Home»Régional»بين الفقاعات والنكرات…حكم نزيه اسمه التاريخ

بين الفقاعات والنكرات…حكم نزيه اسمه التاريخ

0
Shares
PinterestGoogle+

بين الفقاعات والنكرات…حكم نزيه اسمه التاريخ… !

الفقاعات التي تطفو عادة فوق السطح كرغوة الصابون، أو كزبد البحر، يتجنبها الماء الصافي، وتأخذ ركنا بين الصخور لتخفي عجزها عن مقاومة الأمواج العاتية. ليس لها شكل واضح المعالم. لكنها تتراوح بين الكبيرة والمتوسطة والصغيرة. قدرها بحكم طبيعتها وطبيعة الأشياء المكونة لها، يقودها نحو التلاشي مهما قاومت. وإذا دققنا الملاحظة، سنجد أن أول من يتلاشى منها هي الفقاعات الكبيرة، ثم تتبعها الفقاعات الأخرى مكرهة أو عن طواعية !. نفس المشهد يتكرر تماما في الواقع. فلمجرد ما يغيب ( الزعيم الثقافي أو السياسي) تغيب معه العديد من الفقاعات، أو ينتهي بها المطاف إلى المحاكم، كل المحاكم. الشعبية منها والأدبية والقانونية. تترصدهم الكاميرات وتفرش لهم الشوارع بالفضائح والصور المشبوهة والعارية!.
تلقى الورود التي كانت ترمى عليهم أيام مجدهم الكاذب من النوافذ والأرصفة في القمامات، وتباع الزرابي التي فرشت لهم يوما في سوق الخردة. من يتتبع المسارات والمدارات، سيعرف أن الكثير من الألم والوجع يصاحب نهاية هذه الفقاعات مهما انتفخت وغلظ صوتها. فليس بالفقاعات نصنع وطنا إبداعيا. صحيح أننا في غنى عن طائفية أخرى أدبية. تكفينا طوائفنا المذهبية والعرقية والسياسية!. ونحمد الله أن أمريكا لم تعد تفقه في الأدب أو الشعر شيئا بعد رحيل همنغواي، وإلا جعلت منه مستشارا أدبيا لقضايا الشرق الأوسء وجعلت من الأدب مطية أخرى للتدخل في شؤوننا بحجة القضاء على الإرهاب، مشعلة نار الفتنة بين (حزب الفقاعات والسفريات الأدبية) و( تجمع النكرات من أجل الديموقراطية)، لتنتقل بعد ذلك إلى النوادي والجمعيات المدنية والثانويات والجامعات.
النكرات لا ينفعها الانتماء إلى القبائل السياسية الكبرى، لأن الفقاعات احتلت صفحات الملاحق الأدبية والجرائد، كما يفعل المظفون السامون مع السكن الوظيفي. حتى المحاكم تعجز عن إفراغهم بالقوة بعد إصدار الأحكام!. البرلمانات الأدبية لا تختلف كثيرا عن البرلمانات العربية، فقط هناك كاميرات تفضح الغياب وحركات العينين وكل شيء، وهنا تنوب الأمايلات والفاكسات والأثير عن الحضور.
من يتتبع مسارات بعض الأسماء (الكبرى) سيجد أن عروقها نابتة في أوربا وأغصانها هنا ، لكن بلا ثمار. صورها تزين الزوايا المظلمة في الملاحق الأدبية، تستجير بالأبيض والأسود لتغطية ندوب الأزمنة، أو بصور الأنس كي تبقى في مأمن عن واقعية الشيخوخة وزحفها المخيف. أما الفقاعات الصحفية فلا تستطيع مقاومة شهية الخمس نجوم و أثمنة (الأظرفة)، فيتسابق الشباب ( الفقاعي) لتغطية كل شيء، من الرياضة إلى التظاهرات والمظاهرات، مرورا بالأدب والأمسيات الفنية من وجدة إلى طنجة والعيون. وإن سألت عن المركز ( الرباط والبيضاء)، فهو مرصود بالعلاقات والشبهات وحصن حصين، لا تدخله إلا كملاحظ وببطاقة المرور!؟.
لماذا كان الرواد متسامحين وطيبين وناكرين لذواتهم؟. إذ لو تتبعنا مساراتهم المليئة بالأمجاد الكروية والفنية والأدبية، سنجد أن أياديهم البيضاء والحنون، كانت ممدودة على الدوام لكل طالب ومبتدىء. ألم يبحثوا في الحارات الشعبية الفقيرة والنوادي والثانويات والجامعات عن مواهب كانت نكرة من النكرات ،فأخذوا بيدها حتى سطع نجمها فيما بعد و ( تضخم ) اسمها حتى صار (فقاعة) منتفخة، فاستكبرت بعد ذلك وامتنعت حتى عن حضور تكريم صانعيها وأساتذتها سواء في حياتهم أو بعد مماتهم، حتى إذا ما شابوا غابوا؟.
هل يخشون من ( النكرات -الصغار) أن تشتد سواعدهم ويصلب عودهم؟. أ إلى هذا الحد هم خائفون؟. لماذا لا يكونون شجعانا كأساتذتهم؟ أم هي أنانية الفقاعات؟. قد يكون من حقهم ذلك، ونبحث لهم عن الأعذار. لكن إن كنا نحن كبشر نتراحم بيننا وننسى ، فإن للتاريخ منطقا آخر، لا نسيان معه ولا رحمة!. واعلم يا صخر رحمك الله وحفظك ورعاك وأطال عمرك أن الفقاعات (من سوء حظها) ، لاتحدث صوتا عند (انفجارها) فلا يلتفت إليها أحد!!.
وإن كنت تعتقد غير ذلك، فامدد بصرك إلى الوراء قليلا، لترى كيف تلاشت فقاعات كثيرة في صمت رهيب أثار شفقة نكرات تزحف في كبرياء نحو القمة . وتحية إكبار لكل النكرات الشوامخ ، عاشوا في صمت ورحلوا في صمت
إدريس الواغيش /قاص المغرب

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. أم بثينة
    08/03/2007 at 23:21

    صراحة الأخ الواغيش،نص سردي جميل.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *