Home»Régional»أماكن في القلب : حمام لزعر ـ الحلقة الأولى

أماكن في القلب : حمام لزعر ـ الحلقة الأولى

0
Shares
PinterestGoogle+

نوضي …تكعدي …راها السَّتَّ…
ـ أوف حتى يوم الأحد تفيقونا قيس النَّبيري…
– تكعدي وبراكا من التنكريش…وغي لقاي بلاصا مسكدة…
قامت متثاقلة…بدون أن تفتح عينيها خوفا على بقية باقية من النوم ظلت مختبئة تحت جفنيها .حملت السطل المعدني الكبير المليء بالكياسات والأمشاط والطَّاسات والصابون البلدي والسّترة،والحنة والغاسول… والحجرة والحبل.
الحجرة؟

لقد اجتهدت الأم في البحث عن أحسنها إبان رحلة ربيعية ،ولست أدري هل كان الهدف النزهة أم البحث عن الحجرات الخشنة …؟لا تكف أمي وأغلب النساء اللواتي تعرفهن عن ترديد:إيوا حجة وزيارة.

فحجر قرب واد إيسلي من أشهر الأحجار التي تترك الجسم ناعما بعد الفرك والحك الأشبه بعقوبة.فالأطفال جميعهم تراهم فارين من هذا الوحش الذي تحمله الأمهات جميعهن.وطبعا لاينسين الحبل فهو من المعدات الهامة للحمام.ففي حالات الطوارئ يربط جيدا بالسطل من أجل متح الماء من قاع البرمة .

كان صوت الأم مازال يرن في أذنيها:
_اختاري مكانا في الغرفة المتوسطة قرب » البرمة » الباردة.وإن لم تجدي ففوق « سْرير ».
إن كنت من ساكني حي الطوبة البراني خاصة فبدون شك فإنك قد فهمت المعنى…لطالما قرعت هذه اللفظة أسماعنا صغيرة .ولن تجد أحدا يرضي فضولك عن أسباب هذه التسمية فلكأنما تسأل عن الغيبيات.
_ سْرير… هو سْرير…تكعدي غسلي المواعين وبراك من اتكعرير.

الآن وبعد أن بلغت من الكبر عتيا،وبعد أن انقرض سْرير وصاحبه وكثير ممن غسلوا فوقه والحمام نفسه. أظن،غير جازمة، أن هذا الاسم جاء من كونه كان مرتفعا قليلا عن باقي الحمام على شكل سرير .تفضلها المتحممات لأنها بعيدة عن المجاري، وشفرات الحلاقة، وقشر البرتقال اللائي يتلذذن بالتهامه وسط ذلك الجو الخانق عندما يردن القيام باستراحة إجبارية.

والغريب أنهم تركوا التسمية الدارجة إلى الفصيحة.
_ الله يخليك اعطيني شوية غاسول.
–سمحي لي عندي غير اللي يقدني أنا وبزّي. تقولها بزعاف.فهي تكره هؤلاء الطلاَّبات الفنيانات.تقول لجارتها وهي منهمكة في تمشيط الشعر الطويل لابنتها الصغرى:
–مين كنت نضرب تمارة هي كانت عطيتها لَتْكَسْوِيل.دقي الورد الحر…دقي عود النوار رطبي الغاسول..سيقيه فالسطح قابليه حتى دوخك الشمش…وتجي هي تديه بارد.ها…
تصرخ في وجه ابنتها التي ل اتكف عن الأنين:
–اسكتي يا بنت الذين…لو كان عندي زْهر لجلست في « العدَّة » بحال للياتي…هيا قومي لجلب الماء الساخن…لازال إخوتك ينتظرون دورهم…نادي أحدهم ..بسرعة…
عادت مسرعة:

_ راهم عاطيينها لتْزحليق…

_ شفتي لحلالف… حتى يجيو…

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. د. محمد أبو أسامة
    16/01/2011 at 11:57

    الكثير منا يظن ان بارح الزمن الماضي، لكن مجرد العودة بكلمات، بألفاظ ودلالات ، أماكن ورموز، حيثيات ومواقع جغرافية،…. يجد نفسه في غمرة الحنين إلى التليد العتيق،إلى ما تبقى من ثمالة الذاكرة الميتة، إلى فوضى الزمن الغامر، وحب النكوص إلى دفائن البوح المقيد..

    تحياتي

  2. lecteur
    16/01/2011 at 12:00

    قليلون هم الكتاب الذين يحسنون انتقاء مواضيع يسلطون الضوء عليها بنور أناملهم وأقلامهم و يديرون عدسة كاميراتهم المحترفة نحو أماكن لا ينتبه إليها البعض رغم أنهم يعيشونها، و أ ظنك من ذوي هذه الموهبة النادرة . أسرتني الحلقة الأولى فهي تنم على تجربة واسعة و أظنني سوف أتابع مسلسلك المقروء هذا و أتمنى لك كل التوفيق .

  3. أم بثينة / مريم لحلو
    18/01/2011 at 00:32

    السلام عليكم أشكركم ،أستاذي العزيزين، على هذه القراءة التي من دون شك كانت أكثر بكثير من مجرد مرور.وأرجو أن أكون عند حسن ظنكما وظن كل القراء الذين لم يعلقوا.حفظكم الله.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *