لا نريد عودة لاجئي العراق إلي الوطن
لا نريد عودة لاجئي العراق إلي الوطن انتهت حرب الأيام الخمس التي راح ضحيتها أكثر من 35 شخص ومئات الجرحي ، وملايين الدولارات خسائر احراق المنازل والسيارات والمقرات ، وتمت بحمد الله عملية تبادل اسري هذه الحرب علي وجه السرعة ، وعاد الأبطال المحررين لديارهم وسط الأهازيج وأغاني الشيخ إمام . ورغم التدخل الحكومي والرئاسي والاتفاق الذي علي أثره انتهت الحرب ، والذي جاء بعد خمس ايام وهو ما يدعو للتساءل .. لماذا تأخر خمس أيام كامله ؟! الأجابة تترك لمن تخلي عن عقله واصبح يشتم رائحه خبيثة من صور البطولات التي تتناقلها الفضائيات من شوارع غزة. أعلنت الهدنة وبأحسن الأحوال لن يكتب لها الصمود أكثر من عدة ساعات ، أمام الأهداف والاستراتيجيات التي تم رسمها وفق رؤي المنبطحون من أجل دولة غزة العظمي ، وممن عشقوا السلطة التي قطعت الشك باليقين إننا عبده لهذا الكرسي ، سواء كنا علمانييون أم إسلاميون أم شيوعيون أم مجوس فإننا عرب ، والأصل هو الغالب ، نعشق السلطة والكرسي وربطة العنق والألقاب الوزارية السيادية ، وماذا لو قتل ألف أو أكثر من هذا الشعب ؟ فهم شهداء للقادة . ولقب شهيد جاهز وكشوفات المعزين.علي أهبة الاستعداد للتنعم بخيرات بيوت العزاء من وجبات اللحوم والأرز الشهية ، وحبات الثمر الطرية ، وفناجين القهوة الأصلية ، والميزانية من مساعدات الشعب الفلسطيني ، أو من أموال الزكاة والجمعيات الخيرية ، ولأمهاتنا الحزن والحداد . صمتنا خلال حرب الأيام الخمس ، صمت لا ينم عن عقلانية وإنما عن حزن وعار كللنا به ، عار وصم شعبا عظيما وقضية عظيمة ، التي شهدت شوارع بقعة طاهرة منها حربا ضروس في الوقت الذي كان به شجاعا يستل صمته ويغدو مقتحما قلاع وحصون العدو ليدكها بايمان وطهارة رافضا مراهقة القادة وأقزام البنادق ، وأزلام المؤتمرات ، أستل إيمانه من قلبه بلا قذائف الا ربي جي ، أو الياسين أو البنادق الالية التي تمطر أجساد الأطفال وتقطف زهرات عمرهم ، وترسم الدموع علي وجنات الامهات. وهناك من بعيد آتي الصوت المتحشرج بالموت ، من لاجئي العراق الذين رحلوا وخطفوا وعذبوا وأغتصبوا ولا زالوا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء بلا مغيث علي الحدود السورية – العراقية ، تلاحقهم حراب الموت وعصابات الطائفية ، فهل من مغيث ؟ في ظل هذه الحالة المفرحة خرج علينا أحد الوزراء مقترحا إعادة هؤلاء اللاجئين لأرض الوطن ، وهذا ما دفعني لأن أمسك هذا القلم اللعين الذي تمرد عن الكتابة ، متساءلا أي وطن هذا الذي تريد عودة اللاجئين إليه ، ولماذا تريد عودتهم ؟ هل تريد العودة لهم لغزة هاشم التي تحولت شوارعها لمقبرة للأخوة ، أم لغزة التي تجوب أزقتها عصابات الموت والسرقة والقتل ، أم للصوص الأراضي التي تنهب تحت مسمع ومرآي الحكومة والسلطة وتقسم بحسب المسمي الوظيفي والمكانه القيادية ، ودرجة القربي ، أم لغزة التي لا يجد ابنائها قوت يومهم ، والتي تتكدس بشوارعها القمامة ، أم غزة الثكلي بجراحها المتخمة بآلامها؟؟ ولماذا يعودوا ؟ يعودوا ليتم اغتيالهم ، أو طحنهم تحت رحي ما تسموه الفلتان الأمني ، أم لتوظيفهم في الأجهزة الأمنية والقوة التنفيذية والكتائب العسكرية لخوض الحرب المقدسة؟؟ دعوة ساذجة لا تنم سوي عن جهل أو استغباء بعقولنا ، فالأشرف للاجئي العراق الاستشهاد بأيدي الموت الطائفية ، علي أن يتم طحنهم تحت جحيم غزة ، والموت جوعا أو اغتيالا بين كتائب الموت التي تجوب شوارع غزة.. ولا زال شلال الدم يتقابل .. ينزف من بغداد ومن غزة ومن بيروت … والضحية واحدة هم فقراء هذا الشعب ، وابنائه الذين جيشوا بالأحقاد ، لينفذوا ما يمليه عليهم تجار الموت المتحصنون بأبنائهم في قلاع تبني علي جماجم أبنائنا ، وتروي بدموع أمهاتنا.. سامي الأخرس 1/2/2007
Aucun commentaire