الاخـوة فـي اللـه حـقـوق وواجبـات(1)
لقد ثبتت رابطة الأخوة بين المؤمنين بقوله تعالى : « إنما المؤمنون إخوة » فهي رابطة بعقد الله سبحانه وتعالى فالأخوة الإسلامية هي امتداد لمحبة الله تعالى وتوحيده فالمحبة والموالاة للمؤمنين هي لازم لمحبة الله وموالاته لقوله تعالى : « المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض » سورة التوبة .
فالأخوة الإيمانية تفتح لكل موحد باب عظيم للأخوة في كل أنحاء الأرض وما أجمله من شعور أن نشعر بان كل موحد على وجه الأرض هو أخ لنا ، له من الحقوق ماله ، وعليه من الواجبات ما عليه في أي بقعة كان ومن أي شعب أو لغة كان مادام على عقده وميثاقه التوحيدي مع الله سبحانه وتعالى فالأخوة الإيمانية فوق كل الحواجز والعلائق الأرضية وليس كأولئك الذين يفرقون المسلمين والموحدين على أساس ولاءات عصبية ، وجنسيات وتابعيات مقيتة تفتت الأمة وتمزقها وتضع الحدود التي تفصل بين أبناءها .
ومما يميز الأخوة الإيمانية هي اعتبارها كجسد واحد الذي تسكنه روح واحدة ويديره عقل واحد وله تطلعات وأهداف واحدة يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) فهي فوق أخوة النسب وهي فوق أخوة القبيلة ، وهي فوق أخوة الوطن بل هي فوق كل الأخوات الأرضية …روى أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله – وذكر منهم – رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ) .
ومن الأخوة الإيمانية أيضا طيب الكلام والابتسامة والبشاشة في وجه أخيك ورد السلام والفرح باللقاء فطيب الكلام وحسنه بين الأخوة مدعاة لجلب المحبة ودوامها وفي هذا يقول المولى عز وجل : « وقولوا للناس حسنا » سورة البقرة . والقول الطيب والكلام الحسن يبطل كيد الشيطان ويسد أمامه الطريق للإفساد والتفريق بين الأخوة وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى : « وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا » سورة الإسراء.وهذا أمر من الله سبحانه وتعالى يفيد وجوب طيب الكلام وحسنه …ومن طيب الكلام أن تدعو أخاك بأحسن أسمائه وأحبها على قلبه لقوله صلى الله عليه وسلم: ( ثلاث يصفين لك ود أخيك تسلم عليه إذا لقيته وتوسع له في المجلس وتدعوه بأحب أسمائه إليه ).
هذه إذا هي صفات الأخوة الإيمانية التي تركنا عليها الرسول صلى الله عليه وسلم ومن بعده الخلفاء الراشدون ولا بد لنا أن تحتدي بحذو سيدنا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ونعيد التالف والتآخي إلى قلوب إخواننا وأخواتنا المسلمين ونعيد المجد لأمة المجد من خلال ترابطنا وتآزرنا وتكافلنا حتى نهزم أعداء الإسلام والمسلمين .
Aucun commentaire