Home»Enseignement»من التأسيس إلى المأسسة شعار المؤتمر الجهوي الأول لنقابة مفتشي التعليم بمكناس

من التأسيس إلى المأسسة شعار المؤتمر الجهوي الأول لنقابة مفتشي التعليم بمكناس

0
Shares
PinterestGoogle+

يدخل مفهومي التأسيس والمأسسة في إطار نظرية التنظيم العلمي للعمل، التي كان من روادها مفكرون من القرن العشرين الميلادي مثل تايلور وفايول ومورينو وليوين وكَروزيي، وهم من المنظرين الغربيين لسوسيولوجيا الشغل. وعندنا في المغرب منظرون مثل مصطفى محسن ومحمد جسوس ومحمد راشيد وغيرهم. التأسيس : هو بناء وإرساء مؤسسة بآليات تدبير وبمستويات اشتغال، وذلك بتبني قيم يتم التوافق عليها داخل المؤسسة، مثل قانون داخلي وقانون أساسي قابلين للتداول والتطوير والإصلاح. وبعد نضال مرير وتضحيات جسام قام مؤسسو نقابتنا بهذه الخطوات بعد مخاض مرحلة التكتلات والجمعيات، بمبادرات فردية وجماعية وبحوار وتبادل للأفكار، فطرحوا مجموعة من البدائل لإرساء إطار المؤسسة النقابية الجديدة. والكل يعلم أن هيئة التفتيش تعرضت خلال عقود من الزمن إلى استلاب لإرادتها من طرف الحاكمين، وإلى تذويب في مختلف التنظيمات النقابية والجمعوية والحزبية، إلى حد الانحلال. كما أن الهيئة تعرضت إلى حصار مضروب على المفتشين بشكل فردي وبافتعال فاعلين في الحقل التربوي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي … فكان لا بد من الانتفاض لإسماع صوت الهيأة دون تشويش وبشكل واضح عن طريق مؤسسة نقابة مفتشي التعليم. المأسسة: هي اشتغال المؤسسة بشكل طبيعي بآليات قارة نسبياً، منها قانون داخلي ملزم للمنخرطين مع هامش تصرف للتطوير والإصلاح، عبر أجهزة مثل المؤتمر الوطني (يعاد انتخابه كل ثلاث سنوات) ومثل المؤتمرات الجهوية (يعاد انتخابها كل ثلاث سنوات). وتفرز هذه الأجهزة مجلساً وطنيا للتداول ومكتباً وطنياً مسيراً على رأسه كاتب وطني، كما تفرز مكاتب جهوية على رأس كل منها كاتب جهوي. وينبثق نظرياً عن كل هذه الأجهزة لجن وطنية ولجن إقليمية لمتابعة انشغالات واهتمامات وهموم كل فئات المفتشين محلياً ووطنياً. والمطلوب طبعاً من المجلس الوطني والمكاتب أن تتدخل بشكل ناجع يحفظ من الضياع مصالح الهيئة ومصالح كل الأفراد المنتمين إليها. خاتمة: لا يغيب عن ذهننا أن انخراط المفتشين في مؤسسة نقابتهم وتقديمهم لملف مطلبي (أكثر من مائتي مطلب فرعي، ويرجع بعض هذه المطالب إلى فترة الستينات والسبعينات)، على رأسه مبدأ استقلالية الإطار وظيفياً وعضوياً، هو أصلاً وفصلاً لصالح منظومة التربية والتكوين. وقد فهمنا الدرس: فلن نقبل بعد اليوم الوصفات الجاهزة من حملات إصلاح وميثاق وقوانين وقرارات ومنشورات ومذكرات إلا بعد تمحيصها ونقدها، بما يمثله ذلك من وعي عضوي مرتبط بهموم المجتمع المغربي والمجتمع العربي والإسلامي والإفريقي والإنساني على العموم. حرر بمكناس في 23/02/2007

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. قنوش لحسن مفتش التعليم ـ الرشيدية.
    11/03/2007 at 21:33

    في البداية ، أريد شخصيا ، وبالنيابة عن كل المفتشين المناضلين الذين حضروا المؤتمر بمكناس ودعموا نقابتهم العتيدة ماديا ومعنويا ، وجددوا مكتبها الجهوي،أن أشكرالأخ المناضل الرياحي عبد الحميد مفتش التوجيه بالجهة الشرقية،أشكره أولا على تضحياته الكبيرة المادية و المعنوية ،والتي قدمها للنقابة بمكناس في إعدادها للمؤتمر، و أشكره ثانيا على هذا المقال الذي يوضح من خلاله شعار المؤتمر الجهوي لنقابة مفتشي التعليم بجهة مكناس تافيلالت: « من التأسيس إلى المأسسة ».
    وفي هذا الصدد أذكر أن هذا الشعار لم يكن وليد الصدفة ، كما لم يكن من اختيار مناضلي جهة مكناس ، وإنما كان حسب علمي يعتزم الكاتب العام الوطني محمد راشيد تغمده الله برحمته أن يجعله شعارا للمجلس الوطني السابق والذي كان من المنتظر أن ينعـقد في مكناس برغبة منه لأسباب داخلية. غير أن وفاته رحمه الله قبل انعقاد المجلس قدحالت دون تحقيق مراده، والذي كان يرمي من ورائه إلى مأسسة أجهزة النقابة بعد تأسيسها . فالشعار في الحقيقة لا يستهدف أجهزة النفابة بجهة مكناس ــ تافيلالت عينها ، وإنما يستهدف حسب رغبة مناضلنا الكبير تغمده الله برحمته كل أجهزة نقابة مفتشي التعليم بجميع جهات الوطن لحثها أكثر على الإستمرار بوعي ومسؤولية في الدفاع عن المطالب العادلة والمشروعة لهيئة التفتيش بمختلف فئاتها وتخصصاتها حتى تتبوأ مكانتها الإستراتيجية داخل المنظومة التربوية ، وفي مقدمتها الإستقلالية الوظيفية.
    و مطلب كل المفتشين المناضلين من داخل نقابة مفتشي التعليم بجهة مكناس ـ تافيلالت ، أن تعمل النقابة محليا وجهويا وطنيا بهذا الشعار، نزولا عند الرغبة الصائبة للفقيد أسكنه الله فسيح جنانه. وعاشت نقابة مفتشي التعليم حرة ديمقراطية مستقلة.

  2. عبد العزيز قريش
    13/03/2007 at 12:42

    أخي العزيز عبد الحميد الرياحس، سلام الله عليك وعلى جميع الإخوة في ربوع الوطن. إن الفكر المؤسساتي، فكر راق، لذا وجدنا فقيدنا رحمه الله ينادي به منذ تأسست النقابة لأنه مبدأ تداول المسؤولية النقابية في النقابة، وحماية الديمقراطية داخلها فضلا عن ضمان تماسكها وتآزر مكوناتها المختلفة. والشعار المرفوع يعبر عن وعي وعزيمة في تسجيد المأسسة في واقع النقابة ككل. شكرا على مقالكم ودمت لنا مع التحية.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *