اختطاف الامريكيات الثلاث التوقيت الغايه الهدف
اختطاف الأمريكيات التوقيت والغاية … سامي الأخرس من السذاجة السياسية أن يمرر الخبر السياسي بدون وقفة وقراءة فعلية منطقية لما يحتويه الخبر من غاية وأهداف ، حيث تحول الخبر السياسي فى هذا الزمن لأداة يستخدمها الكثير كمفهوم الإشاعة والغرض والغاية منها ، وهى أسلوب استخباراتي ، أما الخبر السياسي فهو تحول من معلومة سياسية لأداة غايتها الخوض فى حرب خفيه بين الأطراف والقوي المتنازعة . ربما أن ساحتنا الفلسطينية أصبحت ساحة تربتها خصبة للحرب النفسية والإشاعة ، والخبر السياسي وغيره من الوسائل الأخرى فى ظل الانفتاح على القنوات الفضائية ومواقع الانترنت مختلفة الألوان والمشارب الفكرية والأيديولوجية ، والغايات السياسية . من هنا لن تتواني أي جهة من استغلال هذه الوسيلة فى تمرير غايتها وأهدافها ، مشروعة كانت أم غير مشروعة ، بما إنها تحقق الغاية والهدف فى ظل التعصب الفكري والحزبي والاستسلام الشعبي لكل ما يسمع ويقرأ لدرجة التسليم به إطلاقا وكأنه أحد المسلمات البديهية . هذا ما لفت نظري فى خبر اختطاف ثلاث أمريكيات اليوم على يد شاب فلسطيني قيل إنه ينتمي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعضو سابق بها ، والغرض من الاختطاف هو العلاج وإيجاد فرصة عمل له ، وهنا تكمن الحقيقة ، وما يدور خلف الكواليس ، حيث تزامن الخبر وبهذه الأليه مع إعلان الجبهه الشعبية لموقفها السياسي من المشاركة بحكومة الوحدة الوطنية ، ورغم عدم معرفة المرتكزات والأسس السياسية التي انطلقت من خلالها الجبهه فى رفض المشاركة وهذا ما تنبأت به فى مقالات سابقه وأجزمت بأن الجبهه الشعبية وحركة الجهاد الإسلامي لن يشاركا فى هذه الحكومة لأن أتفاق مكة لم يضع حلول متكاملة للشراكة ، ولم يجسد مبادئ أساسية راسخة لبرنامج سياسي يتم من خلاله ترسيخ مفاهيم الشراكة والحلول المستقبلية السياسية ، وإنما جاء فضفاضا هشا تطرق لأمور هامشية شكليه بلا رؤية وطنية تشكل ارتكازا للحل الدائم . هنا ليس بيت القصيد بما إننا ناقشناه وحذرنا منه فى مقالات سابقه ، لكن بيت القصيد بخبر الاختطاف من قبل عضو سابق حسب الخبر بالجبهة الشعبية وتزامنه مع موقف الجبهه بعدم المشاركة في حكومة الوحدة ، ويبدو أن الخبران جاءا بتوقيت متزامن وليس من باب المصادفة ، وإنما بتوافق وبغايات عديدة ، أي مواجهة الفعل برد فعل وبأسلوب سياسي ، حيث يهدف الخبر على ترك مساحة للتأثير على الجبهه داخليا وخارجيا ، داخليا ترك مساحه لأعضاء الجبهه الشعبية في التفكير بأن حزبهم بمواقفه هذه لا يهمه أعضائه ومصالحهم الشخصية ، ويعرضهم للاضطهاد الوظيفي والتوظيف ويتركهم فريسة للجوع والبطالة ، وبذلك يتم الضغط عليها داخليا لتغيير مواقفها ، وهذا يعبر عن ثقافة تسربت وأصبحت نهج عام أن الوظيفة والعمل لأي مواطن مرتبطة بموقف حزبه حتى لو كان بلا أي علاقة تنظيميه به ، وأن التوظيف يعتمد على الانتماء وليس المؤهل أو القدرات ويخضع لرضي ولي الأمر والحزب الحاكم . فالحزب الحاكم لا يمثل نفسه وإنما يمثل شعب بأكمله ، والقانون يكفل لكل مواطن الحق فى العمل والوظيفة بعض النظر عن الانتماء والهوية السياسية. ثم إن ما تم نشره اليوم هو مؤشر واقعي على الحالة السياسية التي تعيشها أحزابنا من أزمات سياسية وفقر سياسي ووطني ، بلغ ذروته فى عمليات افتقاد الاحترام لقدسية القضية التي تعمل من أجلها ، وأن ما يهمها ويشغل تفكيرها هو النيل من بعضها البعض ، والتشهير بأساليب وقحة بمواقفها السياسية التي لا تتوافق مع المواقف الأخرى ، وفرض الهيمنة على الآخرين بأي أسلوب كان وفق قاعدة الغاية تبرر الوسيلة. أما حدث اختطاف الأمريكيات الثلاث فهو حيلة ساذجة تنم عن طفولة سياسة ممن فبركها وصاغها ، وهذا يعود لعدة أسباب أولها أن شعبنا يشهد بأن أيدي أبناء وأعضاء الجبهه الشعبية والجهاد الإسلامي لم تلوث بعمليات القرصنة والقتل وسرقة السيارات والابتزاز المالي تحت أي مسميات المقاومة وغيرها من أدوات الاستقطاب ، كما أن كادر الجبهه لم يلجأ فى السابق لمثل هذه الأساليب الوضيعة رغم إنه مر بظروف أكثر صعوبة وأخطر من تلك المعاشة حاليا ، وجدير بالذكر حالات اغتيال الأمين العام أبو على مصطفي واختطاف الأمين العام أحمد سعدات ورفاقه قتلة زئيفي … الخ. فإن كان خاطف الأمريكيات الثلاث يهدف إلي العمل والعلاج ويعاني من البطالة والجوع والفقر ، وخطط ونفذ ، وهو ما يدل على إنه يمتلك الإمكانيات والقدرات ، ويمتلك الضغط على القوي المتنفذة بتحقيق ما يريد ، فهذا يؤكد إنه قوي وليس ضعيف ويمتلك المقومات التي تؤهله للعيش بكرامة وتوفير ما يملئ أمعائه ، حيث أن الضعيف فى الوطن يداس تحت أقدام القوة والمال وأصحاب النفوذ ، فلا يعقل أن شاب مريض ومتسكع بأمعاء خاوية يقوي على تنفيذ ذلك بدون تخطيط ودعم من جهات لها مصلحه وأغراض سياسية . وكثير من حبات العقد سقطت فى وحل التآمر أمام المغريات التي تقدم لها بأطباق مزخرفة تسحر العيون ويسيل لها اللعاب ، وسقط العديد فيها وانساقوا خلف الأهواء السياسية . هنا الجوهر ليس الدفاع عن موقف الجبهه الشعبية ، فنحن دعاة وحدة وتلاحم وطني مهما كانت الظروف ، ولكننا ضد تضليل العقول بأكاذيب بوليسية وسياسية خبيثة ، تحاول التأثير على قرار سياسي وابتزاز موقف حزب وتجريده من ثوابته . فالكلاب البوليسية تدرب على مهمة واحدة خاصة ، ألا وهى تحقيق الغرض المطلوب منها ، وهذه العدوى انتشرت وتفشت بين البشر فتحول البعض منها لكلاب بوليسيه بشريه مهمتها بث الفرقة بين
شعبنا ، فتارة تجدها تنعتك بالعميل والخائن وأخرى تمتدحك بالوطني والقائد المخلص ، حسب ما يقرر لها ويملي عليها من أسيادها . فحاسة الشم هي العامل المشترك لكلا الكلاب سواء البشرية أو الحيوانية . سامي الأخرس 21/2/2007
Aucun commentaire