خـروج الام للـعـمـل
عندما تقرر الزوجة – الأم – الخروج إلى العمل فإنها تقع في حيرة من أمرها لصعوبة اتخاذ مثل هذا القرار حيث تجد نفسها بين ضغوط الرغبة الذاتية في تحقيق شخصيتها واستقلاليتها المادية وضغوط واجباتها ومسؤولياتها والتي أثبتت التجارب انه لا احد آخر يستطيع القيام بها كما ينبغي .
لذلك يجب التفكير في هذا الأمر من كلا الطرفين بين الفوائد والأضرار القائمة والمتوقعة ..لذلك تراها دائما في صراع مع نفسها وسؤالها هل الالتحاق بالوظيفة والخروج إلى دنيا العمل أفضل لي ؟ أم البقاء بالمنزل لرعاية الأطفال أهم ..؟؟.
طبعا ترغب كل أم البقاء داخل المنزل لمتابعة أطفالها وهم ينمون وينطقون بالكلمات الأولى ويحاولون تعلم المشى فتحس آنذاك بسعادة غامرة وفي الوقت ذاته تتمنى لو التحقت بوظيفة ترضي طموحاتها الإنسانية وتوفر لنفسها العديد من متطلباتها الحياتية لها ولأفراد عائلتها وهذا ما يضيف المزيد من الصعوبة ويفاقم من إحساس المرأة- الأم- بالذنب .
ولكن تبقى حقيقة واحدة لا يمكن إغفالها وهي عدم وجود أية مميزات واضحة لأي خيار تتخذه الأم من تلك الخيارات . فالأمهات العاملات يشعرن بالنقص وعقدة الذنب من عدم اكتفاء متطلبات أطفالهن المعنوية بينما تشعر الأمهات غير العاملات بالعجز وقلة الحيلة والعزلة مقارنة مع الأمهات اللائي شققن طريقهن في دنيا العمل وكأي قرار خاص فان قرار الالتحاق بالوظيفة أو البقاء بالمنزل هو قرار خاص للغاية ولهذا يتعين التفكير بهذا الموضوع ..ومن العناصر المهمة المرتبطة به هو أن الطفل يحتاج إلى الرعاية والدفء والحنان وتلك مكونات ضرورية لنموه الصحي السليم ولأنه لا يتوقع من أي إنسان آخر أن يوفر هذه المكونات . فالمربيات قد يحضن الطفل ويهدئنه ويطمئنه إلا أنهن لا يحملن العواطف نفسها التي تحملها الأم لطفلها . وإذا نظرنا إلى الحياة الإنسانية لوجدنا أن أهمية تربية الإنسان تتجاوز في حجمها أهمية جميع الجوانب الأخرى والتربية هي نقل الأفكار الايجابية في المجتمع إلى الطفل وغرس القيم السمحاء ..
والقرار النهائي طبعا يعود دائما إلى الأم ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه دائما هل البيت السعيد يحتاج إلى أم توفر له المال من اجل متطلبات الحياة أم إلى رعاية وحنان وتربية صالحة للمجتمع…
Aucun commentaire
الى الأخت الفاضلة شهرزاد
كتابانك المتميزة تطرح دائما قضايا هامة ومصيرية وطرحك علمي وموضوعي
وأنا مع فكرة جعل قيمة الانسان فوق كل قيمة
وأعتقد أن الأمر الذي يجعل المرأة تفصل في مثل هذا الموضوع هو مدى صيانة الانسان باتخاذ قرار ما
فاذا كان خروج المرأة للعمل سيوفر أشياء ويضيع الابناء فلا بارك الله فيه
تحياتي ودام قلمكالمبدع
اظن اختي العزيزة ان قضية عمل المراة او لا موضوع يخصها هي هي التي تعرف مصلحتها اين توجد هل العمل او المنزل فاينما رات مصلحتها تختار وقضية السعادة اين توجد فالامكانيات المادية مهمة في السعادة لانها توفر للاسرة امكانيات الحياة وتبعد الاسرة عن كثير من المشاكل ولاتنسي ان هناك بعض الرجال يحتقرون المراة ادا كانت لاتعمل ويخافون من المراة الموطفة المهم يجب ان يكون التفاهم بين الزوج والمراة ويفعلون ميناسبهم
الاخت شهرزاد ان ما يدفع الامهات الى العمل خارج البيت هو الرغبة في تحقيق الدات أولا وثانيا مساعدة اسرتها على الحياة الكريمة الا ان تحقيق التوازن بين المطلبين المشروعين عزيز المنال والجمع بين الامرين صعب التحقيق .لدا ينعكس عمل المرأة خارج البيت سلبا ان على تربية الاطفال ومتطلبات الزوج أو على صحتها النفسية و راحتها . كان الله في عون النساء العاملات فهن بين أمرين أحلاهما مر. ويبقى الامر من بعد و من قبل لها وحدها ولتتحمل النتائج بشجاعة و جرأة .فاللهم وفق أخواتنا و بناتنا الى الطريق الاقوم و ألهمهن حسن الاختيار.آمين.والسلام./.
اشكر اولا كل من اهتم بالموضوع واشكر بالخصوص الاستاذين القديرين محمد شركي و يحي بنضيف على استوعابهما للموضوع وكما ذكرت انا ايضا فاللاختيار الاخير يبقى بيد الام فهي ادرى باجتياجلتها رغم ان وجهة نظري الخاصة تعود الى ان البيت السعيد يحتاج الى ام حنون وليس الى عاملة تمزق نفسها بين العمل والبيت اللهم ان كان لها استثناء وهو عدم وجود الزوج الذي يعيل الاسرة ..فاما ان وجد فاين دوره اذن ..فالام تمنح كل شىء للبيت الحب والحنان والعطف والسعادة ولا بد لها من مقابل الا وهو اسعاد الزوج لها بالعمل خارجا وتوفير كل احتياجاتها هي وابناءها …
اشكرك الاخت شفيقة العباسي واحترم رايك فانا ادركت ما تقصدينه وان متفقة معك تماما …