الجبهه الشعبية والموقف بلجنة المتابعه العليا
الجبهه الشعبية والموقف بلجنة المتابعه العليا *** سامي الأخرس
منذ زمن ليس بالقصير وأنا بعيداً عن المواقف الحزبية الداخلية للجبهة الشعبية ، ورغم ذلك أتابع كل ما يصدر عنها من مواقف وفق علاقة عاطفية حزبية أتوافق مع العديد من القضايا والمواقف وأختلف مع العديد من المواقف والقضايا ، وهذا نتاج تربية وثقافة تنظيمية منطلقة من رؤية وطنية اسمي وأعلي من أي مسميات ضيقة ، وهي طريق شعبنا وأهلنا ، وانضواءنا لراية واحدة نستظل بظلالها ألا وهي راية فلسطين الوطن والغاية والسبيل .
وهذا ما دفعني أقف أمام خبران هامان وهما بيان الرفيق جميل المجدلاوي الذي أصدره توضيحا لبيان لجنة المتابعة العليا الذي دعت من خلاله بحل القوة التنفيذية ودمجها بالأجهزة الأمنية ، مع تطبيق القانون على كافة الأجهزة الأمنية بما ينهي الصفة التنظيمية عنها ، وعن قادتها ويضمن قدرتها على حماية وتطبيق سيادة القانون على الجميع دون تمييز بسبب الانتماء التنظيمي والسياسي .
وهنا استغرب بل ومستهجن موقف الجهاد الإسلامي من عدم التوقيع على هذا البيان ، وهل حفظ الأمن للمواطن والوطن مرهون بحسابات حزبية ، مع الاعتبار أن باقي الفصائل التي رفضت التوقيع امتنعت لمبدأ الاسترزاق التي تنتهجه وهو مبدأ لا يخفي علي عاقل ، وهذا ما دفعني للاستغراب من موقف حركة الجهاد التي أثبتت إنها حركة صلبة وقوية في مواجهة الاحتلال ولا تخضع لحسابات معينة .
نتجاوز موقف الجهاد الإسلامي للعودة إلي خبر أخر هو اجتماع كتائب أبو على مصطفي مع كتائب عز الدين القسام وبعض المليشيات التي لا تمثل سوي العصي التي تهوي علي رقاب شعبنا والتي تعمل وفق أجر مدفوع مقدما ، هذا الاجتماع الذي يعقد للتباحث حول قرار الرئيس أبو مازن الخاص بحل القوة التنفيذية ، وليس هنا بيت القصيد وإنما هو بموقف الجناح العسكري للجبهة الشعبية من قضية القوة التنفيذية وتلبيه الدعوة لحضور الاجتماع وهو ما يتعارض مع موقف الحزب الذي جاء ببيان لجنة المتابعة مما يطرح العديد من علامات الاستفهام حول هذا الموقف الذي يعتبر خروجا عن موقف الجبهه الرسمي ، ولإدراكي للانضباط الحزبي داخل هيئات الجبهه الشعبية أؤكد أن هذا الموقف عار عن الصبغة التنظيمية ، وإن كان حقيقيا فهو لا يخرج عن طور مجموعه منشقة استغلت اسم كتائب أبو على مصطفي ، وأتوقع أن تقوم الجبهه الشعبية خلال لحظات بإصدر موقف واضح وصريح من هذا الاجتماع أو التمثيل باسم كتائب أبو على .
هذا التوقع لا يأتي ضمن التحليل أو التخمين وإنما معرفة بمدي التماسك الداخلي للجبهة الشعبية وخاصة فيما يتعلق بمواقفها الحزبية ، وما فصل القائد الشهيد وديع حداد سوي دليلا قاطعا على ذلك .
بيان لجنة المتابعة وموقف الفصائل الوطنية الموقع من معظم الفصائل التاريخية لا يمثل خطوة حقيقية عمليه إن لم يدعم بتحرك على الأرض من خلال حشد جماهير شعبنا للتصدي لسفك الدماء المجاني في قطاع غزة ، والجرائم التي ترتكب تحت اسم الفلتان الأمني الذي يبدو إنه يحقق بعض الأطماع لمن استهواهم دماء أبناءنا وأهلنا ، وأي عاقل هذا الذي يتقبل مشاهد ما حدث في جباليا أو الأطفال الثلاثة أبناء بعلوشة ، فما يحدث لا يمكن الصمت عنه أو القفز عليه من أحرار هذا الوطن وقواه الحية الوطنية .
أما فيما يتعلق بالقوة التنفيذية التي تم تشكيلها من قبل وزارة الداخلية كقوة تحافظ على أمن المواطن والوطن وحماية المشروع الوطني ومؤسساته ، ومنذ تشكيلها حتى راهن اليوم لم نلمس أي ممارسة لها على الصعيد الاجتماعي ومحاربة الجريمة وظواهر الاقتتال العائلي العشائري ، فكل ما لمس منها هو تبادل عمليات القتل السياسي ومحاصرة مقرات الأمن وقصفها بالصواريخ ، فمنذ تشكيلها حتى اليوم قتل بعمليات القتل المتبادل أكثر من مائة شخص من كلا الطرفين ، وحقيقة فهي أصبحت بديلا لفرق الموت التي شكلها جهاز الأمن الوقائي سابقا .
نعم يجب حل هذه القوة ودمجها بصفوف الأجهزة الأمنية مع ضمان حقوق أفرادها ومساواتهم مع كافة أعضاء الأجهزة ، وتطبيق القانون الذي يكفل إخراج الأجهزة من السيطرة الفصائلية وتابعيتها لفصيل معين ، وتحويلها لأجهزة تخدم المواطن الفلسطيني ومصالحه . وهذا لن يتحقق دون موقف وطني من جميع القوي السياسية والمدنية وأبناء شعبنا المخلصين .
فلم تعد غزة قابله لملكية حزب بعينة ، فهي بقعة غالية وعزيزة من الوطن روت أرضها دماء طاهرة من شعبنا ومن مقاتلي العرب كذلك ، فلن نتركها لكم لتعبثوا فيها وتحولوها لعار يكلل رؤوسنا لتحقيق مطامعكم وأهوائكم .
كما وأتمنى من فصائلنا وقوانا الوطنية تغليب مصالح الوطن … فاليوم تقفوا أمام أيدي الله … وأيدي التاريخ .
سامي الأخرس
7/1/2007
Aucun commentaire