من المؤسسات التعليمية لا تعرف ما الذي تفعله ؟ ولو أجرينا بحثا متخصصا لكانت الصدمة ..
    أم أن التلميذ هو الضحية دائما ؟ وهو كبش الفداء .. والحديث عن المدرسة هو حديث بالذات عن المسؤولين الأصغر فالأكبر ..

  5. يحي
    20/03/2007 at 21:57

    الاخ محمد .لك الشكر الجزيل على ما تطرحه من موضوعات تتم عن نفس زكية تتوق الى الاصلاح والتغيير الى ما هو احسن و أفضل .هدا دون مجاملة و أنا لاأعرفك معرفة شخصية .ان سمحت لي بالادلاء برأيي الخاص اثراء للموضوع فانا أرى ان أول مسؤول عن المتعلم /الطفل هي الاسرة بالدرجة الاولى اي الاب والام وهي المحضن الاول الدي يغدي الشهد و العسل أو السم و العلقم . والاسرة في عصر العولمة تتأثر أيما تأثير بالحالة الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية..الخ والزواج و الاقتران بين طرفين اي زوجين أساسه اختيار لموضع النطفة كما أوصى رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث المعروف اختاروا لنطفكم فان العرق دساس.لدا الاخ الكريم ان اردنا الاصلاح الحقيقي علينا ان نعتني بالاسرة و نحملها المسؤولية ونحاسبها على اي تفريط وانت ترى معي كيف ان الاباء في الدول الراقية مسؤولون عن ابنائهم ومراقبون مراقبة صارمة .ومع الاسف نجد الكثير من الاباء قد دفعوا الاستقالة من زمان و هم يدافعون عن أبنائهم حتى و ان أخطأوا في حق الاخرين وكم من الاباء تدخلوا حتى لا يعاقب ابناؤهم عن جرائم ارتكبوها
    … بعد دلك تاتي مسؤولية المجتمع والدولة .والمدرسة مؤسسة من مؤسسات التربية و الاصلاح .
    والادوار تتآلف و المجهودات تتجمع والمنهج لاحب هدا ان أردنا التوفيق في أعمالنا. والله من وراء القصد و السلام.

  6. عبد المجيد بنأحمد(مفتش تربوي)
    22/03/2007 at 20:24

    في البداية أشكر الأخ محمد بلمقدم على طرحه للقضية التربوية الحساسة التي أصبحت كل المؤسسات التعليمية بكل أصنافها تعاني منها ،كما أشكر الإخوان الذين أبدوا بآرائهم القيمة في القضية المعروضة ، وهأنذا أدلو بدلوي فيها علني أساهم بقسط من الإرشاد والتوعية والإصلاح .
    وأقول : ان قضية اصلاح المتعلم واجراء جرد لأسماء المنحرفين والمنحرفات يستغرق مدة طويلة جدا من جهة ، ومن جهة ثانية : ماذا نصلح : المدرس ؟ المتمدرس؟ الإدارة التربوية ؟ الشارع ؟ الحي؟ المقهى؟ ملعب الكرة ؟ النادي ؟ أم المؤسسة :مدرسة كانت أو أسرة؟؟؟
    ولنفرض أننا أجرينا حوارا تربويا بناء مع عينة من المنحرفين أو المتخلفين دراسيا ،فما النتيجة التي نأمل تحقيقها ؟ وهل فعلا سيم اصلاح العينة بمجرد الجلوس اليها ومحاورتها والاستماع الى أجوبتها ؟؟
    أعتقد أن المسألة معقدة بحدة كبيرة ، لأن الأمر ـ أمر الانحراف والتمرد على المدرسة ـ يبدأ خارج أسوارها ويتسلط على فصولها كلما وجد المراهق مانعا أو عائقا نفسيا أو تربويا داخل الحجرة الدراسية . وهنا تبدأ المشاداة والعناد وفرض الذات . ان القضية شائكة جدا ،وأسبابها متداخلة ومترابطة يصعب تفكيكها بسهولة ، لأن منها ما هو أسري ، وما هو اجتماعي ،وما هو ثقافي واقتصادي وسياسي… وهذا تفسير متواضع لكل نوع منها :
    * الأسباب الأسرية : كانت الأسرة أبيسية يتحكم الأب في شؤونها ويسيرها بيد من حديد ،وكل أفراد الأسرة ترتعد من صوت الأب اذا ارتفع في وجه أحد عناصرها ، اليوم وبفعل فاعل التمدن والانفتاح والتغرب أصبحت الأسرة أميسية تلعب الأم دورها الإرشادي والتربوي بحكم كثرة انشغالات الأب بين ما هو نافع وما هو ضار نظرا لانغماسه في الملاهي والمقاهي والحانت …
    فأصبح للإبن / الفتاة حرية أكثر وزادت في تمييعها بنود ميثاق حقوق الإنسان ، مما شكل جيلا لا يبالي بالقيم والأعراف ولا يحكمه ضمير ولا وازع ديني أو خلقي ، بل الأنكى من هذا أنه تغرب فكريا بحكم الغزو في البرامج التلفزية والأنترنيت و …
    * الأسباب الاقتصادية الاجتماعية: تقول قولة ماركس الشهيرة: البنية التحتية مرآة للبنية الفوقية ، صحيح أن الدخل الفردي للأسرة يتراوح بين المتوسط والضعيف ،ومن ثم تتولد الظواهر المشينة من طلاق وتناول مخدرات وأقراص ،وكثرة دور الفساد والدعارة وما الى ذلك ، وتفشي الرشوة وكثرة الجرائم … فكيف يمكن حل هذه المعضلات؟؟؟؟؟ يتبع

  7. عبد المجيد بنأحمد (مفتش تربوي)
    23/03/2007 at 14:18

    ثم ان هناك روابط متينة تصل ما هو أسري بالأسباب الاجتماعية الاقتصادية،لأنه ما دامت الأسرة غير قادرة على تلبية كل الحاجيات الحياتية للإبن / الفتاة فان هناك حرمان وخصاص ، وهذا هو الباعث على نشوء سلوك الرفض والعصيان والتمرد لدى الجنسين ، فيلجأ كل واحد منهما الى تلبية رغباته وسد خصاصه الى التحايل على القانون والأعراف و
    * الأسباب السياسية: في السبعينات من القرن العشرين كانت السلطة تفرض نفسها على كل شرائح المجتمع المغربي ، والكل كان يهابها بأسلوبها القمعي: العصا لمن عصا ، أما اليوم ، وبحكم تغير الوضع في الداخلية وانتهاج المنهج الديمقراطي تحت ظل راعي الأمة جلالة الملك محمد السادس نصره الله ، انتقلت السلطة الى أيدي الشعب والشباب ، وأصبحت السلطة مجرد حارس يراقب من بعيد ، وهذا ما أدى الى نشوء فهم خاطئ للحرية لدى فئات عريضة من المجتمع ، وأصبح الشاب يتصرف كما يحلو له ،ضاربا عرض الحائط حدود وحريات وحقوق غيره ، همه الوحيد هو [أنا ] وبعدي الكل الى الجحيم . ثم ان الخطابات الإيديولوجية التي كانت تبثها الأحزاب السياسية لم يعد لها مكان ولا آذان تصغي اليها ، ففقدت ثقة الشباب فيها ، وزكى ذلك تلك الحمولة الثقافية الاستعمارية التي شحنت بها المسلسلات والأفلام عبر التلفزة والأنترنيت والأشرطة السمعية البصرية ، مما فرض على الشاب البحث عن باب للخلاص ،فوجد ضالته في الهروب من واقعه الذي لم يحقق له كل آماله ونزواته ، ووجد نشوته وسعادته في [ الحريك ] ولو أدى به ذلك الى الموت غرقا .
    كل هذه الأسباب يمكن اضافتها الى انعدام النوادي والجمعيات الثقافية ، بل الى خلو البرامج والمقررات الدراسية من الأنشطة التي تكون سبيلا ومتنفسا للشاب يعبر فيها وعن طريقها عن همومه وآماله ،بل عن ذاته في الكثير من الأحيان . فبين المقهى والأخرى مقاهي كثيرة ، وبين الحانة والحانة حانات كثيرة . ولنقم بجرد وحصر عدد المكتبات العمومية في وجدة فاننا نندهش حين نجدها اثنتان أو ثلاثة لا تقوم بأية مهمة الا نادرا .
    ومن جهة أخرى لنقم باحصاء عدد الآباء أو الأمهات الذين يتابعون أبناءهم ويزورون المؤسسة التربوية للاسخبار عن مستواهم وتغيباهم و… هذه الهوة بين المدرسة والأسرة تزيد في توسيع مساحة الحرية لدى المتعلمين ، واذا غاب الأب عن المنزل فلا داعي للوم الإبن اذا رقص وطبل و….
    ان المسألة شائكة جدا ، وأعتقد أن حلها يقتضي (يتبع)

  8. د.محمد بن العياشي
    23/03/2007 at 18:25

    أشكر جميع المتدخلين الذين أثروا هذا النقاش بآرائهم، و أرجو أن يجد السيد رئيس الجمعية ضالته في الإجابة المعمقة للسيد المؤطر التربوي عبد المجيد عن سؤال لماذا فعل التلميذ كذا أفعال؟ وبالطبع وبعد هذا التشخيص الموفق نحن في انتظار بعض الحلول التي لاشك في أنها ستحمل جديدا في الرؤية أو الموقف إن شاء الله.

  9. محمدالمقدم
    27/03/2007 at 12:34

    تحية إلى كل من ساهم في الحوار والنقاش والرأي والنصيحة علنا نقلل من هذه الظاهر والآفات التي تهدد أبناءنا وتعبث بمستقبلهم ومستقبل الأمة ككل. أتوجه بالشكر والامتنان العميق إلى الدكتور السيد الفاضل محمد بن العياشي الذي يتابع كل المجالات التربوية ,غيرة نحن في حاجة الى الكثير منها ,واشكر السيد رئيس جمعية الآباء على طرحه الموضوع من موقع آخر على اعتبار موضعه ونظرته المحترمة ,وأشكر الأستاذ يحي على إضافته وإقحامه للأسرة التي لها ما لها وعليها ما عليها …,وأشكر السيد عبد المجيد بن احمد المفتش الغيور والمؤطر الفخور على إثرائه الحوار بحوار لآخر ولغة أخرى ونكهة خاصة وأرجو ألا ينتهي قلمه عند هذه الفاصلة ويستمر في إتحافنا بكتاباته المعهودة .
    وأتوجه الى الأخ الكريم والمسير أو المدير المحترم والذي نعت لاسمه « بالإداري الشغوف تجربني » أرجو من الله أن تكون صادقا في وصفك وأن يكون لي شرف هذه المكانة. أستاذي الفاضل أتمنى أن تفصح عن المؤسسة التي تسيرها وعن اسمك وسيكون لي الشرف بالقدوم عندك لسببين, السبب الأول وهو المتعلق بموضوع المقال وعن هذه التجربة والتي لا أملكها ولكن يملكها غيري وهم كثيرون ممن يعملون ولا يتحدثون ,فقط استنير بتجاربهم وأحاول صقلها في قالب تربوي هادف وطرحها لنقاش بناء علي أساهم في إيجاد الحلول التربوية لبعض القضايا التربوية لا أكثر.أستاذي الكريم أظن المؤسسة التي تشرف على تدبيرها تملك طاقات هائلة تفوقني حنكة وتجربة ,تحتاج فقط الى فتح الأبواب والحوار والإشراك والمشاركة والشفافية والصدق والحب المتبادل والصراحة وحسن الظن والالتزام والالتزام المتبادل والثقة والهدوء في الحوار والحفاظ على الأسرار وستكتشف العجائب من الإبداعات ومع ذلك فإنني مستعد للقدوم الى المؤسسة والمساهمة في إثراء هذه التجربة والتي أفيدك علما بأن مؤسسات بسيطة وفي أماكن نائية قد خطت في هذا المجال خطوات تفوق تصورك وتصوري,فمنها من أسسوا مرصدا للقيم أو للأخلاق أو مرصدا اجتماعيا يشرف على تسييره التلاميذ وعلى تاطيره الأساتذة ,وقد تمكنوا من رصد المتعثرين وأعادوا إدماجهم في قالب آخر للاستئناس ثم العود الى صفوف زملائهم,وتجربة ثانية تمثلت في إحداث صندوق خاص على مستوى المؤسسة ولجنة خاصة للإشراف على تدبيره ,وعند بداية السنة الدراسية تتبعوا كل التلاميذ الذين لم يلتحقوا بالدراسة وبعد دراسة حالتهم قدموا لضعفائهم المساعدة اللازمة للتسجيل واقتناء الأدوات المدرسية وأعادوهم الى صفوف زملائهم وانقدوهم من شارع كان سيؤدي بهم الى الهاوية ,وتجربة ثالثة لرئيس مؤسسة بمساعدة إدارتها قام بدراسة التلاميذ الكثير الغياب وقام باستدعائهم وبعد أن تأكد بأن أسرهم لا تتابع تمدرسهم ولا ترغب في الحضور الى المؤسسة وباتفاق مع طاقم المؤسسة تعاملوا معهم بمرونة في الغياب وقربوهم من الادارة من اجل مصاحبتهم وإقحامهم في بعض المجالات التربوية والتي أعادت الطمأنينة الى نفوسهم وتأقلموا من جديد.
    وحتى لا أطيل عليكم من هذه التجارب الكثيرة والنماذج المؤثرة والمشجعة لبعض جنود الخفاء الذين يعملون بصدق ويحبون عماهم رغم بعدها عن سكناهم ورغم قلة الإمكانيات جنود أكثر الله من أمثالهم.
    السبب الثاني هو انك وصفتني بكثرة الفراغ وإنني مستعد لإعلامك ببرنامج عملي اما مباشرة على الموقع بشرط أن تذكر اسمك ,واما بالقدوم الى المؤسسة التي تعمل بها وأظنك ستغير رأيك عندها . مع احتراماتي والسلام

  10. د. محمد بن العياشي
    28/03/2007 at 23:36

    واصل عملك أيها الرجل الفاضل، الذي يحترق غيرة على هذا القطاع ،وعند الله الجزاء الأوفى

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *