هنالك جدران عديدة في العالمأريد منها أن تشكل حاجزا مانعا وتدمر المباني والمزارع وتقسم السكان وتفصل بين الأهل والجيران. وهناك جدران أخرى دخلت أو ستدخل التاريخ المحلي بالرغم عنها رغم أنها لاتصل إلى شهرة الجدران التي سوف أذكرها… من تلك الجدران التي دخلت التاريخ وأثرت في العلاقات الدولية نجد:

1- سور الصين العظيم: الذي يمتد على الحدود الشمالية والشمالية الغربية للصين تم بناءه من الطين والحجارة ما بين(800-400 ق.م)لحماية الصين من هجمات الشعوب الشمالية التركية و المنغولية وبالأخص قبائل"الهون".

2– جدار برلين: من أشهر الجدران العازلة في العالم وقد تزامن إنشاؤه مع بلوغ الحرب الباردة بين المعسكرين الرأسمالي والشيوعي ذروتها وذلك ليلة 12 و 13 غشت1967 ليعزل الجزء الغربي الرأسمالي عن الجزء الشرقي الشيوعي. وقد شق الجدار العمارات وفصل بين المنزل وحديقته وبين الصديق وحميمه وبين الأب وابنه وقد ظل الجدار قائما طيلة 21 سنة وثلاثة أشهر حيث تم تحطيمه يوم 9 نوفمبر 1989.

3– جدار بلفاست أو جدران بلفاست :حيث تعرف أيرلندا الشمالية صراعا حادا بين طائفة البروتستانت وطائفة الكاثوليك وفي سبتمبر 1969 وضعت القوات البريطانية حواجز من الأسلاك الشائكة وأكياسا من الرمل للفصل بين حيين في مدينة بلفاست بأيرلندا الشمالية ، وقد بنيت تلك الجدران بالأسمنت والحديد.

4-جدار نيقوسيا : في يوليوز/غشت 1974قامت القوات التركية بعملية إنزال بحري في الجانب الشمالي الشرقي من جزيرة قبرص والمأهول بالقبارصة الأتراك وقسمت نيقوسيا إلى قسمين يفصلهما جدار وأسلاك شائكة مع وجود منفذين اثنين على طول الجدار.

5- جدار وارسو: شرع في بناء هذا الجدار يوم 12 أكتوبر 1940 من طرف هتلر وسط مدينة وارسو حول الحي اليهودي وسمي بـ"غيتو وارسو". ويبلغ علوه 3 أمتار معززة بالأسلاك الشائكة.

6- جدار الفصل العنصري في فلسطين: الذي أقامه العدو الصهيوني والذي يسعى إلى مصادرة الأراضي الفلسطينية وتمزيق أوصال الضفة الغربية.

7- جدار إعدادية القدس: هو عكس النماذج المذكورة فهو جدار مسكين أقيم لحماية التلاميذ الأبرياء وأساتذتهم من مختلف التحرشات والاعتداءات التي أصبح المحيط يمارسها ضد المؤسسات التربوية.هذا الجدار جرفته فيضانات 14 شتنبر 2006 عشية التحاق التلاميذ بالمؤسسة إمعانا منها في كشف عورة الدخول المدرسي التي اتسم بالخصاص الكبير في كل شيء كالسنوات الماضية. وبعد اتصالات متعددة ومن أطراف مختلفة ,تلقينا وعودا من أطراف متعددة وتحدثت الصحافة عن إصلاح الحائط وشيدته عل صفحاتها وقدمت آيات الشكر والثناء للأيادي البيضاء و الصفراء على هذا الإنجاز العظيم ,كل هذا تم على الأوراق أما الحائط فلازال كما كان ولازال المشردون والسكارى و"الشمكرية" يجولون في الساحة دون رادع مع وجود "قصة المتابعة" , وحتى لاأخوض في التفاصيل المملة والمقرفة وحتى لاأقول ما تعرضنا له سواء كجمعية آباء أو كشخص وحتى…وحتى ,أقول أن مشكل الحائط في طريقه إلى التسييس وأخشى أن يطرح في يوم من الأيام على طاولة "بنكيمون" لأن ما تناقل إلى أسماعنا لا يبشر بالخير وأن المدة التي استغرقها بناء هذا الحائط لم يستغرقها لا بناء جدار برلين ولا جدار نيقوسيا ولا جدار وارسو ولا جدران بلفاست,في الوقت الذي يتعرض فيها ابناؤنا وبناتنا لمختلف الاعتداءات والآباء والأولياء "يمسحون الموس" في جمعية الآباء ويستغربون السرعة التي بنيت بها جدران ثانوية اسلي و ثانوية زينب النفزواية,لكن يظهر أن الطالع السيئ وسوء الحظ أو " الزهر" يصيب كذلك الجدران.