السر من وراء إنكار نسبة الرافضة للسبئية
لعل قراء دنيا الوطن لاحظوا غضب وتدمر غلاة الشيعة من لفظة رافضة وسبئية ؛ ولما كان الدخان مستحيلا بلا نار كما يقال؛ فمن الضروري تعريفهم بالسر الكامن وراء ذلك ؛ وعليهم يصدق قول المثل : لأمر ما جذع قصير أنفه.
ومادامت مصادر أهل السنة مردودة عند هذه الطائفة من الغلاة إلا ما وجدوا فيه ما يخدم أطروحاتهم بعد التأويل والتمحل والتلفيق ولي أعناق الأفكار وقولبتها حسب فاسد اعتقادهم فإنني سأنطلق من مصادر شيعية لعلها تبهتهم . لقد ذكرت هذه المصادر أن الكشي روى عن محمد بن قولوية عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى عن علي بن مهزيار عن فضالة بن أيوب الأزدي عن أبان بن عثمان قال : ( سمعت أبا عبد الله يقول : لعن الله عبد الله بن سبأ ؛ انه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين ؛ وكان والله أمير المؤمنين عبدا طائعا ؛ والويل لمن كذب علينا ؛ وان قوما يقولون فينا ما لا نقول في أنفسنا نبرأ إلى الله منهم ) والرواية صح سندها عند الشيعة . والخبر نفسه يورده القمي بسند آخرلمن أنكر السند الأول.
وعندما نبحث في تقزز الرافضة من اسمهم القدحي نجد السر هو محاولة قطع الصلة باليهودية لأن مؤسس هذا المذهب الضال هو عبد الله بن سبأ ؛ وهو من يهود اليمن أظهر إسلامه للدس على الإسلام والمسلمين ؛ وهو عند علماء المسلمين الثقاة منافق زنديق ؛ أظهر الغلو في علي بن أبي طالب رضي الله عنه بدعوى خدمة فكرة الإمامة وادعى له العصمة ؛ إلى درجة اعتقاد الألوهية فيه ؛ وهو ما حمل أمير المؤمنين على إحراق أتباعه لفظاعة من ينسبونه إليه وهو منه براء. وابن سبأ وأتباعه يقولون إن عليا لم يمت ؛ وانه راجع إلى الدنيا قبل الساعة ؛ وان رأوا سحابة قالوا : أمير المؤمنين فيها.
وقد لجأ الرافضة إلى حيلة إنكار وجود ابن سبأ جملة وتفصيلا ؛ وصادف هواهم هذا ما ذكره بعض المستشرقين بناء على ظنون وافتراضات لا تصح مع وجود روايات قديمة موثوقة شيعية وسنية تؤكد حقيقة وجود ابن سبأ. وأمام إجماع كثرة العلماء قديما وحديثا على وجود هذه الشخصية اليهودية تبقى قلة من الرافضة تنكر وجود أصلها لنفي علاقتها باليهودية. وحجة المنكرين أن رواية سيف بن عمر التميمي لا تصح عندهم ؛ علما بأن ابن عساكر أورد روايات كثيرة في صحة وجود ابن سبأ ليس من رواتها سيف بن عمر الذي لا تقبل الرافضة روايته.
وممن أكد الخبر الشعبي وابن حبيب ؛ وأبو عاصم خشيش بن أصرم والجاحظ والذهبي وابن حجروابن حبان والمقريزي؛ وحتى الشعر سجل وجوده كما هو الحال عند أعشى همذان الذي هجا المختار بن أبي عبيد الثقفي وأنصاره من أهل الكوفة قائلا :
شهدت عليكم أنكم سبئية وأني بكم يا شرطة الكفر عارف
إن معتقدات الرافضة تحيل بجلاء على الفكر اليهودي القائل بالوصية والرجعة والتناسخ ولكنها تريد التمويه على ذلك ولهذا لا تقبل الانتساب إلى ابن سبأ ولا إلى الزندقة ولا إلى النفاق. وقد أكد ابن تيمية زندقتهم وكذا الشاطبي ؛ فهم يعتقدون بوجود اله مع الله تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
ولقد أكدت تصرفاتهم الحالية ولاءهم ليهوديتهم إذ استقدموا المحتل الصليبي المتصهين وهم متشبثون به وببقائه في بلاد العراق التي تعتبر في اعتقاد اليهود من ضمن مملكتهم الموعودة ؛ ولهذا يباع العقار في العراق لليهود من قبلهم وتسفك دماء أهل السنة ؛ ويحاولون القضاء على الجهاد والمجاهدين السنة وينعتونهم بأقبح النعوت ؛ ولهذا السبب تمت تصفية الشهيد صدام حسين المجيد لسابق بلائه في مناهضة اليهودية بشقيها الرافضي والتوراتي.
Aucun commentaire