بعد اللقاء  » الودي  » الذي جمع بين العاهل المغربي الملك محمد السادس ، والرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة على هامش القمة العربية الاخيرة، والذي تحدثت عنه كل الصحف  » باذابة جبال الجليد في العلاقات المغربية الجزائرية  » وبعد اعلان بوتفليقة عن الغاء التأشيرة على المغاربة الراغبين في زيارة الجزائر …ثم تراجعه بعد ذلك مباشرة خلال زيارته لفرنسا ليعلن ان فتح الحدود بين البلدين يتطلب عدة شهور ، ثم أخيرا وقبيل انعقاد القمة المغاربية بالجماهيرية الليبية يوجه بوتفليقة رسالة الى عبد العزيز المراكشي  » رئيس البوليزاريو  » يعلن فيها وقوف الجزائر الى جانب البوليزاريو ، وان قضية « الشعب الصحراوي  » ستظل الشغل الشاغل للرئيس بوتفليقة وللجزائر ، حتى يتم تقرير مصير الشعب الصحراوي ويحصل على  » استقلاله  » ….

غريب والله امر الرئيس الجزائري بوتفليقة ، وغريبة والله تصرفاته ، والاغرب من كل ذلك تصريحاته المتناقضة بين عشية وضحاها …والاغرب من كل هذا نوع المجاملة التي يتكلم بها مع المسؤولين المغاربة وآيات الحب والاخلاص القلبييين التي يعبر بهما كلما التقى مسؤولا مغربيا ، ثم يعبر عن نقيضها بمجرد ما ان يودع ذلك المسؤول ليعلن ان الجزائر تدافع عن الشرعية الدولية …

وكأن الشرعية الدولية لا تهم الا قضية الصحراء المغربية …وكم نتمنى ان تكون للرئيس الجزائري بوتفليقة الشجاعة ليتحدث عن تطبيق الشرعية الدولية في الخلاف بين جزيرة طايوان التي تريد ان تنفصل عن الصين والتي تعتبرها الصين جزءا لا يتجزاء منها…وان الصين لن تسمح ابدا بانفصال تايوان وهذا حق من حقوقها الثابتة …سنصفق بحرارة لبوتفليقة اذا ما كتب رسالة الى رئيس تايوان مثل الرسالة التي كتبها لعبد العزيز المراكشي ويعلن له في هذه الرسالة  » ان الجزائر التي تؤمن بالشرعية الدولية ، والتي تدافع عن تقرير مصير الشعوب تعلن انها تؤيد تقرير مصير تايوان في الاستقلال والانفصال عن الصين  » هل يملك بوتفليقة هذه الشجاعة …ام ان حكام الجزائر صار همهم الوحيد هو المغرب …وان ايمانهم بالشرعية الدولية يتعلق فقط بجارهم الدولة العربية الاسلاميةالمغرب …وان الشرعية الدولية التي يؤمنون بها هي تفتيت الامة العربية الاسلامية الى كيانات قزمية يعشش فيها الارهاب ..وان الشرعية الدولية لا تهم بوتفليقة فيمايخص القضية الفليسطينية ، كما لا يهمه عدم تطبيق اسرائيل لكل بنود الشرعية الدولية ، وقرارات مجلس الامن ، وكل القرارات الاممية ، بوتفليقة الذي لا يهمه حرص كل اوروبا ومجلس الامن على توحيد جزيرة قبرص ، وانما بو تفليقة يحلق في الاتجاه المعاكس لكل هذا فصار همه الوحيد في حياته هو تفتيت الحدة الترابية للمغرب في زمن العالم كله يتوحد ويدعو للتكتل الا بوتفليقة الذي يدعو للتفليق ، والتشرذم ، اليس هذا شذوذا يا سيادة الرئيس ؟؟؟.

ليعلم الرئيس الجزائري الذي تربى في المغرب ، ودرس في المغرب ، وأكل خبز المغرب والمغاربة ، وشاركهم في الملح ، والملح كما يقول المثل الشعبي الذي يعرفه بوتفليقة  » تفشل الركابي  » ، ويعرف الشعب المغربي جيدا ، انه لا يهمنا لافتح الحدود ، ولا موقف الجزائر من قضية نعتبرها من اقدس المقدسات وهي قضية الصحراء المغربية ، …ليعلم هو وكل الذين يسخرونه في هذه القضية ان الشعب المغربي شعب التحديات ، ولن يسلم في حبة رمل واحدة الا بعد ان يفنى كل المغاربة من اجل صحرائهم …فليهنأ الرئيس الجزائري …وليرينا وجهه الحقيقي …فنحن الذين ربيناه ونحن  » نعلم ما توسوس له به نفسه  » ….فحسبنا الله ونعم الوكيل .و. » يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين  » صدق الله العظيم